من أعجب ما قرأته من مقالات صحفية في الآونة الأخيرة ما نشر من مقالات تلوم وتقرع أمانة محافظة جدة على قيامها بحملتها الصادقة لإغلاق أي مطعم غير ملتزم بالشروط الصحية فيما يقدمه من أطعمة أو يخزنه من مواد غذائية مستخدمة في صنع تلك الأطعمة أو لعدم نظافة الأماكن التي تعد فيها الوجبات وكان من الكتاب من رأى أن أمانة المحافظة تركت الأهم وهو دفن الحفر في الشوارع وتنفيذ شبكة التصريف واهتمت بالأقل أهمية وهو حماية صحتنا وبطوننا من الأطعمة الملوثة أي أن نظافة الشوارع والأراضي أهم لديهم من نظافة ما يدخل في بطونهم وذلك شيء يخصهم ولكن ليس من حقهم تعميمه على جميع سكان وزوار المحافظة الذين يزيد عددهم على ثلاثة ملايين نسمة إضافة لملايين الزوار الذين يقضون إجازاتهم وعطلهم في المحافظة. كما كان من الكتاب من رأى أن حملة الأمانة على المطاعم القذرة سوف تضرب السياحة في المحافظة في مقتل أما الأطعمة الفاسدة الملوثة فإنها تجيب الصافية للسياحة والسايحين! ومن الكتاب من تبرم من حملة الأمانة لكونها وجهت للمطاعم الشهيرة ولم توجه للمطاعم المغمورة أو الصغيرة ، وهذا يعني أنه لا يوجد لديه مانع من استمرار المطاعم الشهيرة لشهرتها في العبث بصحة من يتناول وجباتها لأن شهرتها وفخامتها تشفع لها فلا يجوز للأمانة ولا لغيرها أن تسيء إليها مهما فعلت وخالفت وأساءت للشروط الصحية، أو أن يترك لها الحبل على الغارب حتى تنتهي الأمانة من حملتها على المطاعم الصغيرة وهي بالآلاف ثم تلتفت بعد ذلك إلى المطاعم الكبيرة حتى لو ظلت الأخيرة تقدم للناس وجبات غير نظيفة! وما أعادني إلى ما كتب من مقالات خبر مصور نشرته قبل أيام جريدة البلاد على صفحتها الأولى تحت عنوان أمانة جدة تغلق مطعما شهيرا وفي الخبر أن مواطنا اكتشف وجود ديدان ترعص داخل وجبة اشتراها من ذلك المطعم الذي لم تسمه الجريدة حتى لا تتهم بالتشهير به وإن كانت الصورة التي التقطت لمدخله وقد علقت عليها لوحة كبيرة تحمل عبارة مغلق، قد تدل عليه وليس هذا هو الهدف ولكن قراءتي للخبر جعلتني أتساءل عن رأي إخواني الكتاب الجهابذة الذين لم يرق لهم نشاط أمانة المحافظة في أن تكون وليمة الدود من نصيبهم ما دامت معدة في مطعم من المطاعم الشهيرة الذين تألموا أشد الألم لأن الأمانة أغلقتها مؤقتا حتى تحسن مستوى النظافة والتخزين والإعداد ونوعية المواد المستخدمة في صنع الوجبات فما هو رأيكم في وجبة الدود؟! لقد لام ذلك النفر من الإخوة الكتاب أمانة المحافظة على نشاطها الأخير ضد المطاعم المخالفة بزعم أنها كانت نائمة من قبل فما الذي أيقظها أي أنهم كانوا يريدون منها أن تظل نائمة عملا بقول الشاعر: نامي ولا تستيقظي ما فاز إلا النوم!