أكد أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الأستاذ ناصر العقل، مدى صدق ونقاء سريرة مؤسس المملكة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- عندما ربط نصر الإسلام والمسلمين بتمكينه في الملك. وروى العقل واقعة نقلها له أحد معارفه -توفي مؤخراً- وكان قد شهد مباهلة للملك المؤسس عبد العزيز، قال: "كنا في مجلسه، فقال: قولوا أمين أمين، فقلنا أمين، فقال: اللهم إن كان في نصري وعزي وتمكيني في الملك نصر للإسلام والمسلمين فمكني منه، وإن لم يكن كذلك فأسألك اللهم أن تعافيني منه". وشدد أستاذ العقيدة بجامعة الإمام في محاضرته التي ألقاها في ملتقى "خير أمة" الثالث الذي ترعاه "سبق" إلكترونياً، على أن الشباب هم المعنيون بالحفاظ على أمن الأمة، وقال: "الأمن ضرورة، وأعظم حاجة للأمة في مجال الأمن الحاجة إلى الأمن الإيماني، والأمن العقدي، وهو ما يسمى اصطلاحاً اليوم بالأمن الفكري". وركز على عدة نقاط أساسية، وقال: من الثوابت التي يجب أن نربيها للأجيال بالقدوة، وأن ننبه الأجيال أن الأمن في المملكة قام على أسس وركائز، ولم يستمر إلا بها، وهذا الأمن الذي استتب لم يستقر بسهولة، جاء بجهود آلاف من الآباء والأجداد في سبيل ترسيخ الأمن والأمان في هذا البلد، جاهدوا بأنفسهم وأموالهم وبأغلى ما يملكون تحت راية الإسلام والتوحيد التي رفعها الملك المؤسس عبد العزيز، يرحمه الله. وقال فضيلته في المحاضرة: إن الأحداث التي تعيشها الأمة تقتضي أن نعلن الطوارئ لا سيما في إعداد الأجيال لتحمل مسؤولياتها بأن يكونوا على المستوى الذي يواجه الأمة، وتواجه البلاد خاصة، هذا التحدي العظيم الذي يتمثل باتجاهات كثيرة، وبقوة كثيرة من أعداء الأمة في الداخل، ومن الجاهلين وأصحاب الاتجاهات التي ربما لا تتناسب مع ثوابت الأمة ومع مقومات عزها، لا سيما هذا البلد الذي قام على مسلمات الدين وعلى الثوابت العقدية والجغرافية والسياسية التي تنطلق من رسالتها بصفتها الدولة الأولى في العالم التي تتحمل رسالة الإسلام، التي هي قلب العالم الإسلامي، وتتضمن في كيانها الواسع بحمد الله مقدسات الأمة". وأضاف: "إذا انطلق الجيل من ثوابت العقيدة ومن ثوابت البلاد التي تأست منذ أن نشأ الإسلام في جزيرة العرب، فإنهم وعدوا بالتمكين، واليوم الأمن ضرورة في العالم وخاصة الأمن الفكري، والإسلام حين جاء بحفظ الضرورات الخمس، الدين والعقل والأرواح والأعراض والأموال، جعل الوسيلة لذلك تحكيم شرع الله عز وجل في الحياة، ولا يمكن تحقيق هذه الضرورات إلا بشرع الله، وشرع الله لا يمكن تطبيقه لا على مستوى الفرد لا الدولة والأمة إلا بالأمن، ولا يمكن إقامة شعائر الله والدين والضرورات إلا بالأمن". وركز فضيلته على الشباب، لأنهم عماد المجتمع وقيادته القادمة، وقال: "الشباب هم الجيل الذي سيتصدر عما قريب مسؤوليات حفظ الأمن بالدرجة الأولى، ثم الحفاظ على الدين والعقيدة والهوية والثوابت، والحفاظ على مكتسبات الأمة لهذه البلاد، الدينية والدنيوية، لذلك لا بد أن نلقن أجيالنا كيف يحافظون على هذه المكتسبات". وعن وسائل الإعلام، قال العقل: أحياناً أقول "اللهم سلم سلم، ليتنا سلمنا من بعض وسائل الإعلام، لكن ربما هذا يحتاج إلى شيء من التناصح والتعاضد وشيء من التنبيه لبعض من يجهلون هذه الحقيقة، وهي حقيقة ضرورة تربية الأجيال على ثوابت الأمة وتحميلهم المسؤولية". وأشار فضيلته إلى حجم التحديات التي تواجه المملكة