عندما يجتمع حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة على صعيد واحد وفي وقت واحد بنية واحدة لأداء مناسك الحج، فهم يبتغون بذلك رحمته ورضوانه ويتفرغون للعبادة. ودائما ما تؤكد المملكة منعها تسييس مناسك الحج من أي انتهاكات تؤدي إلى أمور أخرى لا علاقة لها بالفريضة، إذ دأبت على الاجتماع مع بعثات الحج قبل بداية الموسم، والتوقيع مع الدول على محاضر من أهم بنودها التزام جميع مكاتب خدمات الحجاج للبعثات وجميع القادمين للحج بالأنظمة المعمول بها في موسم الحج. ويأتي توجيه سمو ولي العهد لدى تفقده قوات أمن الحج أمس الأول تأكيدا لثوابت المملكة بأنها تمنع منعا باتا استغلال هذا الموسم العظيم لأغراض سياسية أو دعائية لأي جهة كانت وسوف تضبط أجهزة الأمن من يقوم بذلك بتطبيق أحكام الله عليه كائنا من كان، وتدعو الحجاج إلى أن ينصرفوا لأداء مناسكهم وفق ما أوجبه الله عليهم من خشوع وسكينة وإخلاص ليتحقق لهم ما وعدهم الله به من الأجر والمثوبة، وليستفيدوا مما هيأته لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات وتسهيلات تعينهم بإذن الله على أداء مناسكهم بكل سكينة واطمئنان وهو ما نتمناه منهم ونعمل عليه من أجلهم. ولا شك أن المشاعر المقدسة ليست مكانا للمداولات السياسية أو رفع الشعارات الدعائية أو الترويج لمبادئ أو مذاهب وإخراج الشعيرة المباركة عن مسارها الذي فرضه الله على المسلمين، وهذا يتطلب من علماء الأمة في كل أقطار العالم الإسلامي إيضاح مقاصد الحج وأهدافه والتحذير من استخدامه في الشؤون السياسية كونها لا تمت إلى هذه الشعيرة بصلة وتوعيتهم وتنبيههم بأن ذلك يعرضهم للمخاطر والعقوبات المبلغة سلفا لبلدانهم.