أمس الأول أعلن اتحاد الكرة أن نقل مباراة الأهلي والنصر من ملعب الملك فهد الدولي إلى ملعب الأمير فيصل بن فهد (الملز) جاء لأعمال الصيانة، إلى هنا والخبر مقبول بل ومعقول وتكرر في عدد من المباريات الماضية إلا أن ما لفت نظري هو ما جاء في صحيفة (الاقتصادية) أمس بمهنية رائعة بتصريح على لسان مسؤول في (درة الملاعب) من أن الملعب لا يحتاج إلى صيانة في الوقت الراهن، وزاد على ذلك حديث المهندس خالد اليوسف مساعد مدير ملعب الملك فهد الدولي المنقول عن صحيفة (قووول أون لاين) الذي نفى أن تكون أرضية الملعب في حاجة إلى صيانة وقال نصاً "الأرضية سليمة ولم تصلنا أي شكوى أو تذمر من لاعبي الأندية السعودية حيال صلابة الأرضية، ونحن لن ننظر لما يقال في الإعلام حول صلابة الأرض إذا لم تصلنا أي شكوى من الأندية للنظر فيها"، ثم جاء التبرير الأخير في تصريح لأحد العاملين في الملعب من أن النقل جاء للحفاظ على أرضية الملعب التي ستشهد لقاء الهلال وأصفهان آسيوياً الأربعاء المقبل ووجود تدريبين للهلال إضافةً لتدريب رئيسي للفريق الضيف وهو ما سيرهق أرضية الملعب بزعم المتحدث، وبعد كل هذا اللف والدوران كنت كغيري أبحث عن حقيقة خبر عائم أو غائم! بودي وأنا أقرأ هذا التناقض بين خبر نقل المباراة وتصريحات مسؤولي الملعب أن أتساءل عن غياب الشفافية والمعلومة الصادقة فماذا لو أعلن اتحاد الكرة نفسه أن نقل المباراة جاء لعدم إرهاق الملعب لكونه سيشهد مباراة الهلال وأصفهان الإيراني وإجراء تدريبات للفريقين عليه، عندها سيكون الخبر نوعاً ما مقبولاً أو (مبلوعاً) ولكن أن تعزو النقل لأعمال الصيانة وهو تبرير غير صحيح بحسب تصريحات المسؤولين عن الملعب فإنه أمر يجب التوقف عنده ومراجعة لغة الخطاب الإعلامي وافتقاد المصداقية من خلال ما قرأناه من تناقض، أما بالنسبة لخوض مباراتين في ملعب واحد في ظرف خمسة أيام أو أسبوع فهو أمر طبيعي يحدث في كل ملاعب العالم بل إنها تشهد مباريات متتالية في بطولات مختلفة حتى ملعب الملك فهد الدولي نفسه استقبل مباريات بطولة الخليج التي كان تقام بمعدل مباراتين في اليوم الواحد وغيرها من المباريات والبطولات المختلفة، في جدة على سبيل المثال ورغم وجود ملعب واحد هو ملعب الأمير عبدالله الفيصل يستوعب إقامة عدة مباريات في الأسبوع الواحد للأهلي والاتحاد والربيع، فكيف يتحدث مسؤولو ملعب الملك فهد عن إرهاق الملعب رغم أن الفاصل بين مباراة النصر والأهلي ومباراة الهلال وأصفهان أربعة أيام؟ ماذا لو طالب مسؤولو النصر والأهلي باللعب على أرض ملعب الملك فهد كما هو محدد مسبقاً وطالما أن الملعب جاهز لاحتضان اللقاء فهل سيرفض طلبهم أم ستنطق أرضية الملعب وتقول الحقيقة التي يرفض البعض كشفها.