في أمنها ودينها وعقيدتها وأمانها، مؤكداً على ضرورة الانتباه إلى التحديات التي تواجه المجتمع، خاصة تلك الدعوات التي تدعي المطالبة بالحريات والتطور والرأي والرأي الآخر، التي تحمل شعارات وأفكاراً براقة إلا أنها هدامة في واقعها، وقال: "يجب ألا يسبقنا هؤلاء ممن يحملون أفكار النفاق إلى أبنائنا وأجيالنا، وينطلق ذلك من التحصين العقدي الشرعي، فالشباب الذين بدءوا يتحملون مسؤولياتهم في المجتمع منوط بهم الحفاظ على هذا الكيان، والحفاظ على مقومات العز والأمن". ومن بين النقاط الأساسية التي أثارها فضيلته، موضوع التثقيف للشباب، وقال: "من الثوابت التي يجب أن نربي عليها أجيالنا لكي يقوموا بدورهم، وأخاطب الشباب، يجب عليهم أن يلتفتوا على تثقيف وتحصين أنفسهم من خلال ما قامت عليه البلاد، ومعرفة الإيجابيات ومواطن العزة والثبات والثوابت التي نعيشها الآن، لأننا الآن نعيش في مجتمعنا في ظل ظروف تأتينا فيها الخروقات في طريقين خطيرين جداً، كلها تتنكر للنعمة، وحالهم كحال من يقول {ربنا باعد بين أسفارنا} ملوا نعمة الدين والأمن والدنيا، وإن كانوا يركضون وراءها، ولكن لم يأخذوا بأسباب بقاء الدنيا، ونحن أمة لا دنيا لنا بغير دين، ليس كغير الأمم الأخرى، فالأمم الأخرى أعطاهم الله الدنيا وازدهرت ولكن بالنسبة لنا لا يمكن أن تكون صالحة لنا من دون دين. وهذا حال بعض الشباب اليوم". وحدد التيار الأول بالقول: "أما التيار الأول فهو تيار الانفلات والنفاق والتململ من ثوابت الدين والفضيلة واجتماع الأمة وأقاليمها ومختلف طوائفها وفئاتها على رأي واحد ومنهاج واحد وعلى نظام واحد. بدعاوى حرية القول والرأي والرأي الآخر وغيرها، ولكنها دعاوى هدامة ما لم تؤمن بالثوابت، أي يجب أن تأخذ بضوابط الشرع، وهذا يحتاج إلى أن ننبه الأجيال إلى أن هذه النعمة لن تبقى إلا برعاية ما أوجبه الله علينا، وأن نعمة الدين والدنيا رهينة بمدى تمسكنا بالدين الإسلامي، وتاريخ الأمة معروض أمامكم، ولم يكن للأمة عز في تاريخها الطويل إلا بإحياء معالم الإصلاح، أما بقية الأمم فنعم، ولكن {ليس لهم في الآخرة من خلاق} ونقول أمام هذه التحديات: "اللهم سلم سلم، فإن سلمنا من عقوبة الله فيجب أن نحمد الله على ذلك". _______________________________________ لما يقدمه من نماذج للعري وتمييع الأخلاق جواهر آل سعود: الإعلام سبب لهدم القيم أحمد البراهيم – سبق - الرياض: اختتمت في الرياض أمس، الأحد، الفعاليات النسائية لملتقى "خير أمة" الثالث الذي ترعاه "سبق" إلكترونياً بمحاضرة للأميرة للدكتورة جواهر بنت عبدالله آل سعود، تحدثت فيها عن أسباب زعزعة القيم وبينت كيفية الحفاظ عليها. واعتبرت أن أكبر سبب لهدم القيم هو الإعلام وما يطرحه من تشويه لقضية القوامة وما يقدمه من نماذج العري وتميع القيم. وأشارت إلى أن الأسرة تتحمل المسؤولية أيضاً في زعزعة القيم حين لا تقوم بواجبها كما يجب أن يكون، مبينة أن بعض الأسر للأسف يمنعون ابنتهم من الحجاب، أو يعيبون عليها الحياء! وذكرت الدكتورة جواهر بعض الأساسيات المهمة التي تساعد في الحفاظ على القيم، وهي: تذكر الوقوف بين يدي الله، تذكر الأم بأنها مسؤولة عن أولادها، وأنهم أول من سيحاسبها الله عليهم إن قصرت في زرع القيم فيهم، والعلم الشرعي، وكثرة العبادة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وقراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسم والاقتداء به.