قبلة على جبين أرض السعودية    83 ترخيصا صناعيا جديدا    تداول يعاود الهبوط ويخسر 70 نقطة    76% من اكتتابات الخليج بالسوق السعودي    اتفاق أميركي أوروبي: رسوم 15 % على سلع التكتل    الطبيب والمهندس عقول تتكامل    ذكاء اصطناعي خارق    ألتمان يعترف: الذكاء الاصطناعي يخيفني    X تحدد الأفضل بملاحظات المجتمع    سورية: انتخابات برلمانية في سبتمبر    العراق: قتلى في اشتباكات بين الشرطة و«الحشد»    هجوم يوقع 43 قتيلاً في الكونغو    «رؤية 2030» تتراءى في «هلال 2025»    انطلاق العد التنازلي لدورة ألعاب التضامن الإسلامي    تقدم الدول وتخلفها    الدوران.. جوهر الظواهر وأسرار الحياة    الانحراف عن المسارات مخالفة مرورية    وداع وطني لزياد الرحباني    فهم جديد للمعنى كيف تشكل الأزمات طريقة عيشنا    «المصمك».. ذاكرة الوطن بلغة المتاحف الحديثة    مجلة الفيصل.. نصف قرن من العطاء    جهود متواصلة لحماية المواقع التراثية    ثقافة القطيع    أمراض تشير إليها الأقدام الباردة    إنزيم جديد يفتح باب علاجات    التلوث الهوائي يزيد الإصابة بالخرف    رئيس الوزراء الفلسطيني يثمن دور المملكة وفرنسا في دعم القضية الفلسطينية    مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة يشارك في الاجتماع الوزاري التنسيقي الخليجي    أخضر السلة يخسر أمام العراق في البطولة الودية الدولية    شوريًّة تحذر من الممارسات المسيئة من بعض المعتمرين والزوار وتقترح الحلول    المسعودي مديرا تنفيذيا للاتصال بكدانة    أمطار الباحة تجذب المصطافين    وزير الخارجية: لا مصداقية لوجود محادثات بشأن التطبيع مع إسرائيل في ظل المعاناة بغزة    السعودية وفرنسا توقعان الوثيقة التنفيذية للتعاون الأمني    "الغامدي": متحدثًا رسميًا لوزارة "الشؤون الإسلامية"    الهشاشة النفسية    أعضاء المجلس المحلي ومشايخ ووجهاء صبيا يهنئون المهندس نمازي بتكليفه رئيسًا للبلدية    أكثر من 1000 جولة رقابية وفنية على الجوامع والمساجد نفذتها إدارة مساجد العيدابي خلال شهر محرم    نائب أمير جازان يستقبل مدير مركز الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بالمنطقة    موعد اعلان النصر عن ضم جواو فيليكس وحقيقة التعاقد مع أنتوني    أمير القصيم يرعى تدشين فعاليات اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي    فندق فوكو يعلن عن ترقية طلال القحطاني كمدير للمبيعات    فريق طبي سعودي يستعد لاستقبال توأم ملتصق من جامايكا    في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.. فريق AG.AL يحصد بطولة Honor of Kings    تكفي لثلاثة أشهر.. برنامج الأغذية العالمي: مساعدات غذائية في الطريق إلى غزة    أكد أن مؤتمر «حل الدولتين» يدعم حقوق الفلسطينيين.. وزير الخارجية: السعودية تعمل على إرساء السلام العادل بالشرق الأوسط    محمية الأمير محمد بن سلمان تحتفي بولادة أول"وعلين نوبيين"    "تاسي" يغلق مرتفعاً    عقدت اجتماعها الدوري برئاسة المفتي.. هيئة كبار العلماء تستدعي خبراء لتقديم رؤى متخصصة    32 مليون رحلة عبر تطبيقات نقل الركاب خلال 3 أشهر    إحباط تهريب 75,000 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    تعاون بحثي بين "الثقافة" ومركز الملك فيصل    إحالة 26 مخالفة لحماية الآثار للجهات المختصة    إيقاف مصنع منتجاته تهدد السلامة.. الغذاء والدواء: ضبط 471 منشأة مخالفة وإغلاق 28    نادي الصفا يدشّن فعاليات "صيف صفوى" للفتيان والفتيات    الهلال الأحمر بجازان يُحقق المركز الأول على مستوى فروع المملكة في الاستجابة للحوادث المرورية والبلاغات الطارئة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تحتفي بولادة أول وعلين نوبيين    ولادة "مها عربي" في محمية عروق بني معارض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فول
