"فرقعة إعلامية" لا تخدم قضايا الأمة.. هكذا وصف الخبير في الإعلام الأمني الدكتور فايز الشهري بيان تنظيم القاعدة الذي يطالب وزارة الداخلية السعودية بالإفراج عن هيلة القصير ويهدد بخطف أمراء ووزراء ومسئولين في السعودية إذا لم يتم الإفراج عن "سيدة القاعدة" التي اعتقلتها السلطات الأمنية قبل نحو ثلاثة أشهر في مدينة بريدة. وقال الشهري ل"سبق" إن هيلة القصير عاشت ظروفا أسرية قاسية في طفولتها وتزوجت شيخا ثمانينيا كان زاهدا في الحياة وطلقت منه وأوصى أحد تلاميذه الذي قتل في إحدى المواجهات أن يتزوجها وكانت سيرتها متعبة. وعما إذا كان لهيلة دور فعال في التنظيم دعاه إلى إصدار بيانه، قال الشهري: قد لا يكون هذا الشيء صحيحا تماما إن لها دورا قياديا في التنظيم. فهيلة القصير عرف عنها أنها كانت تقوم بأدوار تنظيمية وتنسيقية وأيضا حاولت إيواء بعض الهاربين. وكانت تتحرك بشكل كبير جدا. وهي من النساء اللاتي عرفن بالتطرف. وكان ما يشاع عنها أنها تجاهر بجمع الأموال لهؤلاء. لذلك لا غرابة أن تنتهي هذه النهاية. وعن السبب في أن القاعدة كشفت اسم هيلة القصير، قال الشهري: وزارة الداخلية تمثل وجهة نظر المجتمع والتقاليد الشرعية والتقاليد السعودية وعدم فضح الناس وعدم كشف أسرارهم خاصة أن هذه امرأة لها أقارب ولها صلات. فالمملكة العربية السعودية تعالج قضايا الإرهاب بهذا النفس الهادئ الحكيم في حين أن القاعدة تحاول أن تستغل كل قضية من قضايا التطرف لمصلحة التنظيم خاصة حينما أفلس هذا التنظيم من حضوره في المجتمع فأصبح يبحث عن فرقعات. ونبه الشهري إلى أن هذا التنظيم يبدو من بيانه وكأنه أداة طيعة في يد قوة إقليمية (في إشارة إلى إسرائيل) حيث ظهر في وقت كانت التغطية الإعلامية مكثفة على موضوع أسطول الحرية. وأضاف الشهري موضحا: ظهر هذا البيان ليحول انتباه كل دول العالم ومن كل أديانها ومجتمعاتها إلى قضية فرعية هي قضية التنظيم. فهذا التنظيم في عادته دائما أن كل تحركاته الإعلامية والعملياتية يخدم كل شيء إلا دينه وأمته. وقال إن ما يوضح ذلك أن بيانات القاعدة ومنها بيان ظهر مع الانتخابات الأمريكية لا تصب في مصلحة الأمة فكل هذه البيانات تظهر بكل أسف في أوقات غريبة تجعل المرء يحتار هل هذا التنظيم هدفه الأمة أم هي ضحيته أم ماذا يريد؟! واعتبر الشهري أن التنظيم سيف مسلط على أمته وحول همومه الكبرى إلى هموم صغرى وجزئية. فكل فترة يحاول أن يعمل على موضوع الإعلام خاصة بعد أن قطعت عنه السبل المالية والعملياتية وأصبح يبحث عن فرقعات إعلامية منها إعلاء شأن امرأة كانت من ضمن التنظيم وسوف يبحثون عما قريب عن مثل هذه الأضواء الإعلامية. وقال: يبدو أن التنظيم فقد حيويتة الفكرية والشعبية، وفقد الأصول والمرجعيات التي كان يستند إليها بعد أن كان الجهد الفكري في المناصحة وفي برامج الفتاوى بعد أن أعلن علماء الأمة أن هذا التنظيم يسير على نهج الأمة الإسلامية. وتوقع الشهري أن يظل التنظيم نشطا يبحث عن مكامن وسيظل يبحث عن مناطق ضعف وربما يستغل أحداثا كثيرة ليبقى حيا بعد أصبح أعضاء التنظيم يسعون للبقاء في الضوء الإعلامي أكبر قدر ممكن.