تعتبر الطائرة من أكثر الوسائل التي توفر التنقل الآمن في تاريخ البشرية. لكن يبدو أنها عدوة لبعض الزعماء والرؤساء وقادة العالم، إذ تعددت حوادث تحطم طائراتهم منذ منتصف القرن الماضي وصولا إلى يومنا هذا. وكانت البداية مع طائرة رئيس وزراء دولة إفريقيا الوسطى برتليمي التي انفجرت في الجو على مشارف العاصمة بانجي في مارس 1959، وآخرها تحطم طائرة الرئيس البولندي في إبريل الماضي. ولم تعرف ملابسات الحادث في معظم الحالات. وقد يكون بعضها مدبرا وفق أصحاب «نظرية المؤامرة»، وبعضها قضاء وقدر وفق «البيانات الرسمية»، التي لاتتحدث عن حقائق الصندوق الأسود للطائرة، كما هي العادة. سجل تاريخ الكوارث الجوية أسماء رؤساء حكومات ووزراء ومسؤولين كبار قضوا بتحطم طائرات، أو نجوا بأعجوبة وهم بين الأرض والسماء. وقل أن تسقط طائرة رئيس دولة أو مسؤول كبير أو يحدث فيها عطل أو خلل بسيط لأن الاحتياطات التقنية والأمنية تكون في درجتها القصوى. وعادة ما يكون عدد الضحايا من الزعماء وكبار الساسة والعسكريين قليلا أثناء نشوب الحروب المحلية أو العالمية أو بعدها، لأن السلطات غالبا ما تسعى للحفاظ على قياداتها بشتى الطرق. لكنما ما حدث صباح العاشر من إبريل الماضي يعتبر أمرا فريدا من نوعه، إذ فقدت بولندا دفعة واحدة 88 شخصية بارزة من كبار قادتها وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ليخ كاتشينسكي، إضافة إلى ثمانية يشكلون طاقم الطائرة التي تحطمت. ومن أكثر الشخصيات السياسية أهمية من بين ضحايا الكوارث الجوية كان الأمين العام للأمم المتحدة داج همرشولد الذي تحطمت طائرته أثناء تواجده في مهمة إنسانية بالكونغو في سبتمبر1961. والناجي الوحيد هو جوليان أحد مرافقي همرشولد الذي أكد أنه سمع عدة انفجارات، ثم سقطت الطائرة عموديا. ومن أبرز الشخصيات العربية والرؤساء الذين راحوا ضحية لتحطم الطائرات هناك الرئيس العراقي عبدالسلام عارف عندما سقطت طائرته الهليوكبتر في ظروف غامضة ومعه بعض وزرائه في رحلة تفقدية لمحافظة البصرة «إبريل 1966» ووزير الدفاع العراقي عدنان خير الله «مايو 1989» بحادث تحطم طائرة مروحية في منطقة بدوية نائية شمال بغداد. وفي فبراير 1977 سقطت المروحية التي كانت تقل ملكة الأردن علياء في رحلة تفقدية للمناطق النائية. وهناك رئيس الوزراء الموريتاني أحمد ولد بوسيف «مايو 1979» الذي اختفت طائرته في البحر قبالة سواحل العاصمة السنغالية داكار، وفقد كل من فيها. ثم رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي على أثر تفجير طائرة عمودية عسكرية كان يستقلها. وفي العالم الإسلامي يوجد الرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق «أغسطس 1988» الذي انفجرت طائرته بالقرب من قرب بهاولبور بشبه القارة الهندية أثناء عودته من مشاهدة التدريبات العسكرية. وهناك ضحايا آخرون لحوادث الطائرات مثل رئيس الإكوادور خايمي آجيليرا والرئيس الموزمبيقي سامورا ميتشل.