قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اليوم الأحد: إن تحليلاً أجراه أكثر من 42 خبيراً على بقايا المرحلة الأولى من الصاروخ الكوري الشمالي الذي أطلق مؤخراً، خلص إلى أن عملية الإطلاق كانت لصاروخ بالستي القادر على حمل 500 كيلو جرام من الرؤوس الحربية، والتحليق لأكثر من عشرة آلاف كيلو متر؛ ما يجعل الساحل الأمريكي الغربي في مرماه. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن تقرير للوزارة أن 42 خبيراً عسكرياً وصاروخياً وفضائياً قاموا الأسبوع الماضي بفحص بقايا المرحلة الأولى من الصاروخ الذي أعلنت بيونج يونج في 12 ديسمبر الحالي أنها استخدمته لوضع قمر أبحاث في المدار، وتم انتشالها من مياه البحر الغربي في 14 من ديسمبر الجاري. وعاين الخبراء الحطام الأول الذي يزن ثلاثة أطنان و200 كيلو جرام وقد كتب عليه كلمة "أونها"، واستنتجوا أن الحطام عبارة عن خزان مؤكسد يحتوي على حمض النايتريك بهدف تغذية الدافع في الصاروخ. وقال أحد الخبراء: إن "حمض النايتريك يستخدم في الصواريخ التي كان الاتحاد السوفيتي يطوّرها"، مشيراً إلى أن "استخدام بيونج يونج لهذا الحامض كعامل مؤكسد، يمكن تخزينه لوقت طويل في الحرارة الطبيعية، ما دفع الفريق إلى الاستنتاج بأن بيونج يونج اختبرت تقنية الصاروخ الباليستي العابر للقارات، عوضاً عن تطوير مركبة فضائية". وأظهر التحليل أيضاً أن كوريا الشمالية استخدمت تكنولوجيا صواريخ رودونج وسكود لتطوير الصاروخ الطويل المدى، الذي نجح في الانفصال في كل مرحلة. وقال أحد الخبراء: إن الكوريين الشماليين قاموا بتركيب أربعة محركات من صاروخ رودونج في المرحلة الأولى ومحرك واحد من صاروخ سكود في المرحلة الثانية، في محاولة منهم لتطوير هذه التقنية وتوفير الوقت والتكلفة. وأظهرت محاكاة الكمبيوتر، التي تفترض أن وعاء الصاروخ يحمل كمية 48 طناً كقوة دافعة بوزن 118 طناً، مقارنة مع الصواريخ ذات سعة 170 طناً، أن الصاروخ قادر على حمل 118 إلى 500 كيلو جرام من الرؤوس الحربية، والتحليق على بعد أكثر من عشرة آلاف كيلو متر وهي مسافة كافية لبلوغ الساحل الأمريكي الغربي. وكان مصدر في وزارة الدفاع سبق وأوضح أنه بعد أن تمكنت البحرية الكورية الجنوبية من استعادة جزء من وعاء الوقود من المرحلة الأولى للصاروخ الكوري الشمالي، عثرت أيضاً على ثلاثة أجزاء أخرى من جزئه السفلي الذي يتضمن خزان وقود، وغرفة احتراق، وقضيب ربط بالمحرك. وأوضح المصدر أن كاسحة ألغام مجهزة بسونار اكتشفت الأجزاء في المياه التي تبعد حوالي 151 كيلو متراً جنوب غرب كونسان بإقليم جولا الذي يبعد حوالي 430 كم من موقع الإطلاق في كوريا الشمالية، وعلى عمق 85 متراً تحت سطح البحر. وكانت كوريا الشمالية أعلنت في 12 ديسمبر أنها أجرت تجربة ناجحة لوضع قمر للأبحاث السلمية، لكن دولاً غربية اتهمتها بإطلاق صاروخ بعيد المدى.
