طالب الكاتب السعودي عبده خال وزارة الشؤون الإسلامية ,بإلزام خطباء المساجد بالابتعاد عن التصنيف والتفرقة بين طبقات المجتمع , والابتعاد كليًا عن إتخاذ مسميات تسمى تنابز كيدية مثل "ليبرالي" و"تغريبي" و"ظلامي" و"إرهابي" فمثل هذه المسميات تخلق فرقة بين أطياف المجتمع , وتساءل خال: "من يقبل أن يحضر إلى صلاة الجمعة ويجد أمامه الشتائم واللعن تنهال عليه من خطيب المسجد ؟. وذكر خال في تصريح ل " لسبق " أن على وزارة الشؤون الإسلامية , حسن اختيار خطباء المساجد الذين لديهم دراية وعلم ومعرفة كبيرة لان المساجد وخطبة الجمعة, يحضرها شرائح مختلفة من المجتمع فمنهم الدكتور والأستاذ الجامعي والمهندس وغيرهم ,فليس من المعقول أن يكون خطيب المسجد أقل معرفة ودراية وعلم وتحصيل من هؤلاء . وأضاف:" ما نلاحظه اليوم أن خطيب المسجد في خطبته يورد أمورا قد تكون من البديهيات والمعروفة لدى الجميع , والمصلون بحاجة إلى مناقشات أو تكون الخطبة تدور في عمق أكثر اتساعا للرؤية وأكثر تفسيراً للظواهر الكونية التي حملها القران الكريم والسنة النبوية, فالعادة أن يكون الإمام والخطيب أكثر معرفة ودراية وعلم من المأمومين لأنه يعتبر هو الكاشف للطريق ولكن أن يكون المأمومين أعلى معرفة من الإمام والخطيب فهنا تصبح إشكالية يجب أن تتلافاها وزارة الشؤون الإسلامية بحيث أن لا تعطي الإمامة والخطابة إلا من هم على درجة معرفية عالية ". وقال خال: إذا كان الخطيب اقل من ذلك فسوف ينساق خلف ما يثار في الصحف, ويأخذ موقف عدائي ضد الساحة الثقافية, كونه لا يميز ما بين المناقشات والمحاضرات, وما بين خلق صف واحد وتتحرك فيه العاطفة وليس العقل, فعندما تتحرك العاطفة لابد أن تنتمي إلى الشائع من المقولات, فمن يلاحظ ما يحدث اليوم في مساجدنا هو فرقة للمجتمع, وليس لم ما يحدث من فروقات بين أطياف المجتمع المختلفة فالخطبة عادة تدعو إلى لم شمل المسلمين وتجميعهم في نفق واحد. وطالب عبده خال بتغيير المؤذنين ذوي الأصوات النشاز, واستدل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أمر بلال بن رباح برفع الأذان ,ولم يأمر عمر بن الخطاب رغم انه اقرب منزله عند الرسول صلى الله عليه وسلم , فهنا يأتي اختيار الصوت. وأكد خال انه ليس لديه أي موقف عدائي من وزارة الشؤون الإسلامية, ولا من خطباء المساجد, بينما هو موقف انتقادي فنحن نسعى إلى توسيع المعرفة . وكان عبده خال كتب في مقاله في صحيفة "عكاظ" أمس الخميس -أن إمام كل مسجد هو مفتي الحي والموجه والمرشد لهم بغض النظر أكان عالما أو غير ذلك, مما أسهم في اختلاط الحابل بالنابل. وأضاف أن قرار وزارة الشؤون الإسلامية بمنع أئمة المساجد من الفتوى لن ينفع تماما, لان الكل يفتي من اصغر طالب في المدارس الابتدائية مرورا بشيوخ القنوات الفضائية ,حتى تحولت الفتوى إلى حق مشاع الكل يدعي ملكيته. واستطرد خال قائلا: هنا تأتي خطورة ما يقال في المساجد من خطباءها فمع كل اختلاف فكري بين تيارات المجتمع المتعددة نجد صداه يردد من خلال حناجر الأئمة والخطباء ليس لعرض ما يقال أو التقريب بين الأطياف المختلفة وإنما شحن المجتمع بعداء غير طبيعي ضد الكتاب والمثقفين وتصنيفهم من أعداء الإسلام والعاملين على محاربة الله ورسوله .