فسرت مصادر غربية اتجاه عدد من دول الخليج، خصوصا قطر والإمارات ، للاهتمام بالسياحة و السعي لاستضافة المناسبات الرياضية الكبرى ، على أنه محاولة للتعامل مع مرحلة " ما بعد النفط" . وذكرت هذه المصادر أن أيام الازدهار النفطي في منطقة الخليج والذهب الأسود بدأت في الأفول. لذا تستعد دول الخليج لفترة ما بعد إغلاق آبار النفط.
و قال فيلم وثائقي بدأت " الإذاعة الألمانية" في بثه هذا الأسبوع أنه : لتأمين مستقبل بلادهم أطلق أمراء وملوك دول الخليج مشروعات طموحة في مجالات البيئة والتعليم والرياضة والثقافة". و أضاف الفيلم ، استنادا لخبراء ومحللين :" يطلق البعض على مشروع المدينة الخالية من الانبعاثات الغازية والنفايات التي يتم تشييدها في صحراء أبوظبي اسم "أوكوتوبيا". ويعتزم الإماراتيون استثمار 22 مليار يورو في مدينة المستقبل المسماة "مصدر" والتي لن يسمح فيها بمرور أي سيارت تستخدم وقود البنزين "العادي" أو الديزل.ومن المثير للدهشة أن هذا الاستثمار يجري في بلاد لا يزال يمكنها الاعتماد لثلاثين عاما قادمة على مصادر الطاقة الأحفورية. وتهدف هذه الاستثمارات الضخمة إلى محاولة اللحاق بركب التقدم التكنولوجي الغربي الهائل في مجال البيئة. واستطرد الفيلم المكون من أربع أجزاء :" لا يزال أمام دول الخليج بعض الوقت- لكن لاحقا ستقوم هذه الدول بإغلاق معظم الحقول النفطية الكبرى التي يبلغ عددها 30 بئرا. ولن يكون بناء قطاع السياحة كافيا كمصدر مستقبلي للرخاء. لذا يسعى ملوك وأمراء الخليج إلى تأهيل سكان بلادهم علميا بأسرع وقت ممكن. فالمادة الخام في المستقبل لن تكون النفط أو الغاز بل العلم. فقريبا سيتوجب على الأجيال القادمة في أبو ظبي والكويت وعمان إلى الاعتماد على نفسها، قبل أن يشح النفط". رغم ذلك ، يشير الفيلم الوثائقي ، لا تزال تسود أجواء من الانطلاق والحماسة في دول الخليج، فدولة الإمارات تعول على السياحية والرياضة. وقد تقدمت دبي بطلب لتنظيم الدورة الأولمبية في عام2020، فيما طلبت قطر تنظيم مونديال عام 2022. وللاستعداد لهذه المناسبات الرياضية تنشأ حاليا مشروعات ضخمة لا يوجد لها مثيل في العالم".