حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من المجاهرة بالمعصية والمفاخرة بها في المجالس، مشيرا إلى أنها سبيل لفساد المجتمع وإشاعة للجريمة ودليل ضعف إيمان وقلة حياء صاحبها. وقال، في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس، إن نشر المعصية يعد مجاهرة بها، فالستر على النفس واجب، وهناك وعيد شديد يترتب على المجاهرة بالمعصية، فإن نشرها قلة حياء وضعف إيمان وعدم خوف من الله عز وجل، مبينا أن المجاهرين جمعوا بين مصيبتين معصية الله والمجاهرة بها، ما يدل على عدم خوف من الله وتعظيم له. وبين سماحته أن من المجاهرة الدعوة إلى المعصية وإشاعة الفاحشة بين الناس، فإنها سبب لنزول عذاب الله تعالى، مستدركا «كلنا خطاء، ولكن الفرق هنا يكمن بين من يقع في المعصية ويستر نفسه بستر الله ويتوب إليه، وآخر يجاهر بها هاتكا ستر الله عليه متبجحا بالمعصية ناشرا لها أمام الملأ ويتحدث بها في مجالسه العامة والخاصة فرحا بها، وهو دليل موت القلب وقلة حياء صاحبها وعدم خوفه من الله تعالى وتعظيمه». وأشار إلى عدد من صور المجاهرة بالمعصية، عادا منها الجلوس في طريق الناس إلى المساجد والناس ذاهبة إليه والإمام يصلي، إضافة إلى ما يفعله بعض الشباب عند الإشارات والطرق العامة برفع صوت الغناء الفاحش وإشاعته بين الناس، فيشغلون الناس عن طاعة الله ويوقعونهم في الحرج ومعصية الله، وكذا الدعوة إلى كل فجور وسوء وربا وفاحشة، فإن إظهار المعصية دليل على قلة الحياء والإيمان. وقال من المصائب كتابة بعض الكتاب مقالات تضاد الدين والعقيدة والقيم والأخلاق والفضيلة وكله من الفساد ونشر المعاصي وأمر خطير، موجها الكتاب بقوله «اكتبوا في الحق وابتعدوا عن مخالفة الشريعة والحق، واحذروا أن تكونوا دعاة ضلال من غير أن يشعر أحدكم سواء بقول أو عمل». وأكد أن الله تعالى شرع الحدود تطهيرا للمجتمع من السوء ووقاية له من الفساد، كما أمر المجتمع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحذر آل الشيخ ملاك المحطات الفضائية التي يملكها مسلمون من أن تكون منابر سوء وفساد، وإلا كانوا دعاة فساد.