قال خبراء اقتصاديون إن اكتشاف 8 حقول للزيت والغاز تتكون من خمسة حقول للغاز، هي: حقل أبو علي، حقل فرس، حقل أمجد، حقل البديع، حقل فارس، وحقلين اثنين للنفط، هما: حقل السعداوي، وحقل الناقة، وحقل واحد للنفط والغاز، هو حقل القدقاد. ووفقا للتقرير السنوي الصادر عن شركة أرامكو خلال عام 2014 تمثل الاكتشافات تنويعا لمصادر الدخل للاقتصاد الوطني، خصوصا أن المملكة لا تزال تعتمد على النفط كسلعة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني، نظرا لكونها من أكبر الدول المنتجة وتمتلك احتياطيات هائلة من النفط. وذكروا أن التوقعات الرسمية تشير إلى أن العوائد الاقتصادية ستزداد بشكل كبير مع اكتشاف الغاز غير المصاحب في منطقة الربع الخالي، حيث لن تقتصر الفائدة من مثل هذه الاكتشافات على إمداد صناعات المملكة المتنوعة بالوقود واللقيم فحسب، بل سيؤدي إلى ضرورة حفر آبار ومد خطوط أنابيب وإنشاء معامل معالجة وبنية تحتية للتصدير وإقامة صناعات القيمة المضافة من قبل المستفيدين من توفر الغاز، ما يعني وجود التأثير المضاعف الذي سيسهم في توسيع اقتصاد المملكة. وقال الدكتور علي العلق أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إن الغاز يدخل في استخدامات كثيرة أساسية مثل إنتاج الطاقة الكهربائية واستخدامها كوقود في السيارات، فضلا عن استخدامها في الصناعة البتروكيماوية، مضيفا أن الغاز يعمل كنوع من التنويع لمداخيل الدول، بينما يشكل عنصرا أساسيا في الدخل في دول مثل قطر، بالنظر إلى انخفاض احتياطي النفط لديها، كما أن هناك توجها لدى بعض الدول لإحلال الغاز المسال مكان البنزين، نظرا لانخفاض تكلفته نسبيا بالمقارنة مع مشتقات البترول. وقال إن قدرة المملكة على تغذية الأسواق العالمية بالغاز يعتمد على خطتها المستقبلية، وكذلك يعتمد على مدى التقدم الصناعي الذي تشهده المملكة خلال السنوات المقبلة، فإذا شهدت قفزة صناعية كبيرة فإن استخدام الغاز والنفط سيزداد بالنسبة للإنتاج، وبالتالي هل ستمر المملكة بطفرة صناعية أو تعمد لإنشاء خطوط أنابيب لتصدير الغاز للدول الأخرى. وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور تيسير الخنيزي أن الغاز من مصادر الطاقة المهمة في الوقت الراهن، حيث يدخل في كثير من المجالات، جراء التقدم التكنولوجي والتغييرات السريعة في الاكتشافات وبالتالي فقد أضحى طاقة أساسية ومكملة للنفط، فالدول الأوروبية أصبحت تعتمد على الغاز بشكل كبير، مشيرا إلى أن الطلب على الغاز سيشهد خلال السنوات المقبلة ارتفاعا كبيرا. وحول قدرة المملكة على تصدير الغاز، أكد أن عملية التصدير تبقى مهمة بالنسبة للكثير من الدول، بيد أن المشكلة تكمن في نسبة الاستهلاك المحلي والصناعي من إجمالي الإنتاج، ففي الوقت الراهن فإن الغاز يستخدم بشكل واسع في الدول الأوروبية، بينما تقتصر عملية الاستخدام في المملكة على الصناعات البتروكيماوية، حيث تستخدم سابك الغاز المصاحب والمسال.