تكلمت في المقال السابق عن الفرق بين مذيعي الأمس ومذيعي اليوم . وهذه المرة سنبقى في نفس الموضوع وأكمل ما بدأته . في هذا المقال أتناول ما أصبحنا نشاهده هذه الأيام من تحويل بعض الممثلين من ممثل إلى مقدم برامج تلفزيونية ، لاشك أن كثرة القنوات الفضائية وانتشارها بشكل واسع , ورغبة أصحاب هذه القنوات في استقطاب وجوه معروفة يقوموا بتقديم البرامج بغرض الكسب المادي . هو الذي ساعد وأدى إلى ظهور هذه الظاهرة . فكما أن بعض الممثلين والممثلات تحولوا بين عشية وضحاها إلى كتاب وكاتبات قصة ، أو مؤلفين ومؤلفات ، أراد آخرون منهم زيادة و تحسين الدخل واللحاق بالركب ، بمجال آخر ، وهو مزاحمة مقدمي البرامج الأصليين ، وأخذ مكانهم ، فاختاروا بدل التأليف ، تقديم البرامج التلفزيونية ( يمكن تكون أسهل من التأليف ) ( وما في حد أحسن من حد ) ، وغالبا ما تكون هذه اللقاءات مع نظرائهم من الممثلين والممثلات ، وميزة هذه اللقاءات والحوارات ، أنها لا تحتاج إلى ثقافة ولباقة وسعة اطلاع وحسن الصوت ، لأنها ببساطة برامج سخيفة ، يغلب عليها طابع التهريج والضحك والسخرية ، ويقال فيها من العبارات والألفاظ ، ما يخجل الإنسان منها ، فهي بعيدة كل البعد عن الحوارات الجادة والهادفة . وطالما هناك من يشاهد هذا النوع من البرامج ، والقناة مستفيدة ، والمذيع مستفيد ، والعملية ( بتجيب فلوس ) فإننا سنشاهد المزيد من الممثلين والممثلاث وقد تحولوا إلى مذيعين ومذيعات . وكان الله في عون المشاهد . ختاما تقبلوا تحياتي . عبدالله حسن أبوهاشم