سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المحللون السعوديون: دعوة الملك عبد الله ليست "الطائف" جديدة.. وعلى العراقيين اغتنامها الراشد: المؤتمر السعودي لن يقرر من يحكم العراق.. بل سيمنح الشرعية العربية
اتفق المحللون السعوديون على أن مبادرة الملك عبد الله للقادة العراقيين ليست "الطائف" جديدة، مشيرين إلى أن السياسيين العراقيين متفقون على النظام السياسي، لكنهم عاجزون عن الاتفاق حول الأنصبة، وهو أمر مختلف عن التجربة اللبنانية، لكنهم حثوا قادة العراق على اغتنام هذه المبادرة، بعد أن وصل الموقف في بغداد إلى مرحلة بالغة الحساسية، وقد تصبح بالغة الخطورة على المنطقة بأكملها، كما أكد المحللون على سوابق الرياض في مبادراتها، ونزاهتها وحيادها. وبداية يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحمن الراشد في صحيفة "الشرق الأوسط" أن مبادرة الملك عبد الله المفاجئة، أكبر خطوة سياسية بحق العراق في سبع سنوات، فانتقلت الرياض من الابتعاد التام إلى طرح مشروع مصيري لمستقبل العراق، والمبادرة تعني أن الأمور في بغداد وصلت إلى مرحلة بالغة الحساسية، وقد تصبح بالغة الخطورة، ويؤكد الراشد أن "المؤتمر السعودي لن يقرر من يحكم العراق، بل سيمنح من يرضى به العراقيون الشرعية العربية تحت علم الجامعة العربية". ولا يجزم الراشد أن يصبح مؤتمر السعودية "طائف" آخر، ويقول: "ومن الخطأ افتراض أن النتائج محسومة قبل أن يلتقي العراقيون في الرياض ويعلنوا خيارهم في الرئاسات الثلاث. ربما يتفق قادة الأحزاب قبل أن يغادروا بغداد إلى مؤتمرهم في الرياض، وبالتالي يصبح دور المؤتمر تتويج الخيار العراقي وتعميده عربياً، والاحتفال بمرحلة جديدة. أما إذا وصلوا إلى الرياض وهم في حالة الاشتباك السياسي، فسيفعلون ما فعل اللبنانيون في الطائف قبل 20 عاماً، حيث تصبح القمة "طائف" آخر للنقاش حتى الاتفاق". لكن الراشد يفرق بين الحالتين العراقية واللبنانية، ويقول: "لا يمكن مقارنة أزمة لبنان آنذاك بإشكالات العراق اليوم لأنها مختلفة. فالسياسيون العراقيون متفقون تماماً على النظام السياسي وإطاره، لكنهم عاجزون عن الاتفاق حول الأنصبة التي تحدد مواقع الحكم". وهو الأمر الذي يؤكده الكاتب والمحلل السياسي داود الشريان في صحيفة "الحياة" حين يقول: إن "دعوة الملك عبد الله ليست للتوصل إلى اتفاق بين العراقيين على غرار اتفاق الطائف بين اللبنانيين"، ويضيف الشريان: "السعودية أرادت من هذه المبادرة معاودة دورها السابق بين الفصائل الفلسطينية الذي نتج منه اتفاق مكة الشهير". وفي صحيفة "الوطن" يؤكد الكاتب الصحفي علي سعد الموسى على حقيقة هامة مطالباً بغداد بتأملها، ألا وهى نزاهة وحيادية الموقف السعودي في كل مبادرات الاتفاقيات السابقة بين الفرقاء، ولم يشكك بها طرف واحد، يقول الموسى عن مبادرة الصلح بين المغرب والجزائر: "كان الملك فهد بن عبد العزيز أول زعيم في التاريخ ينصب عمود خيمته على حدود بلدين ليضمن بالمادي المحسوس أن رواق الخيمة يتوزع بذات الأبعاد على أراضي الجزائر والمغرب الشقيقين، وهو يدعو زعيمي البلدين إلى مبادرته التاريخية لطي صفحة الخلاف الطويل، ومهما كانت النتائج من بعد، تلك التي لم تصل للمؤمل، إلا أن الزعيم السعودي وشعبه ظلا يحظيان حتى اليوم بثقة الشعبين الشقيقين في نظافة اليد وفي المسعى النقي وفي الوقوف على مسافة واحدة من الجميع"، ثم يتناول أتفاق الطائف للفرقاء اللبنانيين: "هي البلد ذاتها، والقيادة ذاتها التي دعت فرقاء الحروب في لبنان الشقيق إلى اجتماعهم التاريخي في مدينة الطائف.. الحقيقة التي لم يلتفت إليها أحد: في كل مدونات الحروب وفي كل مذكراتها التي خطها الإخوة من لبنان بكثافة لتأريخ تلك الحرب، فإننا لم نقرأ فيها كلها سطراً واحداً يحاسب بياض الحياد السعودي ونزاهة الوسيط"، ثم يتناول أتفاق مكة بين الفلسطينيين ويقول: "حين لاحت آفاق فلسطين الشقيقة بغيوم الانهيار التاريخي لوحدة الصف التي كانت وحدها سلاح هذا الشعب في كفاحه الطويل، أتى بهم عبد الله بن عبد العزيز إلى أمام أستار الكعبة. لم يقف مع الفرقاء داعماً وضامناً فحسب، بل مستعداً للبذل وتمويل بناء الدولة إلى ما لا حدود، ووقف شاهداً على التفاصيل، تلك التي اختلفوا حولها من بعد ولكنهم لم يختلفوا مطلقاً على نزاهة الرياض، قيادة وشعباً ولم ينتقصوها حتى اللحظة ببنت شفة". ويقول الكاتب الصحفي طارق الحميد في صحيفة "الشرق الأوسط" ناصحاً العراقيين: "دلف السعوديون إلى بغداد من الباب، ودعا الملك عبد الله العراقيين كلهم للاجتماع في الرياض، بلا شروط أو إملاءات، بل ليقدموا الحلول لأنفسهم. ولذا فهذه فرصة تاريخية للعراق والمنطقة برمتها، وعلى العراقيين، بكافة مشاربهم، الاستفادة من هذا الأمر".