توافدت بنات وأخوات وحفيدات الملك فهد بن عبدالعزيز على معرض (الفهد روح القيادة) يوم أمس وهو اليوم الذي خصص لهم من أيام المعرض، حيث التقت (عكاظ) بعدد من أخواته وبناته وحفيداته وفي مقدمتهم أخته صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت عبدالعزيز التي اختلطت الكلمات بالدموع عندما تحدثت عن الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، حيث قالت وهي تغالب دموعها: «لو تكلمنا عن الملك فهد من اليوم إلى آخر الدنيا ما أوفيناه حقه وما عددنا أفعاله كلها التي قام بها وما أقول غير الله يرحمه ويرحم الملك عبدالله والملك فيصل والملك عبدالعزيز والملك سعود والملك خالد وسلطان ونايف، وأسأل الله أن يأخذ بيد الملك سلمان ويأمنا بوطننا فنحن نعيش بنعمة وعز نسأل الله أن يديمهما». أما حرم الملك فهد الأميرة الجوهرة لبراهيم فقالت: إن الندوات والمعرض ليست للتذكير بالملك الراحل فذاكرة الوطن والأمة الإسلامية مكتنزة بالأفعال والأقوال التي خلدته رحمه الله وإنما لنعرض لهذا الجيل الوفي صفحات من إرث الملك فهد باعتباره واحدا من قادة العالم العظماء الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ البشرية. وأضافت: لقد ارتبط اسم الملك فهد ببناء الإنسان وترسيخ العمل المؤسسي وإكمال مسيرة التنمية التي بدأها الملوك الذين سبقوه، فهو أساس البناء التنموي غير أن الأمن والاستقرار هما البيئة الحاضنة للازدهار وبدونهما تفشل مشاريع الدول بالنهوض بمجتمعاتها وقد كلف رحمه الله بوزارة الداخلية فوطد أركان الأمن وعمل على تطوير أدواته واعتبر التدريب والتعليم هما السلاح الأول لرجال الأمن، وقد التقى الماضي بالحاضر في لحظة مفصلية من تاريخ بلادنا، حيث جرد الملك سلمان بن عبدالعزيز سيف الحسم من غمده وأطلق بتوفيق الله عاصفة الحزم استجابة للملهوف ودعما لشرعية اليمن وتطهيره من المرتزقة الحوثيين لتعود الى أهلها عزيزة كريمة وهو الموقف الشجاع نفسه الذي اتخذه الراحل الملك فهد عندما قرر ان ينتزع الكويت من قبضة الغزاة عام 1990 ويعيدها الى حكامها وشعبها إنها محطات في التاريخ تجمع سمات أساسية ومبدئية تحلى بها قادة هذه البلاد منذ الملك عبدالعزيز وحتى الملك عبدالله رحمهم الله جميعا ويواصل الملك سلمان مسيرة العز والكرامة. فيما تحدثت حفيدته الأميرة هيفاء بنت فيصل بن فهد فقالت: الملك فهد يصعب الحديث عنه فهو قائد شجاع صاحب قرار لكنه إنسان من الدرجة الأولى تتجلى فيه كل معاني الإنسانية والأبوة اهتم كثيرا بتنشئة أبنائه وكان حريصا على تعليمهم، حيث لا يقبل أي تهاون في ذلك، كما أنه لا يقبل بأي امتيازات تعطى لأي من أبنائه في هذا الموضوع. وأضافت: وكوني أول حفيدة أخذت الكثير من الدلال ورغم ذلك ما كان يقبل أن يكون هناك أي شيء خارجا عما يتمناه لأبنائه وبناته، ومن المواقف أيضا أنه في ذات يوم وبينما أنا وأبنائي في زيارة له، يرحمه الله، وكان ابني عبدالله متحفظا على مسألة تجميلية استخدمتها وقلت للملك فهد، عبدالله زعلان مني لأنه يقول إنه لا يجوز هذا الأمر. فقال له الملك فهد «إن الله جميل يحب الجمال والمرأة لا بد أن تتجمل إلى آخر يوم في حياتها». من جهتها قالت شاهيناز بنت فيصل بن فهد: الملك فهد كان أبا للجميع حميم في علاقته مع الأبناء والأحفاد ومن المواقف التي أذكرها أننا كنا في اجتماع عائلي، حيث من المقرر أن ندخل لنسلم عليه فعمت الفوضى وتعالت الأصوات، فما كان منه يرحمه الله إلا أن قام بنفسه ورتبنا ونظم جلستنا، حيث بنظرة واحدة فقط تفهمين ماذا يريد. وتحدثت حفيدته الجوهرة بنت فيصل (حرم سلطان بن فهد بن عبدالعزيز) فقالت: المعرض أثار أشياء كثيرة داخلي، أذكر ابنتي نوف وسارة كانتا صغيرتين وكنت ألبستهما لباسا لنذهب لمكة نعتمر.. فسأل نوف عن سبب ارتدائها اللباس فأجابته بأنها ذاهبة للعمرة. وسألته هل أنت ملك.. فقال أنا خادم.. فقالت: يقولون عنك أنك ملك؟ فرد عليها: أنا خادم الحرم الذي ستذهبين إليه. وقال لها سوف أعلمك بشيء نحن عشنا في فقر وكنا ننام أنا وأمي وإخوتي السبعة في صالون واحد ونتغطى بالملابس المبللة حتى يأتي البراد وكانت بيوتنا من طين.. أنتم الآن في نعيم. وأضاف: أنتم خدام هذا البلد وسفراء لأهلكم في أي مكان. أما الأميرة لطيفة بنت سعود ابنة أخيه فقالت شهادتي فيه مجروحة مهما حكيت عنه فقد كان أبا لنا عندما كان أبي في اليونان، كان أبا حنونا يسأل عنا ويهتم لأمرنا وكان رحمه الله حريصا على أن نكمل تعليمنا مما جعلنا جميعا لا نقل في تعليمنا عن الجامعة وكان دائما يتمنى أن تكون المرأة السعودية أكثر طموحا وحرصا على التعليم. وتقول حفيدته الأميرة مشاعل بنت محمد بن فهد: كان أبي حريصا على زيارة أبوي فهد كل أسبوع كوننا نسكن في الشرقية، فكنا نشعر بالجو العائلي معه، حيث لم تكن الجلسة رسمية بسبب حنيته وحبه لأبنائه وأحفاده وكان يتدخل بسلطة الجد لحمايتنا من والدينا في حال غضبوا منا وكان يحب البنات خاصة فلهم مكانتهم الخاصة عنده ولا أنسى الدرج الذي في مكتبه وكان يملأه بالهدايا والحلويات التي يوزعها علينا في كل زيارة نزوره فيها، إلا أنه كان شديدا في تربيته لأبنائه وتوقعاته عالية جدا من الأولاد بالذات، لكنه حنون جدا مع البنات، كان هناك اختلاف لكن الحب واحد.