دافع الكاتب الصحفي يوسف المحيميد في صحيفة "الجزيرة" عن التربوية ومالكة مدارس أهلية في "بريدة" الأستاذة فاطمة الغفيص، ضد الهجوم الذي تتعرض له في المنتديات والمواقع الإلكترونية، بعدما طبّقت نظاماً جديداً أقرته وزارة التربية والتعليم، حول إسناد تعليم الأولاد في مراحل التعليم الأولى، حتى السنة الثالثة الابتدائية، إلى معلمات بدلاً من معلمين، مؤكداً أنها لم تخالف دينها. وفي صحيفة "الشرق الأوسط" يطرح الكاتب الصحفي محمد صادق دياب تساؤله المقلق ماذا لو كتب المحكوم بالإعدام يومياته! مؤكداً أن رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى والضابط السابق محسن السكري، قد ناما طويلاً -لأول مرة- بعد صدور الحكم الذي أبعد حبل المشنقة عن عنقيهما، أما الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فإنه استثناء لانهيار اللحظات الأخيرة، في مواجهة الإعدام، حين وقف بثبات مبتسماً.
كاتب سعودي: "الغفيص" لم تخالف دينها بل طبّقت نظاماً أقرته وزارة التربية والتعليم
دافع الكاتب الصحفي يوسف المحيميد في صحيفة "الجزيرة" عن التربوية ومالكة مدارس أهلية في "بريدة" الأستاذة فاطمة الغفيص، ضد الهجوم الذي تتعرض له في المنتديات والمواقع الإلكترونية، بعدما طبّقت نظاماً جديداً أقرته وزارة التربية والتعليم، حول إسناد تعليم الأولاد في مراحل التعليم الأولى، حتى السنة الثالثة الابتدائية، إلى معلمات بدلاً من معلمين، مؤكداً أنها لم تخالف دينها. ففي مقاله "شجاعة سيدة بريداوية!" يقول الكاتب: "مَنْ يتنقّل بين المنتديات والمواقع الإلكترونية، ويقرأ ما يُكتب عن سيدة فاضلة ومربية أجيال من مدينة بريدة، يشعر بأنها فعلت شيئاً ضد دينها أو وطنها، مع أن كل ما فعلته، بوصفها تربوية ومالكة مدارس أهلية، أن طبّقت نظاماً جديداً أقرته وزارة التربية والتعليم، حول إسناد تعليم الأولاد في مراحل التعليم الأولى، حتى السنة الثالثة الابتدائية، إلى معلمات بدلاً من معلمين، وهو قرار حكيم اتخذته الوزارة بعد دراسة وافية وثقة بأن المرأة أكثر قرباً وحناناً من الطفل في سنواته المبكّرة"، ويضيف الكاتب: "البعض جعلها قد سنّت سُنّة سيئة، وستحمل وزرها، بينما هي لم تسنّ بقدر ما نفّذت قراراً تعليمياً، واستفادت من فرصة تعليمية تؤمن هي بها، والبعض الآخر يخشى من تحرّش الأطفال الأولاد بالمدرسات (يا ساتر!) بينما أغلب هؤلاء يجزم بأن هذه خطوة أولى لتنفيذ التعليم المختلط في جميع مراحل التعليم العام، وينادون بقاعدة سدّ الذرائع، وعدم تنفيذ هذا القرار"، ويقول الكاتب: إن التربوية الأستاذة فاطمة الغفيص "شرحت لبعض علماء الدين كيفية التعليم في مدارسها، من أن الأولاد في قسم من المدارس، والبنات في قسم آخر، والشيء المختلف هو أن المعلمات هن من سيتولى تدريس الأولاد وتربيتهم في السنوات الثلاث الأولى من التعليم الأولي، وتقول الأخبار الصحفية: إن هؤلاء العلماء باركوا خطوتها"، وعن نظرة بعض المعارضين بأن هذا الأمر لا يليق أن يأتي من مدينة محافظة، مثل مدينة بريدة، يرد الكاتب بقوله: "الإجابة المثالية على هؤلاء المتشنجين ضد التربوية فاطمة بأن من أراد هذا النوع من التعليم فليلحق بناته أو أولاده في هذه المدرسة الأهلية، ومن لم يرد فأمامه العديد من المدارس الحكومية والأهلية، مع أنني أكاد أجزم بأن التجربة ستنجح، وسيتهافت أولياء الأمور على مثل هذا النوع من التعليم، وأولهم هؤلاء!"، وينهي الكاتب مقاله بقوله: "علينا أن نرفع الشكر إلى هذه السيدة، التي قد تكون ابنة أو حفيدة هؤلاء الذين رفضوا تدريس البنات في زمن ماضٍ، وهي تقود التعليم الحديث بشجاعة في المكان ذاته الذي كاد يحرمها من تعلّم حروف الأبجدية الأولى".
