حملت المختصة في التغذية وعلوم الأطعمة في جامعة الأميرة نورة الدكتورة فريدة الفردوس الأسرة مسؤولية لجوء المراهقين والأطفال إلى مطاعم الوجبات السريعة. وقالت "إن وسائل الترفيه والجلوس الطويل أمام شاشة التلفزيون والإنترنت إضافة إلى غياب الأم وانشغال الأب جميعها عوامل أسهمت في لجوء كثير من المراهقين والأطفال إلى مطاعم الوجبات السريعة"، مشيرة إلى أنه بإمكان الأسرة التحكم في ذلك والحد منها، واصفة الأعداد الكبيرة من الشباب الصغار المرتادين للمطاعم ليلاً ب"الظاهرة الخطيرة والمقلقة". وأضافت "أغلب المراهقين يبحثون عن وجبة ساخنة دسمة ولا يجدون أمامهم سوى الوجبات السريعة فيخرجون بحثاً عنها أو يقومون بطلبها وهم في المنزل وأسعارها في متناول أيديهم كما أنها تقدم ساخنة"، قائلة "لو وجدوا القليل من الحرص من قبل الأهل وأعدوا الوجبات الساخنة في المنزل التي يحبها المراهقون، سيجنبون أبناءهم مخاطر الوجبات السريعة". واقترحت على "الأمهات" ولا سيما ونحن في موسم إجازة إعداد وجبة رئيسية تحتوي على جميع العناصر الغذائية، موضحة "الأبناء في موسم الإجازة ينامون النهار ويظلون ساهرين حتى ساعات الصباح الأولى ومن الأفضل أن نوفر لهم الأكل المناسب الذي يجنبهم تناول الوجبات السريعة". وأكدت أن الوجبات السريعة غنية بالدهون، وبالتالي فهي تسبب مشاكل صحية، فالوجبة الواحدة من الوجبات السريعة تحتوي على أكثر من 800 ملجم من الكوليسترول، أي حوالي أكثر من ثلاث مرات مما قد يحتاج إليه الجسم خلال اليوم. ونوهت بأن تناولها على المدى الطويل يسبب ارتفاع ضغط الدم، والتهاب مفاصل بالركبتين، إضافة إلى العبء الكبير الذي تسببه على القلب والرئتين، وأضافت "بل هذه الأطعمة قوامها جاف وقليلة الخضار والألياف فتسبب إرباكاً في الجهاز الهضمي، إضافة إلى أنه في معظم الأحيان يضاف إليها كثير من الملح والمخللات، وهذه تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم".
وترى الأخصائية الاجتماعية أمل الراشد أن تساهل الآباء والأمهات مع أبنائهم أدى إلى تفشي الظاهرة بين المراهقين والأطفال في السنوات الأخيرة، مضيفة "كما أن تلك المطاعم تسببت في زيادة أعباء إضافية على الأسرة، موضحة أن الكثير من الأسرة تعتمد على تناول الأكل السريع لاسيما إذا كان الوالدين يعملان" . وتضيف الراشد بقوله" :حتى وقت إجازات الأسبوع والإجازات الصيفية الطويلة نجد كثيراً من الآباء يتناولون طعامهم مع الأصدقاء والأمهات مع صديقاتهن في المطاعم والمراهقين مع أصدقائهم أو يقومون بالطلب عبر توصيل المطاعم وهم في المنزل. وأضافت كان الناس قبل عهد قريب يعودون إلى بيوتهم قبل العشاء وتجتمع الأسرة كلها على وجبة واحدة يسمرون بعدها قليلاً ثم يذهب كل منهم إلى فراشه. وقالت "أصبح الناس الآن يتأخرون كثيرًا في النوم ويبدؤون سهراتهم بعد صلاة العشاء، حتى في أوقات الدراسة والعمل تجد الأب واقفاً في طابور طويل بعد الثانية عشرة من الليل مع أطفال في مطاعم الوجبات السريعة يشاركهم الأكل متسائلة فمتى ينام هذا الأب ليصحو باكراً للدوام وكيف تكون إنتاجيته في العمل وقد تناول وجبته مع أطفاله متأخراً؟!. وكشفت دراسة حديثة أصدرها المعهد الوطني للصحة والكفاءة السريرية في المملكة المتحدة، أن 40 ألف بريطاني يموتون على نحو غير مبرر سنوياً، جراء تناولهم الوجبات السريعة غير الصحية، كونها تحتوي على كميات كبيرة من الأملاح والدهون. وأفادت الدراسة أن حوالى خمسة ملايين شخص في بريطانيا يعانون من آثار مرض القلب والأوعية الدموية، التي تؤدي إلى 150 ألف حالة وفاة سنوياً، يمكن تجنب غالبيتها في حال اتخاذ التدابير اللازمة. ودعت الدراسة إلى تغييرات واسعة في طرق إنتاج الأغذية وخفض كبير في كمية الملح والدهون المشبعة التي يستهلكها البريطانيون، وعرضت مجموعة من التوصيات، من بينها، بيع المواد الغذائية التي تحتوي على كميات قليلة من الملح والدهون بأسعار زهيدة بالمقارنة مع المواد الغذائية غير الصحية، وحظر إعلانات الأطعمة غير الصحية. كما أوصت بتقييد عدد مطاعم الوجبات السريعة، خصوصاً بالقرب من المدارس، وتركيز الجهات المسؤولة عن الأطعمة على الصحة العامة ودفع المزارعين لإنتاج الأغذية الصحية. وشددت الدراسة على ضرورة أن يكون استهلاك الملح لدى الأطفال أقل بكثير من استهلاك البالغين كون الجزء الأكبر منه يأتي من وجباتهم الغذائية مثل الخبز والحبوب والحساء واللحوم ومنتجات الجبن، ودعت مصانع الأغذية إلى دور مهم في هذه العملية.