أوضح خبير دولي في مكافحة المخدرات إن دول الخليج العربي مستهدفة بشكل كبير من مافيا المخدرات، لأسباب كثيرة بعضها سياسي والآخر اقتصادي، حيث إن كثيرا من أبناء هذه الدول قادرون على شراء المخدرات نتيجة القدرة الشرائية عندهم بعد ارتفاع أسعار النفط، كما إن هناك خطاً جديداً لتهريب الهيروين إلى هذه الدول من العراق بدليل أن سلطات مكافحة المخدرات في دولة الكويت ضبطت (63) كيلو جرام من الهيروين في قضية واحدة وهو رقم قياسي، كما ضبطت سلطات مكافحة المخدرات في المملكة أكبر قضية حيث بلغ المضبوط فيها (28) كيلو جرام من الهيروين. وقال صلاح حجازي إن "العمل الشرطي وحده لا يكفي لمواجهة المخدرات لأن المجتمعات البشرية تواجه شيطاناً موجوداً في كل مكان". وطالب بأن تشارك منظمات المجتمع الأهلي (المدني) والإعلام والتعليم والصحة في مكافحة هذا الداء. و أشار حجازي بقوله إن الأممالمتحدة حاولت إيجاد معيار لقياس خطورة تعاطي المخدرات في العالم فتبيّن ارتفاع هذا المعدل في دول الخليج العربي بشكل كبير وصل إلى (4.6%) مقابل (2.2%) فقط في الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما إن حوالي (400) ألف شخص في منطقة الشرق الأوسط يتعاطون المخدرات عن طريق الحُقن وهؤلاء هم الأكثر تعرضا للإصابة بمرض نقص المناعة (الإيدز) نتيجة تبادل الحقن بينهم، وإذا وضعنا في الحُسْبان أن مدمني المخدرات خاصة الهيروين، والأمفيتامينات لا يلتزمون أثناء الاتصال الجنسي غير المشروع وهم تحت تأثير المخدرات بقواعد الأمان مما يضاعف من احتمالات إصابتهم بمرض نقص المناعة (الإيدز) ونظراً لأنه لا توجد إحصاءات في هذا الإطار فلا يستطيع المرء أن يدرك الخطر الحقيقي المحدق بمجتمعات دول الخليج العربي نتيجة الخوف من انتشار الإيدز، و مضى بقوله إذا كان هناك من يعتقد أن انتشار الحشيش في بلدانهم شيء مأمون ويقي من انتشار الهيروين فقد اكتشفت في هولندا مؤخراً حالات انتحار كثيرة بين شباب تعاطوا الحشيش ومن الدراسة البحثية تبيّن أن هناك عمليات تعديل جينية في بذور الحشيش رفعت تأثيره من (5%) إلى (45%) الأمر الذي يعني أن الحشيش المعدل جينياً يتساوى في خطورته مع الهيروين. و أشار الخبير الدولي صلاح حجازي أن الوضع في العالم كله يدعو إلى التأمل، مبيناً أن إحصاءات عام 2003م كشفت عن أن هناك (185) مليون مدمن في العالم يتعاطون أنواعاً مختلفة من المخدرات من بينهم (9.2 ) مليون فقط مدمن هيروين حول العالم.