مهمة الأدلاء بالمدينةالمنورة شبيهة بمهمة المطوفين بمكةالمكرمة. فكما تتولى مؤسسات الطوافة استقبال الحجاج والذهاب وإياهم للمسجد الحرام للطواف والصلاة ومن ثم الاهتمام بنقلهم إلى المشاعر المقدسة وكذا تقديم الخدمة التي يحتاجونها. الأدلاء في المدينةالمنورة كذلك، يستقبلون الحجاج ويتولون توجيههم للصلاة بالمسجد النبوي الشريف ومن ثم الصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عنهم. ومن بعد ذلك يأخذونهم إلى البقيع للسلام على سيدنا عثمان وآل البيت والشهداء وكافة المؤمنين، ثم يتجهون بالزوار إلى مسجد قباء الذي هو أول مسجد أسس على التقوى، ثم التوجه بهم إلى مثوى أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب وشهداء أحد للسلام عليهم، ثم التحول بهم إلى مسجد القبلتين ومسجد الغمامة وما هناك من مواقع أثرية. الدكتور يوسف بن أحمد حوالة صدر له مؤخراً مؤلف بعنوان: الأدلاء بالمدينةالمنورة شرف المهنة وعراقة الخدمة وفي تقديم الكتاب تحدث سعادة الشيخ أسعد بن حمزة شيرة رئيس الهيئة الابتدائية للأدلاء بالمدينةالمنورة وجاء فيما قال: «من النعم التي أنعم الله بها على أبناء المدينةالمنورة التشرف بخدمة ضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي الشريف وما أجلها من خدمة وما أعظمها من تشريف، ولقد قيض الله عز وجل لشريحة واسعة من أبناء البلدة الطاهرة، وهم الأدلاء، خدمة حجاج بيت الله الحرام زوار المسجد النبوي الشريف القاصدين إليه من كافة أنحاء المعمورة. ومن المعلوم أن الأدلاء يشكلون فئة كبيرة في مجتمع المدينةالمنورة وتكاد تشمل هذه الفئة غالبية الأسر بالمدينةالمنورة، تشرف هؤلاء من موقعهم وبما كلفوا به بخدمة زوار المسجد النبوي الشريف متوارثين هذه الخدمة كابراً عن كابر، مستشعرين ثقل المسؤولية من جهة وثقل حسن الظن بهم من جهة أخرى». كما قال المؤلف في المقدمة: «تنتصب في المدينةالمنورة مؤسسة أهلية خدمية تتشرف بخدمة حجاج بيت الله الحرام زوار المسجد النبوي الشريف منهم، هي المؤسسة الأهلية للأدلاء لخدمة ضيوف الرحمن، وتستمد هذه المؤسسة من شرف المكان ونبل المهمة مسؤولياتها، إذ هي المعنية من موقعها وبما أنيط بها نظاما بخدمة الحجاج زوار المسجد النبوي الشريف مذ تطأ أقدامهم المدينةالمنورة حتى مغادرتهم لها إلى مكةالمكرمة قبل الحج وإلى بلدانهم بعد الحج». تحية للدكتور يوسف حوالة على ما قدم، والشكر له على إهدائه لي الكتاب. السطر الأخير: «المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»