نشر في عكاظ يوم 07 - 07 - 2016

لو رصدت كمية الفول التي استهلكتها شخصيا خلال الشهر الفضيل ستجد أن الموضوع يحتاج وقفة تأمل. يحتوي صحن الفول الصغير على نحو 40 حبة، ولو كان معدل استهلاكك هو نحو نصف صحن يوميا، على أقل التقديرات، فستجد أن كمية الفول التي استمتعت بها خلال الشهر الماضي هي نحو ست مائة «فولة»... تلة فول صغيرة... وهي نعمة كبيرة وإليكم بعض من روائعها: فوائدها الغذائية متميزة لأنها بمشيئة الله توفر كمية كبيرة من البروتين، والفيتامينات، والمعادن، والألياف تفوق ما توفره معظم الأغذية الأخرى نسبة إلى وزنها. وتتميز أيضا بانخفاض نسبة الدهون والسكريات. وبالرغم من كل هذه الخصائص الغذائية المتميزة فهي منخفضة التكلفة، ولهذا السبب فإحدى المتع التي يوفرها أكل الفول هي متعة إنسانية تتلخص في الشعور بالمشاركة مع فئات المجتمع المختلفة حول العالم. ومن المزايا الكثيرة الأخرى للفول هي الطرق المختلفة التي يمكن أن يقدم بها...الخلطات عديدة ومختلفة: سعودية، ومصرية، وفلسطينية، ولبنانية، وسورية... بالكمون، أو الليمون، أو زيت الزيتون، أو السمن، و«الدقة»، وغيرها. ولجمال الفول بعض الأبعاد التي لا نعطيها حقها من التفكير ومنها التصميم الجميل للحبة... اللون البني الغني والتكحيلة السوداء القوية المميزة كلها توفر لحبة الفول شخصيته البصرية الفريدة. أضف لذلك أن الفول يعتبر من «قبضايات» الغذاء. والمقصود هو أنه لا يحتاج لمتطلبات تخزين وتحضير مكلفة، فهو كالصديق الوفي الخدوم الذي لا يكلفك، بل ويخدمك في كل وقت. قارنه بمصادر البروتين الأخرى مثل جميع أنواع اللحوم علما بأنها تتطلب كميات أكبر من الأعلاف، والماء، والأراضي وجهودا أكبر في العناية والتخزين والنقل. وللعلم فبعض منها يعتبر مكلفا جدا بيئيا نظرا لكمية المياه التي يحتاجها خلال النمو والتسمين.
وهناك مفاجآت لمن يتهم الفول بالتأثير على القدرات العقلية والنشاط العام. وقد تم اتهام الفول عبر التاريخ بأنه من أسباب التخلف الفكري. وربما كانت أشهر حالة لهذا الاتهام خلال ذروة الحضارة الإغريقية. وتحديدا فمنذ نحو ألفين وخمس مائة سنة كانت المدرسة الفكرية الرائدة عالميا هي مدرسة عالم الرياضيات الشهير «فيثاغورس»، صاحب أشهر مثلث في التاريخ. وكان هذا العالم يعتنق مجموعة أفكار رئيسة ومنها البعد عن أكل اللحوم. ولكنه كان يحرم على جميع تلاميذه أكل الفول بسبب اعتقاده أن هذا الغذاء يعيق الفكر التحليلي المتألق. وبذا وضع أول عائق نفسي ضد الفول لجميع علماء الرياضيات... وقد توفي هذا العالم الفذ في وسط حقل فول... الشاهد أنه مع مرور الزمن تم اكتشاف ما يناقض هذا الفكر وتحديدا أن الفول يحتوى على مادة «إل دوبا» LDopa وهي من المواد المنشطة للذهن لدرجة أنها استخدمت في فترة سابقة كأحد مكونات علاج مرض «الألزهايمر» الذي يؤثر على القدرات الذهنية لكبار السن. وطبعا لا يترتب على هذا أن الفول المدمس علاج للأمراض المؤثرة على القدرات الذهنية، ولكنه بعيد كل البعد عن التأثير السلبي على الدماغ كما يدعي البعض. وهناك من يتهم الفول بإحداث مشاكل حساسية كبيرة، وهذا صحيح لمجموعة من البشر من الأصول الشرق الأوسطية والأفريقية. وتحديدا فهناك نحو 20 % من سكان أفريقيا ونحو 5 % من سكان الشرق الأوسط ليست لدى خلاياهم القدرة على إنتاج أنزيمات لهضم بعض مكونات الفول. ويؤثر ذلك على تضخم كريات الدم الحمراء لمرحلة قد تتسبب في فقر الدم، أو حتى في الوفاة لا سمح الله.
أمنية
جميل أن نعود إلى البساطة في الغذاء والتي كانت من سمات تاريخنا وتراثنا. ومن الروائع في الوجبات التي شكلت ذلك التاريخ الغذائي نجد وجبة الفول الرائعة. أتمنى أن نتذكر هذه الجذور التاريخية التراثية بأبعادها المختلفة، ومنها الأبعاد الغذائية وهي النعم العظيمة التي أكرمنا بها الخالق الكريم.
وهو من وراء القصد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.