تختتم غداً الأربعاء جلسات المنتدى العالمي لإدارة الأزمات تحت شعار "إعادة التفكير في التعامل مع المستقبل"، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة مكةالمكرمة، في فندق وستن جدة، وترعاه إلكترونياً صحيفة "سبق". تستعرض الجلسة الأولى لليوم الثالث للمنتدى صباح الغد "النواحي القانونية والتشريعية للأزمات" التي يقدمها المحامي محمد بن أحمد الضبعان. ويتناول الدكتور خالد بن سليمان الغثبر في الجلسة الثانية موضوع "اختراق المواقع الإلكترونية حال الأزمات.. تشخيص وحلول". أما الجلسة الثالثة فستستعرض "دور الجمعيات الخيرية والتطوعية في الأزمات والكوارث"، و"دور الدراسات المجتمعية في تدارك الأزمات والكوارث" يتحدث خلالها الدكتورة فتحية القرشي وممثلون لجمعية اكتفاء وجمعية مواطنة وجمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية والمستودع الخيري بجدة. وتستعرض الجلسة الرابعة والأخيرة للمنتدى "الاستراتيجيات الأمثل خلال الأزمات: تحليل الأزمة" ويقدمها البروفيسور ليستر ماسنجهام. ويستعرض الدكتور صلاح العبدالقادر "دور الموارد البشرية في التعامل مع الأزمات". كما يتحدث الأستاذ الدكتور أسعد بن سراج أبو رزيزة بعنوان "أسوأ الكوارث البيئية في الزمن المعاصر والمشكل الأخلاقي", ويلي ذلك عرض التوصيات واختتام أعمال المنتدى. وكان المنتدى ناقش اليوم الثلاثاء العديد من الموضوعات خلال خمس جلسات بدأها السيد بيتر باينز الخبير في فرق العمل للكوارث الطبيعية وإدارة الأزمات في الجلسة الأولى بعنوان "إعداد خطط الطوارئ" تناول فيها مراحل التخطيط للطوارئ وإدارة الأزمات بدءاً بالوقاية والتخفيف من وقع المشكلة ثم التأهب ثم الاستجابة وأخيراً الانتعاش، مشيراً إلى أن إدارة خطط الكوارث تسهم في ضمان سلامة المجتمع والحفاظ عليه قبل وأثناء وبعد وقوع الكوارث. وأشار باينز إلى أن العمل في مجال إدارة الأزمات لا بد يشمل مرحلة التحضير وبناء استراتيجيات التعامل مع الحالات الطارئة من خلال تخصيص أدوار وتدريب الناس لملء تلك الأدوار، وعمل تمارين محاكاة للاستجابة للأزمات ولاختبار القدرات، مشيراً إلى أن هذا يعد جزءاً لا يتجزأ من الإدارة الفعالة للأزمات كونها تقتضي الكثير من التحديات الفريدة وتتطلب حلولاً فريدة من نوعها. وتحدث الأستاذ الدكتور توفيق أحمد خوجة مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في الجلسة الثانية بعنوان "الأزمات الصحة: نظرة عامة ودروس مستفادة وإطار جديد للتعامل" أوضح فيها أن مواجهة الأزمات تتطلب درجة عالية من التحكم في الطاقات والإمكانات والمشاعر والعواطف وحسن توظيفها في مناخ تنظيمي، مشيراً إلى أنه يجب أن تكون هناك اتصالات فعالة تؤمن التنسيق والفهم الموحد بين الأطراف المعنية بالأزمة. وبيّن د. خوجة أن كلمة الأزمة استخدمت في المجال الطبي والصحي عندما يتحدث الأطباء عن مشاكل طبية تحتاج إلى تضافر الجهود والسرعة والدقة والمهارة في معالجتها، معدداً العوامل المسببة للأزمات والكوارث مثل الكوارث المفاجئة المفجعة كالكوارث والأعاصير، وحالات الطوارئ المعقدة المتواصلة كالنزاعات والحروب، والأخطار المتنامية الخفية كالتسمم والعدوى بالأمراض، موضحاً أن نقص الاحتياجات الأساسية في الأزمات يؤدي إلى ارتفاع المعاناة والوفيات. وأشار د. خوجة إلى أهمية الرعاية الصحية أثناء الأزمات من خلال الأدوية المنقذة للحياة، وتسهيل الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية، والتعامل مع تكدس المصابين بالمستشفيات، وتوفير الكوادر المؤهلة، وإيجاد بدائل لانقطاع الكهرباء، ومنع تفشي الأمراض السارية، مؤكداً أن خطط الأزمات يجب أن تستهدف الحد من الخسائر البشرية والالتزام بتحسين الخدمات ومساعدة السلطات الوطنية والاستجابة لمقتضيات الأزمات وضمان أداء النظم الصحية المحلية بشكل أمثل. أما الجلسة الثالثة فتحدث خلالها الأستاذ الدكتور عبدالرحمن حمود العناد عضو مجلس الشورى بعنوان "التخطيط والموقفية في إدارة العلاقات العامة للأزمات: ماذا لو، وماذا الآن، وماذا بعد؟" تطرق فيها إلى أهمية التركيز على الجوانب الإعلامية لإدارة الأزمات كالتعامل مع وسائل الإعلام للتحكم في توجهات التغطية ومعالجة تأثيراتها المحتملة، مشيراً إلى أن مواجهة الأزمات تتطلب إعداد برنامج اتصالي يكون جزءاً من خطة كاملة لاستيعاب الأزمة والتقليل من تأثيراتها. وأكد د.العناد أهمية أداء العلاقات العامة في مواجهة الأزمات وتنفيذ الخطط مع ظروف الموقف والعوامل الخارجية المؤثرة لتغطية وسائل الإعلام وإتجاهها وقوة تأثير الجماهير المختلفة بالأزمة وإتجاه التأثير، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب اتخاذ قرارات سريعة لاختيار البديل المناسب لمعالجة التأثيرات السلبية المتعلقة بالجماهير عبر تنسيق علاقة مواقف وسائل الإعلام بالقضية والأزمة والمنشآت المعنية. أما البروفيسور منذر قحف الباحث في الاقتصاد الإسلامي فتحدث خلال الجلسة الرابعة بعنوان "الأزمة المالية والحلول المقترحة: تقييم من منظور الاقتصاد الإسلامي". وأوضح أن هناك العديد من الوسائل العلاجية والإجراءات المقترحة التي تعنى بالأزمة المالية الحالية وتقييمها من منظور التمويل الإسلامي، مشيراً إلى أن هناك حلولاً عديدة في ضوء مبادئ التمويل الإسلامي الذي يوفر الائتمان كوسيلة للدفع ليصبح التمويل موفراً للسلع والخدمات ووسائل الدفع دون حاجة النظير لتسليمها. وفي ذات الوقت يوفر التمويل على غرار الشرعية عن طريق بيع السلع وتأجير الأصول ورؤوس الأموال الإستثمارية. وأشار د.قحف إلى أن التمويل الإسلامي ملتزم بوازع أخلاقي معين محدد بدقة، مشيراً إلى أن الأزمة المالية شهدت خطة إنقاذ تم تنفيذها لكي يعود القطاع المالي إلى وظيفته الحقيقية في الاقتصاد كقطاع يخدم الجانب الحقيقي، مبيناً أننا اليوم بحاجة إلى تغييرات جوهرية أكثر صراحة ولكن ذلك يبدو أنه ما زال بعيداً عن فكر الأنجلوسكسونية في الاقتصاد والتمويل. كما تحدث الدكتور إحسان بوحليقة مدير مركز جواثا الإستشاري لتطوير الأعمال بعنوان "الأزمة المالية وتأثيراتها في القطاع الخاص السعودي". وأوضح أنه يجب أن يستفيد السعوديون من الدروس المستفادة من الأزمة المالية الأخيرة، لا سيما في تعزيز الشفافية وإتخاذ الاحترازات الضرورية لمثل هذه الحالات. وأشار د. بوحليقة إلى أن القطاع الخاص تحرك بعد فترة من التأمل والذهول لضمان ما تستدعيه الضرورة، مبيناً أن القطاع الخاص لا يمتلك خطة استراتيجية للاستفادة من زخم الإنفاق الحكومي المتصاعد وما يولده من فرص بصورة غير مباشرة. وأوضح د. بوحليقة أن الاقتصاد السعودي هو من أهم مناطق الجذب والاستقطاب في المنطقة العربية إجمالاً، مشيراً إلى أن هناك من يأتي ويبحث عن فرص من كل شكل ولون وجنسية وهذا الأمر ما يجعل القطاع الخاص المحلي أمام فرصة استراتيجية لتعزيز