دعا إمام وخطيب جامع اللحيدان بحي شرق المجمع بحائل الشيخ حسين بن غنام الفريدي مشرف مدارس تحفيظ القرآن الكريم بإدارة التوعية الإسلامية بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة حائل استعمال العقول فيما يوصل إلى مرضاة الله، فالعقل دليل التائهين ومرشد الحائرين وغنى الفقراء وسلوة المحزونين ودليل الناصحين. وبين الفريدي، خلال خطبة الجمعة أمس، أن الله قسم العقول بين عباده كما قسم الأرزاق، فسعيد مغتبط بعقله، وشقي معذب يهديه عقله إلى كل شر، وإن العقل من أعظم النعم على العبد، فإذا تم العقل تم معه كل شيء، وإذا ذهب العقل ذهب معه كل شيء، فهو عنوان الرشاد وعمود السعادة، إنه العقل أيها المؤمنون ذلك المخلوق العجيب وتلك الآية العظيمة التي تدل على عظمة الخالق، ألا ترون ما توصل إليه العقل البشري من إبداع واختراع، ألا ترون هذه المركوبات الهائلة من السيارات والطائرات والبواخر، ألا ترون تلك الأسلحة الفتاكة، ألا ترون تلك التقنية العجيبة من الأجهزة الأوتوماتيكية، لقد أبدعتها عقول البشر وصنعتها أيديهم، وهذا والله من أعظم الأدلة على التوحيد، فإذا كان البشر توصلوا إلى مثل هذه المخترعات، فكيف بمن أبدعهم وخلقهم وأقدرهم، أليس هو المستحق للعبودية وحده دون سواه، بلى والله. وصدق الله: (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير). الدين لا يكمل إلا بالعقل، ولا يزين الحياء إلا بالعقل، فهما تابعان له، وإذا اجتمعت هذه الثلاثة، فهي سر السعادة في الدنيا والآخرة. وإذا حرم العقل من الدين، فهو وبال على صاحبه يهديه إلى مهاوي الردى، وصدق الله العظيم: (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون). وتساءل عن أليس للكفار عقول وقلوب لكنها لا تنفعهم قال تعالى: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا). عباد الله، كل شيء إذا كثر رخص إلا العقل فإنه إذا كثر غلا، ولذا سئل كثير من التابعين عن أفضل ما أعطي العبد، فأجابوا العقل تطلب به الآخرة. وصدق الله العظيم: (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب). وأوضح أن العاقل حافظ لدينه حارس لشرفه مكرم لنفسه وقد جاء في الحكمة حق على العاقل أن يكون له أربع ساعات، ساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يناجي فيها ربه، وساعة يفضي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلى فيها بين نفسه ولذاتها فيما يحل ويجمل، فهذه الساعة عون له لهذه الساعات الثلاث قبلها. وجاء عن بعض التابعين أن «الشيطان لم يكابد شيئا أشد عليه من مؤمن عاقل، وأن مائة جاهل أسهل على الشيطان من مؤمن عاقل». وقال بعض الحكماء: «يعرف العاقل بخصال، منها أنه يحلم عمن ظلمه، ويتواضع لمن هو مثله، ويسابق بالبر من هو فوقه، وإذا رأى باب فرصة انتهزها، يتدبر ثم يتكلم، وإذا عرضت له فتنة اعتصم بالله ثم تنكبها».