السياحة هي عصب الحياة بالنسبة لكثير من دول العالم ، بل حتى في بعض الدول الممتدة في المساحة ، والمتنوعة في النشاط الاقتصادي ، تُعد السياحة المورد الاقتصادي الأول في مناطق دون أخرى داخل الدولة. ولعلّ ولاية هاواي الأمريكية القابعة في وسط المحيط الهادي تمثل نموذجًا يعكس هذا الواقع بوضوح. ولأن السياحة مصدر دخلها الأول ، فإن المسؤولين فيها لا يترددون في طرق الأبواب المغلقة وانتهاز الفرص المتاحة لجلب مزيد من السياح (الشباعى) ليضخوا مزيدًا من المال في اقتصاد الولاية الصغيرة بسكانها المتعددة بجزرها الساحرة وطبيعتها الجميلة. ومن آخر المحاولات المنظمة التركيز على (السائح الصيني) بصفته من أكثر المنفقين ، إذ ارتفع معدل إنفاق السائح الصيني في ولاية هاواي من 285 دولارا يوميًا للفرد الواحد عام 2009م إلى 350 دولارا يوميًا للفرد الواحد عام 2010م ، ويُتوقع ارتفاعه عام 2011 ، وكذلك ارتفاعه إلى 380 دولارا عام 2012م. ولأن مجرد الأحلام والأمنيات لا تغير من الواقع شيئًا ، فقد بذلت حكومة الولاية جهودًا كبيرة لدعم جلب السائح الصيني ، فبدأت بإقناع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وُلد في الولاية نفسها ، فكان توجيهه للجهات المختصة بتسهيل إجراءات إصدار تأشيرات الزيارة بدءًا بتقليص فترة تحديد موعد المقابلة الشخصية إلى ما دون 3 أسابيع مع تسهيل إجراءات طلب تمديد التأشيرة عند الرغبة. وفي المقابل توظف كبريات الفنادق في الولاية أعدادًا أكبر من الموظفين المجيدين للغة الصينية الأم لتجعل من زيارة السائح الصيني تجربة ممتعة وسهلة ومغرية بزيارات مستقبلية أخرى. وهذا العام، تتوقع السلطات السياحية في هاواي ارتفاع عدد السياح الصينيين إلى أكثر من 125 ألفًا بنسبة زيادة قدرها 28% عن العام المنصرم. وإذا كان الإنفاق اليومي يصل إلى 380 دولارًا ، فإن إجمالي إنفاق هذا العدد يوميًا سيتجاوز 47 مليون دولار. ولو مكث السائح الصيني 10 أيام أو أكثر في المعدل ، فسيكون العائد من هذه الفئة لوحدها قرابة نصف مليار دولار. بقي أن نتذكر أن السياح من الولاياتالمتحدة نفسها يبلغون أضعافًا فضلاً عن الجنسيات الأخرى وهي كثيرة. كدا السياحة وألاّ بلاش!