موقعه وموقع المملكة كاقتصاد رئيس في المنطقة والعالم، لكن المكاسب الاستراتيجية لن تأتي بشكل عفوي، إذ لا بد أن تتحقق عبر وعي ورؤية استراتيجية. واختتم جلسات اليوم الثاني الأستاذ الدكتور طارق بن علي الحبيب بعنوان "مدخل إلى الأزمات: الجوانب السيكولوجية" أكد أهمية تدريب الابن وتشجيعه على ممارسة ما يجب من مثله أن يمارسه في تعريف المجتمع أكثر من ممارسة ما يحب ويريد من المباحات، مشيراً إلى أن التربية النفسية تعتني بنمو الإنسان ودفعه إلى السير ضمن تقاليد المجتمع. وأكد د.الحبيب أهمية وجود علاقة تفاعلية بين الموجه والمتلقي، بين المدرس والطالب، وكذلك بين الأب والابن، مشيراً إلى أن العلاقة السلطوية تحد من درجة التواصل، وتقتل روح الحوار، ولذا ربما بحث المتلقي عن حل لتساؤلاته عند من يستمع إليه، وهو ما حدث تماماً لشباب التكفير الذين اتجهوا إلى بعض علماء الشريعة العرب المميزين ابتداء، لكنهم كانوا في الغالب يقابلون بالطرد أو رفض الحوار لأنهم في نظرهم صبيان أغرار في امتداد لعلاقة اجتماعية وهي البنية الأبوية السلطوية، ما حدا بأولئك الشبان إلى البحث عن رموز خارجية لم تعرف بالعلم الشرعي الواسع، أو رموز داخلية أقل علماً لكنها أوسع صدراً، تقبلتهم، وكسبت ثقتهم، واستطاعت أن تبذر في صدورهم حقيقة الولاء لهم، مؤكداً أهمية إيجاد الأسرة المفتوحة ذات العلاقة التفاعلية التي يتربى خلالها الأفراد على احترام الذات والتفكير الإيجابي، وتتوزع الأدوار داخلها فالأب له دور، والأم كذلك، والابن والبنت، بشكل تعاوني فيه الخير للجميع. وأوضح الأمين العام للمنتدى، الدكتور إيهاب بن حسن أبو ركبة، في تصريح له، أن المنتدى يسعى لتحقيق جملة من الأهداف من أبرزها التعرف على أهم الأزمات الراهنة والمتوقعة وحجمها وآثارها على الاقتصاد والمجتمع، إلى جانب بناء قدرات الأفراد والمجتمعات والمؤسسات الأهلية والحكومية على مواجهة الأزمات، ومناقشة أهمية تأسيس بنية تحتية وقدرات مادية وبشرية وبناء نظم لمواجهة الأزمات، فضلاً عن التعرف على استراتيجيات وأدوات الإدارة الفعالة لمواجهة الأزمات، وأخيراً إتاحة الفرصة للخبرات المحلية والعالمية للتواصل وتبادل الخبرات. وأبان الأمين العام أن المنتدى يحظى بمشاركة 12 خبيراً أجنبياً و15 مستشاراً عربياً من المتخصصين في إدارة الأزمات والكوارث، موضحاً أن المنتدى يتناول كيفية استجابة الجهات الدولية والمحلية للأزمات العالمية، وآليات تكوين الاستراتيجيات في مجال الأزمات والكوارث وتنفيذها، موضحاً أن المشاركين في المنتدى سيتعرفون على التحديات والتجارب الناجحة للآخرين في هذا المجال، فضلاً عن الحصول على أفكار وأدوات يمكن تطبيقها فوراً. وأكد د. أبو ركبة أن المنتدى سيسهم في بناء شبكة علاقات مع الجهات ذات العلاقة سواء كانت جهات محلية أو إقليمية أو دولية ستجتمع تحت مظلة هذا المنتدى، موضحاً أن هذا الأمر سيسهم في اكتساب وتنمية المهارات لدى المشاركين في مواجهة الأزمات باحترافية مطلقة. يشار إلى أن المنتدى العالمي لإدارة الأزمات يعقد بالتحالف بين مكتب الدكتور إيهاب بن حسن أبو ركبة ومؤسسة إجادة العالمية ويعمل على جمع وجهات النظر الاستراتيجية والتشغيلية لإعادة صياغة الاستجابات التي تم التخطيط لها لمواجهة التحديات المستقبلية المتوقعة، ويعد فرصة للقاء والنقاش حول الأزمات الحالية والمستقبلية من خلال جلسات المنتدى وورش العمل المصاحبة.