سمعنا منذ طفولتنا حتى أصبحت يسيرة اللسان، «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك». لم ندرك المعنى الحقيقي لها.. فقط تلقّيناها. حياة كل شاب وفتاة مليئة بالأحداث والمغامرة، أو ما يسمى بالعامية «أكشن ووناسة»، فالاستمتاع مطلوب لكنه الطاغي على حساب جوانب الحياة المختلفة، التي تكون فيها ركيزة المستقبل. الكثير من هم في فئة الشباب واقعهم السير على نهج كيفما اتفق، بلا تخطيط مسبق ولا ترتيب يذكر، باختصار (فلها وربك يحلها). تمضي السنون ويدرك حينها ذلك الشاب بلوغه من العمر عتيا، بروتين يتكرر دون إنجاز وبصمة، وإن كان الإنجاز فبالكاد يذكر، وإذا ما أجرينا مقارنة مع الشاب الغربي في جانب الاهتمام بالوقت على وجه الخصوص، نجد أنه أشد حرصا على استغلال وقته وتنظيمه بروتين منظم غير عشوائي، رغم وجود تحفظات على بعض الأمور التي يشغلون أوقاتهم بها، لكن الإطار العام هو التنظيم وحسن إدارة الوقت. وإذا أردنا ذكر أهم أسباب هدر الوقت، نجد في مقدمتها ضياع الهدف والانسياق إلى لذة التسويف، يقول الحسن البصري رحمه الله: «ما أطال أحد الأمل إلا أساء العمل»، فمن الأسباب أيضا: ضعف الهمة والعزيمة، وعدم اختيار القدوة والصحبة الطيبة، إضافة إلى عدم تعويد النفس على الانضباط والالتزام، وهذا يظهر جليا في سلوك الشاب؛ مما يؤدي إلى قصور النظر في التخطيط للمهام اليومية المنجزة، فما أشبه الليلة بالبارحة! إن الوعي بأهمية ترتيب الأوليات وتقديم الأهم على المهم، يقودك إلى حسن التدبير في استغلالك للأربع والعشرين ساعة، ومن الطرق لاستغلال الوقت: الرغبة الجادة في التنظيم وعدم التسويف، ومن الجدير بالذكر نجد أن ديننا الحنيف نظم اليوم تنظيما متميزا، حيث شرع الصلوات الخمس في أوقات محدّدة معلومة، تجعل من حياتك أكثر مرونة وتناغما. استثمر أي لحظة من لحظات حياتك بما هو مفيد، كحضور الدورات التدريبية، والندوات؛ لما لها من الأثر الإجابي في توسعة الأفق، وتغيير القناعات لدى الشاب، وولِ اهتمامك في تنمية الفكر بقراءة الكتب خصوصا القيم منها. ولصحتك حق، فاجعل من يومك وقتا لمزوالة الرياضة، والحرص على العادات الصحية، ولا ينبغي عليك الخجل من حمل جدولك اليومي، لتقيد به ما تريد إنجازه خلال اليوم.