تعيش أسرة باكستانية مكونة من 82 فردًا ، أب وزوجاته الأربع ، و70 طفلًا، هم حصاد زيجاته السابقات والحاليات، إضافة إلى أكبر أبنائه المتزوج هو الآخر بنفس البيت مع أطفاله الستة وأمهم ، وهم يعيشون جميعًا وضعًا مأساويًا في منزلهم المتواضع بمنحدرات وادي مريخ، الواقع شرق الخط السريع بجدة . ووفقا لتقرير أعدته الزميلة سامية العيسى ونشرته "الوطن"، كشف الفريق التطوعي لإغاثة منكوبي سيول جدة والذي خرج في جولة على المناطق المتضررة وضم متطوعين من جمعية البر والهلال الأحمر والأمن الوقائي و كلية الإدارة أول من أمس ، حالة الأسرة ، حيث وجد أكثر من 70 طفلا يمرحون في أحواش تفتقد إلى مقومات النظافة ومليئة بالماعز والأغنام والدجاج وأعشاش الطيور بمختلف أنواعها . وشرحت الزوجة الرابعة، وهي الوحيدة التي تتحدث اللغة العربية وضعهم، قائلة بأن زوجها متزوج من أربع نساء، وجميع من بالبيت أطفاله ومضافون على إقامته، وطلبت مساعدات عاجلة لأولادها من غذاء وملابس، وأضافت"هناك قابلة من بني جلدتهم تقوم بتوليد النساء الحوامل داخل المنزل" . وأشارت إلى أن الزوجات يتعاون في صنع الخبز المنزلي الذي تشتهر به باكستان ، ويشرب الأطفال حليب الماعز الذي يربى بالبيت، ويتعاون الجميع في تنظيف البيت وغسيل الملابس . وفي إتصال هاتفي على رب الأسرة جلاب خان، والذي يعمل سائقًا قال" إن منزله يؤوي 70 طفلًا من البنات والأولاد، إضافة إلى أطفال أكبر أولاده الستة وأمهم ، ويتقاضى راتباً شهرياً مقداره 750 ريالًا فقط، ويعمل سائقًا لدى كفيله منذ 30 عاما مضت" . وأضاف أن أولاده يتعلمون القرآن الكريم في دار التحفيظ القريبة من منزله ولم يتثن له إدخالهم المدارس لبعد السكن عن المنطقة المأهولة التي بها المدارس ، مؤكدا أن ال70 طفلاً وطفلة هم أبناؤه من زوجاته الأربع الحاليات والسابقات، وأن لديه 17 بنتا بلغن سن الزواج ، ورضيعين حديثي الولادة، وأنه سعيد بحياته ورحلة كفاحه وزواجه ، وأن 5 من أبنائه الذكور الآن يساعدونه في تدبير نفقات هذه الأسرة الكبيرة، حيث يعملون جميعا كسائقين. من جهته قال أحمد العتيبي "متطوع في الهلال الأحمر" إنه بعد الكشف على أطفال عائلة جلاب خان تأكد أن بعض الأطفال يعانون من مرض الرمد والسخونة والأنفلونزا الموسمية، والنزلات المعوية والربو، إضافة إلى أنهم يفتقدون للرعاية والنظافة . وكانت الجولة التي قام بها فريق جمعية البر التطوعي أول من أمس بدأت من طريق شارع "جاك" ماراً بطريق أبرق الرغامة قاطعاً الطريق لوادي مريخ بإتجاه الشمال الشرقي للاطلاع على حجم المساعدات التي تقدم لمتضرري السيول بتلك المناطق التي تعتبر نائية، ولتقديم الإغاثة لبعض الأسر التي تقع بمنحدر طريق السيل بوادي مريخ. وكشف الفريق التطوعي من خلال المسح الميداني بعد وصوله عبر جبال ومنزلقات الوادي وضعا صعباً للسكان في تلك المناطق المتضررة ، حيث ذكر المتطوع بجمعية البر وقائد الفريق تيسير الحبشي أن الحي لا يحتوي على أي مدرسة حكومية ، أو مستوصف وإنما يكتفي السكان بتدريس أبنائهم بمدارس منزلية لتحفيظ القرآن، وأن الحي يسكنه ما بين 4 آلاف إلى 7 آلاف ساكن، وهناك الكثير من السكان غير النظاميين. وأضاف أن المنطقة القريبة من الوادي تعاني من فقر شديد ، مشيرًا إلى أن الحي به كهرباء ويفتقد لخطوط التليفون ولا توجد به بقالات أو صيدليات للأدوية، وأن أغلب المباني عليها إنذارات بالإزالة، كاشفًا أن الكثير من السكان أقاموا منازلهم على الأرض بوضع اليد وليس لديهم صكوك شرعية. وقال :إن وادي مريخ أول طريق استقبل السيل قبل أن يصل إلى قويزة، وتسبب في هدم الكثير من البيوت المبنية من الأسمنت والطوب البلوك.