(بيروت) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ سيبقى عام 2014 حاضرا بكل مآسيه وأحداثه في الذاكرة السياسية ليس لشعوب الشرق الأوسط وحسب، بل لشعوب العالم. فهو عام القلق والأرق من الموصل مرورا بدمشق ثم ليبيا واليمن وصولا إلى سيدني حيث حطم الإرهاب كل الحدود وبات يهدد الجميع شرقا وغربا. ومع وداع 2014 واستقبال 2015، أحداث ترحل وأحداث تستعد للانطلاق. «عكاظ» حملت القلق والأرق ما بين عام يرحل وعام يأتي لتقرأ ما حدث وما سيحدث. ولعل أبرز حدث في عام 2014 هو طي صفحة الخلاف بين قطر ومصر من خلال مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله التي أدت لتعزيز العمل الخليجي والعربي المشترك ولم الشمل. الباحث في الشؤون الشرق أوسطية ومدير مركز المشرق للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي نادر، اعتبر أن عام 2014 مر محملا بالعديد من الأخطاء التي ارتكبت سواء في سوريا أو اليمن خاصة في العراق بسبب السياسيات الإقصائية والمذهبية، التي أفرزت الخلايا الإرهابية في سوريا، موضحا أن القوى الكبرى بدأت تتنبه لخطورة الإرهاب المتنامي مع ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي وتم تأسيس التحالف الدولي الذي أسهم في تقليص خطورة هذا التنظيم. وقال: إن نهاية عام 2014 شهد نقلة نوعية من خلال مبادرة الملك عبدالله لطي الخلاف بين قطر ومصر وهو الأمر الذي جعل المراقبين يتفاءلون أن يكون عام 2015 هو عام المصالحات العربية. وعن قراءته للعام 2015، قال الدكتور نادر: إن التردد الأمريكي سيستمر في التعامل مع الأزمات العالقة بتوسع حتى منتصف العام 2015، إلا أنه قال إن التحالف الدولي على الإرهاب سيستمر باعتبار أن الإرهاب خطر داهم على المنطقة والعالم. من جهته، خبير الشؤون الدولية المحلل الاستراتيجي جورج علم قال ل«عكاظ»: إن العام 2014 كان متخبطا إن صح التعبير، لذلك وجبت الإضاءة بإيجاز على إيجابيات كما سلبيات العام المنصرم، وأبرز هذه السلبيات هو التراجع الكبير الذي يؤخذ على جامعة الدول العربية التي أصبحت اجتماعاتها شكلية، أما إيجابيات العام 2014 فهي تترجم عبر الانفراجات المبدئية التي ترجمت في كل من تونس ومصر التي انتجت كل منها دستورا جديدا للبلاد بمباركة عربية ودولية، بالإضافة إلى المصالحة بين قطر مصر والتي تعتبر الحدث الأبرز في عام 2014 بمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي أدت إلى لم الشمل العربي وتعزيز العلاقات العربية العربية والخليجية الخليجية، وهذا يعود لمبادرات الملك عبدالله السلمية خاصة أن اللحمة الخليجية والعربية أصبحت حاجة ماسة في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يشهد عام 2015 مزيدا من المصالحات العربية. ورأى علم، أن تباشير العام 2015 بدأت توحي أن هناك تغييرات إيجابية قد نشهدها بدليل أن هناك مساعيا جدية لتطويق الكثير من الأزمات سواء في سوريا التي بدأت تشهد أروقتها حراكا دبلوماسيا كبيرا، أو فيما يتعلق بالملف العراقي. خبير الشؤون العربية والكاتب السياسي أحمد الغز، أشار إلى أن ما شهده العام 2014 من تحولات كبيرة في المنطقة والعالم مع سقوط الموصل بيد تنظيم «داعش» وظهور موجة التطرف والإرهاب إلى جانب الأحداث الكبيرة في كل من سوريا وليبيا واليمن، فهذه الظروف مجتمعة وضعت المنطقة والعالم بأسره أمام تحديات المواجهة لأسباب هذا الانهيار الكبير، وفي مقدمة هذا الانهيار تعليق حل القضية الفلسطينية التي عجزت الأممالمتحدة على مدى ما يقارب السبعين عاما من إلزام إسرائيل باحترام الشرعية الدولية. وتابع قائلا: هذه الأزمات يجب أن تجد لها حلولا في أقرب فترة زمنية وذلك عبر قيام الدولة الوطنية المتوازنة بين مكوناتها في كل من سورياوالعراق واليمن وليبيا، ويجب أن يتوقف عام الخسائر الكبرى وأن تبدأ مرحلة جديدة مع انطلاق العام 2015، بحيث لم يعد هناك مجال لسياسة كسب الوقت أو لإدارة الأزمات، فلا بد من إيجاد حلول سريعة لكل تلك الأزمات التي بدأت تصيب الاقتصاد العالمي والمجتمع الدولي، فالمشكلة لم تعد مشكلة الشرق الأوسط منفردا فالعالم بدأ يتحمل تبعات تلك الأزمات.