كشف استشاري نمو وسلوك الأطفال والمراهقين بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، الدكتور حسين الشمراني، أن ملايين الأطفال حول العالم يعانون أثر الحروب والصراعات العسكرية، دون أن يلاحظ أحد ذلك، مشيراً إلى أن غالبيتهم لا يحصلون على المساعدة التي يحتاجون إليها للتغلب على ما يعانونه. وقال "الشمراني" في تصريحٍ خاصٍ إلى "سبق": الحروب تبدأ بالإصابات المباشرة والقتل أو الإعاقة الجسدية والهجرة إلى بلد آخر ونقص التغذية والرعاية الطبية والتعليمية، إلى الأثر النفسي والاجتماعي من فقد أحد أفراد الأسرة، إلى مشاهدة العنف بأشكاله كافة، وما يتركه ذلك من مشاعر الخوف والقلق والحرمان من الحب والاهتمام، كذلك الشعور بعدم الأمان وفقدان الثقة بالنفس والآخرين، والاكتئاب أو الميل للعنف والعدوانية.
وأضاف: من الآثار النفسية للحروب ما يعرف باسم توتر ما بعد الحوادث أو الصدمات، الذي تزيد نسبة حدوثه عند الأطفال عنه عند البالغين، وعادة يعاني الطفل معاودة ظهور الشعور بالخوف والقلق وعيش التجربة مرة أخرى في صور عدة، من أفكار وأحلام مرعبة وغيرها، ودائمًا ما ينتابه قلق شديد عند تعرضه إلى أي شيء من الممكن أن يذكره بالحادث من صور وأماكن أو أشخاص، وقد يسبب ذلك صعوبة في النوم، وضعفاً في التركيز، وربما يؤثر على طبيعة علاقاته الاجتماعية والعائلية والأنشطة التي يقوم بها.
ونبه "الشمراني" إلى عدم الاستهانة بأثر ما يعيشه الطفل من صدمات وحوادث، بل ننصح بأن يتم تقييم الأطفال والأسر التي عاشت الحروب من الناحية النفسية والاجتماعية، وتوفير العلاج والدعم النفسي والاجتماعي لتخفيف أعراض الحروب، ومساعدة الأطفال على عيش حياتهم الطبيعية في المستقبل؛ فالعلاج النفسي موجود، ويشمل العلاج الدوائي والعلاج المعرفي السلوكي، وغيرهما من طرق العلاج.