يؤكد المصور الفوتوغرافي والباحث الاقتصادي عبدالخالق علي الغامدي أنه لا يفارق معشوقته إلا إذا أراد النوم، إذ لو بقيت الكاميرا بقربه فإنه لن ينام كونها كالقلم للشاعر لا يدري متي و لا أين يأتيه الإلهام، مشيرا إلى أنه يكتب قصائده بالضوء و لايمكنه تحديد وقت تلبس الإلهام، مؤكدا أنه يترك لمشاعره كامل الحرية للتعامل مع موضوع الصورة، فبعد احتضان معشوقته يصبح نبضه نبضها ولا يعرف ما يحصل إلا بعد مراجعتها في وقت لاحق. وذكر أنه كان ذات صلاة يقف في صف في الحرم ورأى ما يجب تصويره فقطعت الصلاة والتقطت الصورة دون أي تردد وأي شعور بفداحة ما صنعت، ويرى أنه لم يصل بعد للعمل الذي يعتد به ولا يتمنى كي لا يقف في طريق عشقي، مراهنا على صورته لبرج إيفل التي أذهلت الفرنسي الذي يسكن بالقرب منه ويعمل في السياحة كونها حالة توثيق لمعلم عالمي ولفتت انتباه متخصص، ويقسم ممارسي التصوير إلى ثلاث فئات؛ ممارسون وهم متقنو تقنيات التصوير وليس لديهم رؤية فنية وهم الغالبية وصورهم جيدة لكن لا جديد فيها، ثم الفنانون وهم قلة وهؤلاء يملكون رؤية فنية وأعمالهم متميزة وقليلة، وأخيرا النوادر وهم المثقفون الذين يمارسون التصوير بوعي ثقافي وفني عال مدركين ما تمثله الصورة للوعي الجمعي والفردي من الناحيتين الفنية والثقافية، وهؤلاء يتكؤن على مخزون ثقافي عال في مختلف العلوم وأعمالهم مبنية على فلسفة خاصة غريبة أحيانا، ومتذوقو أعمالهم قلة من المتلقين. وقال: «بما أن العشاق كثيرا ما يقعون في المتاعب، فلم تفارقني المتاعب بسبب عشقي لدرجة الموت أحيانا. فمرة اقتحمت شقة على أهلها في أحد الأبراج لتصوير المسجد الحرام، ولو لا ستر الله ثم تفهم أهل الشقة لحدث ما لا تحمد عقباه»، مبينا أنهم سمحوا له بالتصوير مشكورين بعد معركة، مؤكدا بأنه ألغى كل عضوياته في الجمعيات الفنية.