أكدت الباحثة السعودية فوزية الخليوي أن الدين الإسلامي يبيح تحديد سن الزواج بالنسبة للفتيات الصغيرات. وقالت في بحثها الاجتماعي والشرعي الذي أرسلت نسخة منه لمجلس الشورى "لم ينزل الله الشريعة إلا لتحقيق المصالح ودرء المفاسد". واستدلت الباحثة في بداية بحثها من وقائع سجلتها الصحافة السعودية أبرزها ما أوردته صحيفة الوطن السعودية من إحباط الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية الرسمية زواج طفلة صغيرة في الحادية عشرة من عمرها من رجل أربعيني متزوج بعدما استنجد أشقاؤها بالجمعية مطالبين بوقف الزواج الذي يصر عليه والدهم، وكذلك ما ذكرته، وما نشرته الرياض وشمس والمدينة من أحداث مماثلة أبرزها الطفلة ذات السنوات العشر التي ينوي رجل ثمانيني عقد قرانه بها. وساقت الباحثة عدداً من الأدلة الشرعية في بحثها، حيث أشارت إلى أن الإجماع الشرعي في زواج الصغيرات يقيناً لم ينعقد، قائلة "لما أورده الإمام الغزالي في المستصفى: (إذا خالف واحد من الأمة أو اثنان لم ينعقد الإجماع)". وأضافت "ومن علماء السلف المخالفين لتزويج الصغيرة ابن شبرمة وهو من وصفه صاحب (هذيب الكمال) بأنه الكوفي القاضي فقيه أهل الكوفة وعدَّه في التابعين، والأصم وعثمان البتي, وحجتهم: أنه لا يُزَوَّج الصغير والصغيرة حتى يبلغا لقوله تعالى حتى إذا بلغوا النكاح فلو جاز التزويج قبل البلوغ لم يكن لهذا فائدة، ولأنه لا حاجة بهما إلى النكاح لأن مقصود النكاح طبعاً هو قضاء الشهوة وشرعاً النسل والصغر ينافيهما". وتنقل الباحثة السعودية في بحثها التي أرسلته ل"سبق" كلام الشيخ ابن عثيمين في الرد على من استدل بزواج عائشة رضي الله عنها: (ولا مانع من أن نمنع الناس من تزويج النساء اللاتي دون البلوغ مطلقاً، فها هو عمر رضي الله عنه منع من رجوع الرجل إلى امرأته إذا طلقها ثلاثاً في مجلس واحد، مع أن الرجوع لمن طلق ثلاثاً في مجلس واحد كان جائزاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافته، والراجح أنها واحدة)". وأكدت الباحثة الخليوي على القاعدة الشرعية (لا ضرر ولا ضرار). ونقلت تقرير اللجنة الوطنية الطبية المختصة بدراسة الآثار الصحية المترتبة على زواج صغار السن، وشرحت اللجنة في التقرير الآثار السلبية لزواج القاصرات من مختلف الجوانب. وأضافت الخليوي في بحثها "وشددت اللجنة على أن زواج القصر يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية للأطفال، الذين هم ثمرة ذلك الزواج، فهم قد يشعرون بالحرمان نتيجة عدم قيام الأم القاصر بدورها كأم ناضجة، كما يؤدي إلى تأخر النمو الجسدي والعقلي وزيادة مخاطر الإصابة بالشلل الدماغي، والإصابة بالعمى والإعاقات السمعية". كما تحدثت الباحثة عن الناحية التعليمية والاجتماعية التي يؤثر فيها زواج الصغيرات سلباً، مقللة في الوقت ذاته من خطر العنوسة، حيث قالت إن تقريراً لأحدث المسوح السكانية أظهر أن نسبة العنوسة بلغت 2.6 % فقط أي فتاة واحدة بين 16 فتاة سعودية. ونوهت بأن التقرير اعتبر العوانس هن اللاتي بلغن 30 عاماً ولم يتزوجن، وقدر المسح بأن عدد العوانس في السعودية لا يتجاوز 180 ألف فتاة، أي اللواتي بلغن 30 عاماً ولم يتزوجن.