دياب: طلعت مصطفى والسكري ناما طويلاً.. و "صدام" استثناء نادر أمام الإعدام
في صحيفة "الشرق الأوسط" يطرح الكاتب الصحفي محمد صادق دياب بتساؤله المقلق: ماذا لو كتب المحكوم بالإعدام يومياته! مؤكداً أن رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى والضابط السابق محسن السكري قد ناما طويلا لأول مرة، بعد صدور الحكم الذي أبعد حبل المشنقة عن عنقيهما، أما الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فإنه استثناء لانهيار اللحظات الأخيرة، في مواجهة الإعدام، حين وقف بثبات مبتسماً، ففي مقاله "لو كتب المحكوم بالإعدام يومياته!" يقول الكاتب: "من المؤكد أن هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري قد ناما طويلا لأول مرة، بعد صدور الحكم الذي أبعد حبل المشنقة عن عنقيهما، فسنوات السجن، بكل حرمانها وآلامها وعتمة لياليها، تظل أرحم كثيراً من أن يبقى الإنسان أسير احتمال أن يطرق السجان باب زنزانته ذات صباح لأخذه لتنفيذ حكم الإعدام شنقاً، فلا أحد يمكن أن يدرك حجم القلق الذي يتلبس من ينتظر أن يعدم، ولو كتب محكوم بالإعدام يومياته قبل تنفيذ الحكم لقدم صورة صادقة ونادرة لعذابات الانتظار، وقلق الرحيل، وقسوة الإحساس بالنهاية"، ويضيف الكاتب: "أبلغني ضابط سجن عربي عن المهمة الصعبة، حينما يكلف بإخراج محكومين بالإعدام من زنزاناتهم إلى مكان الإعدام، وكيف أن الكثيرين يفقدون قدرتهم على الحركة أو التعبير، وهم يصلون إلى ساحة الإعدام شبه موتى، وفي حالة انهيار، باستثناءات نادرة كحالة صدام حسين، حيث وصف جندي أمريكي لحظات صدام الأخيرة في رسالة بعث بها لزوجته نشرت مؤخراً، أشار فيها إلى أن صدام كان قادراً على أن يبتسم أمام حبل المشنقة، وكأنه يشاهد شيئاً يبعث على السرور، وأنه حينما أبلغ بأنه سيعدم خلال ساعات لم يكن مرتبكاً، بل طلب تناول وجبة من الأرز مع لحم دجاج مسلوق، وشرب عدة كؤوس من الماء الساخن مع العسل، وهو الشراب الذي اعتاد عليه منذ طفولته"، ويعلق الكاتب بقوله: "في تقديري أن مثل صدام كان يدرك، وهو الذي خاض طويلاً غمار لعبة القاتل والمقتول، احتمالات هذا المصير، وقد حلل مسؤول سابق في أحد الأنظمة الاستبدادية لعبة القاتل والمقتول بالقول: الإزعاج يأتيك فقط من القتيل الأول، فالجثة الأولى مقلقة ومربكة، بعدها عليك أن تقرر إما الخروج من اللعبة وإما الاستمرار فيها.. والخروج يعني التقاعد والظل، والاستمرار يعني الحضور والمخاطرة بأن تكون أنت أيضاً مشروع جثة".