شنَّ أهالي حي السامر الواقع شمال شرق محافظة جدة هجوماً لاذعاً على أمانة جدة والمجلس البلدي، مُؤكِّدين قيامَهم برفع عدَّة شكاوى، ولم يردَّ عليها حتى الآن، حيث طالبوا بسرعة تنظيف الشوارع من المُخلَّفات والطين المُتراكم، واستبدال صناديق النفايات التي أتلفت، وترميم وسفلتة الشوارع التي تهتَّكت وإعادة تأهيل الأرصفة التي تكسَّرت، وتكليف مكاتب هندسية؛ للكشف على المنازل ومعرفة وضعها الهندسي بعد غَرقها عدَّة مرات. جاء ذلك خلال المواجهة التي جرت في قاعة العزِّ بن عبد السلام بحي السامر، ومن جانبه، قال عضو المجلس البلدي بجدة، بسَّام أخضر: "إن الجهات المسؤولة بدأت تتحرك؛ لإنهاء المُعاناة التي عاشها أهالي حي السامر والتوفيق على مدار العام الماضي، وأكَّد أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ظهرت على أرض الواقع من خلال الموافقة على قرارات اللجنة الوزارية التي أَقرَّت البدء بشكل عاجل في إقامة المشاريع الرئيسية؛ لتصريف مياه السيول والأمطار والصرف الصحي ومشروعات تخفيض منسوب المياه الجوفية". وأضاف أخضر، الذي التقى سكان حي السامر في وجود مسؤولي مراكز الأحياء، أن السكان طالبوا بحلولٍ طويلةِ المدى؛ لإنهاء معاناتهم المستمرَّة مع السيول والأمطار التي تسبَّبت على مدار العامَين الماضيَيْن في خسائر فادحة بالحي، وحلول عاجلة مُمّثَّلة في تثبيت صهاريج؛ لسحب المياه الموجودة بالشوارع، وأن تتعاقد أمانة جدة مع مُتعهِّد لسحب المياه من منازلهم؛ نتيجة ارتفاع منسوب المياه، وامتلاء الخزَّانات بشكل غير طبيعي، وعدم قدرتهم المالية لدفع قيمة الشفط. واعتبر عضو المجلس البلدي بسّام أخضر خلال اللقاء أن كلَّ طلبات حي السامر "التوفيق" منطقية، وأن المجلس يقف في صفِّهم، وينحاز إليهم، وأبدَى في الوقت نفسه تفاؤله بمعالجة الأوضاع في مدينة جدة وأحياء شرق الخط السريع على وجه الخصوص، ووضع حلٍّ نهائيٍّ لخطر السدِّ الاحترازي الذي يُهدِّد الجميع، في أعقاب موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظة الله - على توصيات اللجنة الوزارية، والتي أقرَّت تكليف جهات استشارية مُتخصِّصة لتحديد الأحياء التي تتكرَّر فيها مداهمة الأمطار والسيول، والعمل على معالجتها بما في ذلك نَزْع المِلكيات، على أن يبدأ العمل في ذلك بصفة عاجلة جدّاً، وخلال شهر من تاريخه. وقال أخضر: "إن وضع حلٍّ جِذري للسدِّ الاحترازي سيكون أحد الأولويات بإذن الله"، مُشيراً إلى أن المواطنين مُحقِّين في التخوُّف من السدِّ الذي بني على حفرة كبيرة تمَّ ردمها بمُخلَّفات البناء، وهو الأمر الذي تسبَّب - حسب رأي المُختصِّين - في ارتفاع منسوب المياه الجوفية في حي السامر، وهو ما دفع المجلس البلدي للتحرُّك، والقيام بدور كبير لحماية الأحياء المجاورة. وطالَب عضو المجلس البلدي بنَزْع مِلكية كلِّ المنازل التي تُواجه سدَّ السامر "التوفيق"؛ لأنها بُنِيَت على وادٍ، مُستغرِباً إقامة مُخطَّط سكني كامل على مجرى السيل، ومُؤكِّداً أن المشكلة لن تنتهي، طالما هناك مياه خلف السدِّ تأتي من وادي العسلة، والأمر يحتاج إلى معالجة أرضية السدِّ بطريقة فنية، وإحضار شركات عالمية مُتخصِّصة؛ لتحليل التربة والتأكُّد من الكميَّات التي ردمها، وإيجاد حلول علمية لهذا الأمر. وفي مَعرِض ردِّه على اتهامات التقصير التي طالَت المجلس البلدي، أكَّد أخضر أن الدور الذي قام به الرئيس والأعضاء؛ لتخفيف الآلام على المُتضرِّرين يتجاوز الجلسات والتوصيات التي رُفِعَت للأمانة ووزارة الشؤون البلدية عبر الأوراق الرسمية، مُؤكِّداً أن هناك تلاحماً كبيراً للمجلس مع المواطنين، وقال: "نحن نعمل وِفق صلاحيات رقابيّة مُعيَّنة، ونجتهد على قَدْر المُستطاع؛ للتعبير عن هموم ومشاكل المواطنين.. وأصدرْنا مُؤخَّراً بياناً شاملاً يُوضِّح الجهود التي قام بها المجلس البلدي في قضية السيول من "4" سنوات، وليس خلال كارثَتَي "الأربعاء" فقط. وأضاف أخضر أنه "عندما ضربت السيول مُخطَّط أمِّ الخير تمَّ تكوين فريق عمل مع الأهالي، وتواجَدْنا في مُخطَّط أمِّ الخير يوم الكارثة مُبكِّراً، وكانت كلُّ الاستغاثات تتمُّ عبرنا، حتى وصَلَت آليات الدفاع المدني بعد الظهر، ولم نُغادِر المكان إلا بعد الاطمئنان على إنقاذ سكان المُخطَّط بأكمله، وفي حي السامر والتوفيق كنا وسط المواطنين وأجرينا الاتصالات بكلِّ الجهات، حتى تحوَّلت المنطقة إلى خليّة نحل".