ستتيح استعدادات السعودية في مكافحة مرض "أنفلونزا الخنازير" في حج هذا العام، فرصة كبيرة للعالم لدعم استعداداته وتبادل مهاراته، في مكافحة هذه الجائحة على المستوى العالمي عبر التجربة السعودية في إستقبال أكبر حشد بشري يزيد عن 2.5 مليون حاج سنويًا من 160 دولة. جاء ذلك في تقرير علمي نشرته صحيفة "لانسيت" الطبية البريطانية العريقة الرصينة، بقلم مجموعة من الخبراء الوطنيين السعوديين والعالميين من دول متقدمة مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وأستراليا والصين، وهيئات صحية عالمية مثل منظمة الصحة العالمية، ومركز مراقبة الأمراض ومكافحتها بإطلانطا بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكر التقرير بأن الحشود البشرية الكبرى تشكل عادة تحديًا لطاقات نُظم الصحة العامة في البلد المضيف وبلدان الضيوف. وأن الحج في مكة يعد أحد أكبر التجمعات ذات التعددية الثقافية والجغرافية. و من أجل حماية صحة الحجيج خلال الحج وتلافي نقل الأمراض بعد عودتهم إلى أوطانهم قامت المملكة بمراعاة كبيرة لاعتبارات عديدة. ونوه التقرير بأن وزارة الصحة السعودية، قامت بعقد إستشارات فنية وأستراتيجية مع هيئات الصحة العامة العالمية، والحصول على الإستشارات من الوكالات الدولية ذات الخبرة الكبيرة في إدارة الحشود البشرية الكبرى، ووبائيات الأمراض المعدية، وممارسات إدارة الصحة العامة، والرقابة على الهجرة والحدود، وإدارة نظم الصحة العامة. وتطرق التقرير بنوع من التفصيل للاجتماع التشاوري الذي عقد بجدة في يونيو هذا العام 2009 مستعرضاً توصيات الخبراء الوطنيين والدوليين الذين شاركوا فيه والتي ركزت على الرصد والعزل، والترصد والوبائيات والمعلوماتية، والفحص المخبري، ومكافحة العدوى، ومعالجة حالات الإصابة بالمرض. واستعرض التقرير التوصيات التي وضعت من قبل الإستشاريين وأهمها تشجيع تأجيل الحج للأعوام المقبلة للأفراد القابلين للتعرض للأمراض الخطيرة مثل كبار السن، الحوامل، المرضى المزمنين، والأطفال. وكان الأطفال دون سن 15 والكبار فوق سن 49 الأكثر تعرضا للموجه الأولى لمرض "انفلونزا الخنازير" هذا العام. وحذر التقرير من أن الحشود البشرية الكبري تزيد إلى حد كبير من تحدى الاحتمالية الوبائية لانتشار الأمراض ، ومخاطر الإصابات العرضية، وتفاقم حالات الأمراض المزمنة الموجودة من قبل. لذلك فأن أفضل أسلوب لمواجهة ذلك التحدي هو الحرص على تطوير كفاءة وفعالية النظام الصحي من خلال وضع السياسات المواكبة لأحدث التطورات، والتخطيط، والإتصالات، الترصد ، والمراجعة المستمرة للعمليات الناجحة والأوضاع الطارئة.