تحت رعاية سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، وبإشراف من الملحقية الثقافية السعودية، أقامت الهيئة العامة لأندية الطلاب السعوديين بنادي ليستر للطلاب السعوديين حفلاً بمناسبة اليوم الوطني الحادي والثمانين بلندن. وكانت أكاديمية الملك فهد في لندن قد فتحت أبوابها يوم السبت الماضي لاستقبال الأعداد الكبيرة للطلاب السعوديين والزوار ومنسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين وملحقياتها ومكاتبها في لندن منذ وقت مبكر لحضور الحفل الذي بدأ في الساعة الثانية والربع ظُهْراً واستمر حتى السادسة مساءً. وقد أنشد الجميع السلام الملكي، ثم بدأ الاحتفال بتلاوة آيات عطرة من كتاب الله الكريم، بعدها تتالت الكلمات بهذه المناسبة العزيزة من رئيس نادي الطلاب السعوديين بليستر فهد العتيبي، ثم رئيس الهيئة العامة للأندية الدكتور محمد الصوفي. وجاءت بعد ذلك كلمة الملحق الثقافي الدكتور غازي المكي، الذي قال: "يشرفني ويسعدني أن أتحدث إليكم في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً، المناسبة التي نحتفل ونحتفي فيها بملحمة التأسيس الكبرى، الملحمة التي حققت توحيد المملكة رسمياً في وحدة اندماجية قادها وأرسى دعائمها ووضع قواعدها القائد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة". وأردف الدكتور المكي قائلاً: "وفي هذا العهد الميمون، الذي تسعد فيه بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، شهدنا انطلاقة مشروعه لتطوير التعليم العام، وتأسيس العديد من الجامعات الجديدة، وتعزيز قدراتها البحثية والأكاديمية التي أهَّلتها وتؤهلها لتتبوأ الموقع المتقدم الذي تستحقه وتتوق إليه". ثم أشار إلى الابتعاث الخارجي بقوله: "كما شهدنا كذلك انطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وهو البرنامج الذي دخل الآن عامه الثاني من مرحلته الثانية التي مكنت الملحقية الثقافية السعودية في المملكة المتحدة من الإشراف بفعالية على ما يربو على 18,000 طالب وطالبة في المملكة المتحدة وحدها، بفضل الله عز وجل، ثم الدعم المادي والمعنوي الذي قدمته قيادتنا الرشيدة، مشفوعاً برعاية صاحب السمو الملكي سفير خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري". وبيَّن الملحق الثقافي ما يعنيه اليوم الوطني بقوله: "في إطار هذه الجهود المتميزة التي نفخر بها جميعاً لا بد لي أن أشير بصراحة إلى أن احتفالنا باليوم الوطني لا يمكن أن يقتصر فقط على الإشادة والتذكير بما أُنجز من تطور اقتصادي، وما تحقق من برامج تربوية وتعليمية ومشاريع ابتعاث خارجية طموحة؛ فالنجاح - كما هو معروف - تترتب عليه واجبات وتبعات، تنوء بحملها الجبال، سواء كنا نتحدث عن الطلاب المبتعثين أو المسؤولين المؤتمنين على المال العام، واجبات وتبعات لا بد أن نتوقف عندها ونتأملها بإمعان شديد". ثم عرج الدكتور المكي على فكرة الاندماج الذي تحقق بوحدة الوطن، وقال: "أتحدث عما أعتبره الصورة المصغرة عن فكرة الوحدة الاندماجية التي نحتفي بها في عيدنا الوطني اليوم. كيف نحقق معنى هذه الوحدة على الصعيد الفردي؟ وكيف نحقق معناها على صعيد العلاقة بين المؤتمنين: المبتعث والمسؤول؟ لا شك عندي أن سوء الفهم بين الطرفين لا بد أن يؤدي إلى نتائج سلبية لا يريدها هذا الطرف أو ذاك. فالدولة – وهذا لا خلاف عليه - تريدنا أن نكون يداً واحدة تسهم في عملية التطور والتقدم التي تشهدها المملكة". وختم كلمته بالقول: "أرجو من الله جل وعلا أن يجنبنا في مناسبات خيرة كهذه كل ما يسيء إلى وحدتنا واتحادنا، قال الله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} صدق الله العظيم". ثم ألقى المستشار بسفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن عبد العزيز بن عبد الرحمن السحيباني كلمة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة بعد اعتذاره عن عدم الحضور لظروف سفره، وقال في بداية كلمته: "إن اليوم الوطني لبلادنا الكريمة هو علامة فارقة في تاريخنا؛ حيث هيأ الله سبحانه توحيد المملكة العربية السعودية على يد الفارس المغوار الموحِّد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه وغفر له -. وإنها لمناسبة سعيدة أن أعبِّر عن الشعور الذي يغمرنا جميعاً يوم أن يحل علينا هذا اليوم؛ ليذكرنا بمآثر الآباء والأجداد الذين بذلوا الغالي والرخيص من أجل بناء الوحدة وجمع الشمل وتوحيد الوطن تحت راية التوحيد الخفاقة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)". وأضاف: "إنني فخور بكم وبإقامتكم هذا الحفل عرفاناً بوطنكم المعطاء ووفاء لباني المجد المؤسس ومن جاء بعده من ولاة أمرنا الذين قادوا مسيرة البناء والعطاء؛ ليرفعوا شأن بلادنا عالياً، وها قد تحقق لهم ذلك بفضل الله ثم بجهود أبنائه وبناته المخلصين الذين وضعوا أيديهم سوياً فأقاموا صرحاً سياسياً واقتصادياً شامخاً يفخر به الزمان ويسطره المجد بحروف الوفاء والولاء لأرضنا السعودية الطيبة وشعبها النبيل". وتابع قائلاً: "إن الأول من الميزان من عام 1351 ه هو اليوم الذي سجله التاريخ حيث كان إعلان التوحيد لجميع أجزاء بلادنا فتوحدت كلمتها وانتظمت صفوفها لتكون أكبر ملحمة بناء في التاريخ الإسلامي الحديث؛ ولذلك فنحن نتذكر اليومَ ذلك التاريخ المجيد ونسير على خطاه التي رسمها المؤسس المغفور له بإذن الله عبد العزيز بن عبد الرحمن على منهاج النبوة وطريق الإسلام". وأكد السفير أن مسيرة التنمية - التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وبمساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظهم الله جميعاً - لتسطر من جديد ملحمة أخرى للبناء؛ حيث تحقق للمملكة على كل صعيد مزيد من الإنجازات وتوفير سُبل الحياة الكريمة لأبناء المملكة؛ ما يجعلنا نزداد فخراً بوطننا ونسعى لنموه وازدهاره في جميع مناطق بلادنا ومحافظاته ومراكزه، ونتابع سيرنا الحثيث للرقي به إلى أعلى القمم". وختم السفير كلمته بقوله: "إن بناء الوطن لا يكون إلا بسواعد أبنائه وبناته المخلصين المسلحين بالعلم والولاء لدينهم وقيادتهم ووطنهم. ولقد رأينا ثمرات الابتعاث في السنوات الماضية وكيف أسهم مع التعليم المميز في الداخل في بناء بلادنا وتحقيق الإنجاز الذي نقطف ثماره اليوم في شتى الميادين". بعد ذلك استمتع الحضور بأمسية شعرية شارك فيها كل من الشاعرين فهد بن سعد الشهراني وظافر بن يحيى الحلافي، وأدراها زبن بن عمير الإعلامي بقناة "الصحراء". وقد تجاوب الجمهور مع الشاعرين في الترديد والشيلات الشعرية، وصفقوا كثيراً للكلمات الجميلة التي أنشدا بها. وفي نهاية اللقاء، وبعد توزيع الجوائز على المكرمين من العاملين في هذا الحفل، تم تقديم درعين لكل من مقام سفارة خادم الحرمين الشريفين والملحقية الثقافية السعودية بلندن. لقطات من الحفل: . غطت الحفل على الهواء القناة المسموعة المرئية على الإنترنت التي تبث للمبتعثين في بريطانيا (صوت المبتعث MVR). . حضرت الأُسَر السعودية وشاركت في تحضير بعض الأطباق السعودية التي نالت جوائز بقيمة خمسين جنيهاً لكل طبق فائز. . كان هناك مسابقة لأجمل لوحة فنية عن الوطن للأطفال. . وزعت لجنة الاستقبال الأعلام السعودية على الحضور عند قدومهم. . عُرض فيلم وثائقي عن المملكة، أُعِدّ خصيصاً للمناسبة. . تخلل الحفل انقطاع الكهرباء عن المسرح لزيادة الأحمال، ولكنها سرعان ما عادت للعمل. . تميز مقدِّم الحفل بإضفاء جو بهيج بحُسْن التقديم وروح الدعابة. . شارك عدد كبير من الحضور في العرضة السعودية في نهاية اللقاء.