أنفقت اليابان ملايين الدولارات في سبيل البحث عن طرق تمنع حدوث الزلازل التي تعانيها البلاد بين فترة وأخرى، إلا أنها بعد أن أدركت استحالة ذلك وجهت جهودها نحو البحث عن وسائل للحد من أخطارها، ومن بين الأفكار التي أنشئت استخدام خرسانات مرنة في بناء المنازل بتقنية تجعلها أكثر تماسكا إذا تعرضت للتصدع! وأجمل ما قد تشهده في رحلة لك لأي من بلدان شرق آسيا هي الأجواء التي تمطر يوميا على مدار السنة دون أن تتوقع للحظة أن تعكر هذه الأمطار الغزيرة صفو رحلتك! لأنه بعد لحظات من توقف المطر ستجد الطرق عادت نظيفة وجافة من جديد! يحدث ذلك دون أي مجهود بشري، أو تدريب مكثف للدفاع المدني، ودون إرسال صهاريج لسحب المياه من الشوارع! بلا قتلى وبلا جرحى وبلا حوادث مرورية! ومن غير الحاجة لإعلان حالة الطوارئ وتوقف الحياة عند نزول الأمطار! المعجزة لديهم تكمن فقط في أيدٍ صنعت ما كلفها الملايين لتوفر خسائر كوارث قد تقدر بالمليارات!. في وقت من السنة تتعرض فيه معظم دول العالم للأمطار والفيضانات والأعاصير والثلوج، تفاجأ مدينة جدة كل عام ب «ساعة» من الأمطار التي تسبقها رسائل تنذر باقتراب هطول الأمطار وتحذر من التجول! فيلزم الجميع مكانه استعدادا لقرب ساعة الصفر التي تترك جدة في كارثة حقيقية بعد أن تودي بحياة البعض! وعلى الرغم من طمأنة السكان بقلة عدد الوفيات لهذه السنة، يطرح سؤال نفسه هنا: هل يجب أن تتسبب ساعة من انهمار الأمطار في حدوث وفيات أو حتى حالات إنقاذ؟ هل الخسائر البشرية هي فقط ما تترتب عليه كارثة جدة؟ ألا يعتبر فقدان الممتلكات المادية من منازل وسيارات، وحالات الاضطراب والهلع عند بعض الأسر على ذويهم جزءا من الخسائر أيضا! لم تعد نعمة الأمطار تساعد جدة على الخروج من محنة الجفاف المستمرة طوال العام بل يبدو أن هذه الكارثة أصبحت طقسا من طقوس احتفال سكان جدة بالسنة الجديدة على طريقتهم الخاصة!