كشف المواطن محمد عبدالله الزهراني عن عراقيل عديدة اعترضت محاولته للحصول على دعم لأحد المشاريع الاستثمارية التي يرغب من خلالها في كسب لقمة العيش ومنافسة التكتلات والمشاريع التي تديرها العمالة الوافدة في السوق المحلي. ويقول الزهراني في رسالة تلقتها "سبق" إنه مثل أي مواطن شريف يسعى لطلب الرزق، ويبذل جهده لتحقيق حلمه، وتسابقه طموحاته وأمنياته، معتمداً على الله سبحانه وتعالى، ومتطلعاً للاستفادة من الفرص التجارية الموجودة هنا وهناك والمدعومة من قيادتنا الحكيمة، ممثلة في البنك السعودي للتسليف والادخار وصندوق التنمية الصناعي. وأضاف أنه كان له شرف البحث عن فكرة تجارية تدر عليه ربحاً، ويقول: ابتكرت الفكرة التي تفيدني وتفيد السوق المحلي، والتي تعتمد على الاستفادة من المخلفات عديمة الفائدة وإعادة تحويلها إلى منتج يحتاج إليه السوق المحلي، على غرار تحويل التراب إلى ذهب. وعلى الفور قمت بترجمة طموحاتي إلى واقع؛ حيث قمت بمزاولة العمل ميدانياً، وقد سبق ذلك قيامي بعمل دراسة جدوى ميدانية من واقع السوق السعودي استغرقت نحو 6 أشهر. يتابع الزهراني: قمتُ بتقديم فكرة ذلك المشروع إلى البنك السعودي للتسليف والادخار، ووجدتُ ترحيباً رائعاً وثناء على فكرة المشروع؛ كونها فكرة غير تقليدية، وتم استدعائي لإجراء المقابلة؛ لمعرفة مدى إلمامي بالمشروع، وكانت إجابة الجميع في بنك التسليف بأنني اجتزت ذلك بكل نجاح واقتدار، وهنا انتهى دوري، وبقي الدور الأهم لدى الجهة الداعمة "بنك التسليف". ويكمل الزهراني سرد قصة معاناته قائلاً: بعد الوصول إلى مرحلة دعم المشروع من قِبل البنك السعودي للتسليف والادخار فوجئت بطلبهم ضمانات أكثر للمشروع مثل الرهن العقاري ونسبة مشاركة تمويل ذاتي، فقمت باستعارة أحد بنود البنك الموجودة على الموقع لضمان المشروع، وهو رهن المشروع كاملاً، ويندرج تحت ذلك بقاء معدات النقل ومعدات التحميل والتوزيع مرهونة للبنك، كما هو معمول به في نظام التأجير المنتهي بالتمليك، وهذه نسبتها من مبلغ التمويل المقدم من البنك 50%، إضافة إلى 20% نسبة التمويل الذاتي للمشروع؛ لتصبح نسبة الرهن المضمونة دون حراك 70%، وهي نسبة ضمان عالية جداً قد لا تتوافر لأي مشروع. ويتابع الزهراني: لو كنت أملك منزلاً أو أرضاً يمكن رهنهما فلن أرهنهما للبنك؛ وذلك لسبب وجيه، هو أنني سأكون في غنى تام عن طلب أي تمويل؛ لأنني بذلك أُصنف ضمن طبقة الأغنياء! وبالتأكيد طبقة الأغنياء لا تحتاج إلى تمويل محدود من البنك السعودي للتسليف، أنا وغيري من المتقدمين لتمويل مثل هذه المشاريع نحتاج إلى تسهيلات أكثر من ذي قبل؛ كي نتمكن من الدخول إلى سوق العمل المحتكَر من قِبل العمالة الوافدة؛ بسبب الأنظمة المعقدة. ويؤكد الزهراني معرفته بعمالة وافدة من جنسيات مختلفة تقوم بتكتلات مالية من أجل إقامة مشاريع لها داخل هذا البلد المعطاء؛ وبالتالي يستفيدون من خيرات هذا الوطن، تاركين للشباب السعودي شيئاً من الفتات. ويقول الزهراني: قد نملك أفكاراً جميلة وخيالاً خصباً من شأنه أن يسهم في دفع عجلة التقدم الصناعي في وطننا الحبيب، ولكن أين الدعم يا من تملكون القرار؟! ما زلتُ أنتظر وأتطلع لدعم يحقق حلمي وحلم ولاة أمرنا بأن نشاهد عبارة "منتج سعودي" على كل منتج تنفذه وتقوم عليه سواعد سعودية. الزهراني اختتم شرح قصة المعاناة بتساؤل يخالطه رجاء: "هل هناك مَنْ يساعدني على تحقيق هذا الحلم؟!".