اختتم ملتقى "كلنا دعاة" الذي نظمه "مركز نورين للتدريب والتطوير" فعالياته بجامع عثمان بن عفان بحي الوادي بمحاضرة لمعالي الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير "عضو هيئة كبار العلماء" بعنوان "لقاء مفتوح" تطرق إلى شمولية الدعوة وأهمية أن يرجو كل إنسان أن يكون داعية إلى الله تعالى، ثم بين- حفظه الله- أهمية الدعوة إلى الله تعالى في الأقربين بالدرجة الأولى وأن تكون دعوة الإنسان على علم وبصيرة وأن على الداعي إلى الله تعالى أن يبذل الأسباب وأما إقناع الناس وهدايتهم فليسا عليه. وذكر الشيخ طريقة السلف الصالح في الدعوة إلى الله وحرصهم على الجمع بين القول والعمل والقدوة الحسنة. ثم أشار إلى أن العلماء هم الدعاة في المقام الأول لأنهم يقررون العلم المستنبط من الكتاب والسنة وقال: لا يوجد تناقض بين العلم والدعوة إلى الله، بل لا بد لكل داعية إلى الله من علم مبني على الكتاب والسنة لتوافق دعوته دعوة النبي صل الله عليه وسلم. واستشهد بقوله تعالى (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً). وحذر الشيخ كل عالم وداعية إلى الله من أن يخالف فعله قوله وبين أن الغاية من العلم والدعوة هي التطبيق والعلم وأن هذا هو الذي يؤثر في الناس، وأن الإنسان قد يصد عن سبيل الله بفعله دون أن يشعر. ثم أجاب الشيخ عن أسئلة الحضور مؤكداً على أهمية الرفق واللين في التعامل مع ولاة الأمر والتعاون معهم على الخير. وعن دور المسلمين تجاه المسجد الأقصى بين الشيخ أن كل مسلم يملك الدعاء والتضرع إلى الله وأن على العلماء أن يتكاتفوا مع ولاة الأمر في السعي لإنقاذ المسجد الأقصى وغيره من الجهات التي تنتهك فيها حرمات المسلمين، وحذر الشيخ من التصرفات الفردية وأنها لا جدوى منها بل ربما كان ضررها أكثر من نفعها. ومن الأسئلة سؤال حول ما نشر في بعض الصحف من أن توقير العلماء من الغلو والجفاء بين الشيخ أن المسلم يتوسط في هذا الأمر، فالعلماء لهم فضلهم ولا شك وينبغي معرفة قدرهم وتوقيرهم ومن الخطأ كذلك الغلو فيهم ورفعهم فوق منزلتهم. هذا وقد غص المسجد بالحضور لمحاضرة الشيخ التي اختتم بها الملتقى. وقد استمر ملتقى "كلنا دعاة " لمدة سبعة أيام؛ حيث كانت انطلاقته تحت إشراف من مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالشمال وعلى شرف الشيخ عبدالله اليحيى الأمين العام للمجلس الأعلى للقضاء وتوالت فعالياته التي شرفت بحضور عدد من العلماء الذين حاضروا عن هذا المجال وشموليته لكافة أفراد المجتمع، وهو ما يهدف إليه هذا الملتقى الذي بين أهمية الدعوة في هذا الزمن وحاجة الناس إليها وكيفية تسخير الفرد لوقته واستغلال الظروف المحيطة به للدعوة. وأوضح المشاركون في "ملتقى كلنا دعاة" الطريقة الصحيحة للدعوة إلى الله والعلاج الناجع للمشاكل التي قد تواجه الداعية وأن الدعوة ليست حصراً على البشر, وإن كانوا مخاطبين بها شرعاً. وقد حظي الملتقى بحضور تجاوز سبعة آلاف وخمسمائة شخص من الرجال والنساء الذين توافدوا على جامع عثمان بن عفان خلال أيام الملتقى والذين حرصوا على الحصول على نسخة من مجلة (ذو النورين ) التي تصدر عن المجمع والتي واكبت الملتقى في إصدارها السادس، كما نقلت كافة محاضرات المجتمع عبر "موقع نورين" على الشبكة العنكبوتية وكافة تغطيات وصور الملتقى كذلك.