عيدنا أنت يا وطن

كنت في يوم من الأيام أجيد قراءة الحزن وكتابة الفرح، ومع تقادم السنين وجدت عباراتي ترتدي الحزن في يوم الفرح..!!
فمن أين أبدأ يا صباح العيد مخاطبتك، من هناك من إرث المتنبي، أم من حيث منظر فيه الابن يقتل والدته وينحر والده، أم من قرية ذهب بعض أبنائها ضحايا إهمال وزارة النقل..!!
كل عام يا وطن وأنت بخير، فهل تمنحني في هذا الصباح فرصة تقبيل ترابك الطاهر، وهل يا وطن تسمح لي أن أرتدي في صباح العيد بزتك الخضراء وأردد مزهوا بك منتصب القامة أمشي..!!
أنتم أيها المارقون، لستم منا ولا نحن منكم، فمن أي جحر أتيتم لنا؟
أنتم أيها الخونة، بل يا تجار الموت وأعداء الحياة، بأي ثمن أجرتم عقولكم؟
تفخيخ العقول أكثر خطرا يا وطن من أحزمتهم الناسفة، فهل من حملة ضد منهج وفكر بعض الوعاظ الجدد..!!
أجزم أن من فجروا أنفسهم في جدة والقطيف والمدينة لا يحملون أي ذرة من الإنسانية، كما هم مجندوهم الذين يعملون على ضرب الأمة في معتقدها الديني قبل ضرب استقرار الأوطان..!!
داعش نبتة شيطانية ترعاها إيران التي هي اليوم بملاليها مصدرة للموت على امتداد الكرة الأرضية ويستثنى أذنابها..!!
هل يعقل أن يكون هناك إنسان عاقل وبكامل قواه العقلية يفجر نفسه في دور عبادة أو حتى في أماكن عامة..!!
هل من المعقول أن نصدق أن هؤلاء يحملون رسالة غير رسالة التخريب والتدمير والقتل..!!
مع ارتفاع صوت الحق من مسجد الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم، علا صوت الموت من منتحر مغرر به وراح ضحية هذا العمل الإجرامي رجال أمن نحسبهم عند الله شهداء..!!
كل عام وأنت بخير يا وطن المقدسات، وكل عام وأنت شوكة في نحر أعداء الحياة..!!