يطالب الكاتب الصحفي أحمد هاشم، أسرة الفتاة السعودية "هدى"، المعروفة باسم "فتاة بحر أبو سكينة"، أن يسامحوا ابنتهم، ويغفروا لها، ويفتحوا لها صدورهم، وأبوابهم، ويباركوا زواجها، مؤكداً أن عاطفة الحب التي لا تعرف "قانوناً"، هي التي دفعتها للسفر إلى اليمن، والزواج بمن تحب. وفي مقاله "هكذا تفكر (هدى) عندما تحب" بصحيفة "الشرق" يقول هاشم: "هدى فتاة متزنة، صريحة، لم تلبس أقنعة مثلنا، فعلت ما باح به قلبها؛ بعد أن أغلقت كل الأبواب في وجهها، رضيت بكل أصناف العنف؛ ليمارس عليها شريطة ألا تفقد ذلك الإحساس الذي يتمناه كل إنسان، خاصة أولئك من يطرق الحب بابهم أول مرة، فهناك لحظات في حياة كل امرأة تحس فيها بالحاجة إلى رجل؛ كي تحبه بكل جوارحها، أو كما يقول صديقنا، إبراهيم جابر إبراهيم: عندما تحبُّ المرأةُ فهي تستطيعُ أن تأتيك من باريس؛ لتلبي دعوتك على "فنجان شاي" في الشام! وحين تنصرفُ بقلبها عنك، فهي أكثرُ كسلاً من أن تناولك علبة "السُّكَّر" من على الطاولة، تلك التي تبعدُ عن أصابعها سبعة سنتيمترات.. فقط!. هي المرأة.. أو بكلام أدقَّ: هو الحبُّ هكذا مثل ولدٍ أرعن".
ويضيف الكاتب: "إنه الحب يا سادة، ومن يفهم تلك الكلمة سيعي جيداً مفردات (هدى)، ولماذا تركت تلك الفتاة العشرينية أهلها، ومدينتها، وأفراد أسرتها الذين ناشدتهم لتركها؛ حتى تحقق حلم حياتها بالزواج من الشاب اليمني (عرفات)، وحتى تؤكد للجميع أن ما أصابها هو الحب فقط، نفت وفقاً لمقطع صوتي، تعرضها للسحر، أو الخطف، مبيِّنة أن الاتهامات التي توجَّه ل(عرفات) غير صحيحة، مضيفة أنها رأت فيه الشخص المناسب، وأنها لا تريد أن تتعرض لمصير شقيقتيها اللتين سبق أن فرضت أسرتها عليهما الزواج من شخصين آخرين، وكانت النتيجة أن طُلِّقتَا، مشيرة إلى أنها واثقة أنها ستكون سعيدة، وأنه الشخص الذي تثق به، وأنها ستعيش معه بقية حياتها".
ويعلق هاشم قائلاً: "كان حرياً بأهل (هدى)، وهم من أهل الدين والتقى، أن يباركوا زواج ابنتهم عندما طرق (عرفات) بابهم ثلاث مرات؛ فالإسلام دين التقوى، لم يفرق بين لون، أو حسب، أو نسب".
ويمضي "هاشم" مناشداً أهلها "سامحوا (هدى)، وليغفر أهلها لها، وليفتحوا لها صدورهم، وأبوابهم؛ فالإنسان - بصورة عامة - ذو طبيعة متمردة على الواقع، ويسعى - دائماً - إلى الصعود أينما وُجِد وكيفما كان، والمرأة كبقية البشر لها تطلعاتها، والحب كامن فينا بني البشر، يتحرك حين تُوفَّر المحرضات له، فهو لا يعرف قانوناً، حتى لا تجد (هدى) إلا ذلك الخيار المر بقبولها عرض المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي منحت (العاشقين) حق اللجوء الإنساني".
وينهي "هاشم" قائلاً: "علينا أن نفكر قليلاً، ونؤمن أنه لا يمكن أن نقف في وجه الحب، فنحن لا نعي لماذا نحب، ومتى نحب، ولماذا تدق قلوبنا لأشخاص معينين دون سواهم؟، ولعل ما كتبَتْه الكاتبة الفرنسية، جورج صاند، يوضح ذلك حين تقول: أعطاني الأول عقداً من اللؤلؤ يعادل مدينة بأسرها، ونظم الثاني من أجلي ديواناً من الشعر، والثالث كانت تحمرُّ وجنتا أمه حياء لفرط جماله، فكان هذا الجميل ينحني أمامي منتظراً، أما أنت يا من أحبه، فلم تعطني شيئاً، ولست جميلاً، ولكنك أنت وحدك الذي أحبه!!هكذا تفكر المرأة عندما تحب، فلا تقفوا في طريقها".