قال الاديب الشاعرالأستاذ الدكتور صالح بن سعيد الزهراني عميد كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى ل "شبرقة" بمناسبة اليوم الوطني ، قال : اليوم الوطني لحظة من الزمن نقف فيها وقفة تأمل نتذكر الماضي ، ونقرأ الحاضر ، ونستشرف المستقبل ، هذه اللحظة فكرة عابدة لا ينبغي أن تكون لحظة عابرة ، فالوطن كان مجموعة من القبائل المسكونة برائحة الدم وثارات العشائر ولغة السلب والنهب ، فجاء الملك عبد العزيز فصهر هذا الشتات في دولة ذات مقومات فريدة . بعد ديني جعل منها قبلة الإسلام والمسلمين ، وبعد سياسي صارت بسببه لها كلمة الفصل في المحافل الدولية ، وبعد اقتصادي جعلها تملك أكبر مخزون للنفط في العالم ، اجتمعت هذه الأبعاد لتشكل وطنا فريدا اليوم نقف لنستحضر ما ضيه فنحمد الله الذي ألف بين قلوب أهله فأصبحوا إخوانا ، ونقرأ حاضره فنحمد الله على ما تم إنجازه ، ونستشرف المستقبل فنستعد لسباق العصر ونستثمر كل هذه الأبعاد لنضيف لها بعد ا رابعا هو القوة البشرية الفاعلة التي أصبح الناس يتحدثون عنها باسم (الزمن السعودي ) ونستثمر العلم والمعرفة في بناء هذه القوة لنكون وطن المستقبل الذي وحده الملك عبد العزيز ، وشكل منه أعظم وحدة عربية في العصر الحديث ، ونكون أمناء على هذه الوحدة في زمن الانقسامات والتشظي العربي . وأضاف سعادة الدكتور صالح الزهراني : لا ينبغي أن تكون هذه اللحظة كأي لحظة تاريخية ، يجب أن تكون لحظة مختلفة نطلع أجيالنا على معاناة الماضي ونعم الحاضر وآمال المستقبل لنعرف قيمة ما نحن فيه ، ونؤهلهم لدور فاعل يكونون فيه قوة منتجة بحجم عظمة هذا الوطن ، ونقول : إنا وإن كانت أوائلنا=لسنا على الأحساب نتكل نبني كما كانت أوائلنا=تبني ونفعل ( فوق ) ما فعلوا وعن كيفية جعل الإحتفال بهذه المناسبة فرصة لتعزيز الإنتماء الوطني وترسيخ مفهوم المواطنة الحقة قال سعادة الدكتور صالح : ينيغي بناء رؤية واضحة لهذه اللحظة تشترك في صياغتها وتنفيذها جميع المؤسسات ، لأن حجم الوعي بالواقع لا يرقى لمستوى المناسبة ، يجب أن تكون بحجم الإنجاز ، وهذا ممكن على أن يكون العمل مصحوبا بفكر راق وعلمي ومنظم ولا يقتصر فيه على الألعاب الشعبية ، يجب أن يجد كل مواطن بحسب وعيه ما يجذبه للمناسبة ولا نستكثر ما يصرف عليها لأن روح الوطنيه لدينا = صفر بكل أسف ، أقول هذا وأنا أستاذ جامعي لي مع الشباب قرابة ربع قرن وأعرف معنى هذه الكلمة . وبالنسبة لتعاطي الإعلام مع هذه المناسبة قال سعادة الدكتور صالح :هناك جهود مبعثرة ، ونقل لما هو موجود ، لكن ليس هناك رؤية حضارية للحظة ، وما يجري هو أناشيد أطفال وألعاب شعبية والمناسبة عظيمة ، والمرعى أخضر ولكن العنز مريضة . وعن كيفية تفعيل دور الإعلام بما يتناسب وحجم المناسبة وتحقيق المراد من الإحتفال السنوي بها قال سعادة الدكتور صالح : كما قلت لك قبل ذلك لا بد من نشوء فكر وثقافة مؤسسات تخطط بعمق ، يكون هناك أفلام وثائقيه ، ومسابقات مدعومة بقوة ، وأعمال فنية ، وألعاب شعبية ، وزيارات لمدن المملكة ، ومنتديات تناقش ، وكتب تسجل شهادات الناس وتوثق تجاربهم ، واستطلاعات للرأي ، وتحليل دقيق ، وقياسات لكل ما يجري لأنها ستكشف الواضح والمستور . وعن كفاية إعتماد اليوم الوطني "إجازة" لترسيخ مفاهيمه في أذهان الناس والنشئ خصوصاً قال سعادة الدكتور صالح : هذا جزء من الوعي بالمناسبة لكن هذا لا يكفي ، الإجازة يجب أن تكون للإنتاج وليس للنوم ، ونحن لم نحول هذا اليوم إلى تجربة وعي فالثقافة ما لم تتحول إلى سلوك فهي ركام علمي ، أتمنى أن نجد سباقا بين شباب المناطق ومؤسساتها للإبداع في الاحتفال باليوم الوطني ، ويكون هناك جوائز قيمة ، ودعم مالي ومعنوي ، والشباب لديهم قدرات خلاقة فقط علينا أن نقول لهم : تفضلوا وخذوا . اليوم هناك هروب باتجاه القبيلة لأن الناس وجدوا أن القبيلة تتيح لهم ما لا يتاح عبر مؤسسات الدولة ، فلنعزز هذا التوجه بثقافة مؤسسات وطنية ، لنعمق ولاء الوطن ، ونشعر الناس بقيمة النعمة التي ألفوها فجهلوها . وأختتم سعادة الدكتور صالح بن سعيد الزهراني تصريحه ل"شبرقة" بتحديد الخطوات الداعمة لتحقيق الهدف من إجازة "اليوم الوطني قائلا : لابد من صياغة رؤية جماعية ، جهات تقوم بالتخطيط ، وأخرى بالدعم ، وثالثة بالتنفيذ ، ويكون يوما حافلا يصبح الغائب عنه كالمتولي يوم الزحف ، لكن لا أعتقد أن لدى كثير من القائمين على هذه المناسبة هذه الرؤية ، وحبذا لو قامت وزارة الثقافة بفتح مدونة للناس لاستطلاع آرائهم ، عبر فترة شهرين أوثلاثة ، وقامت بتحليل اللمقترحات ، واستثمرتها في التخطيط ، ونسقت خطة شاملة تشرف عليها أمارات المناطق ، ومنحت المناطق المتميزة جوائز ، وقدر المبدعون ، وت توثيق ما يجري واستخلاص نماذجه المضيئة وتعميمها ، وتطوير الرؤية سنويا . لقد تخطف الإرهاب شبابنا ، كما تخطفتهم القنوات الهابطة ؛ لأنهم وجدوا من يحتويهم ، ويقدرهم وإن كان في النهاية يضحك عليهم ، فعلينا أن نجعل هذا اليوم ورشة عمل للإبداع .