أكد خبيران ومحللان لبنانيان ان زيارة الامير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد إلى فرنسا والمشاورات الواسعة والرفيعة التي أجراها مع القيادات الفرنسية رسخت عمق الشراكة السعودية الفرنسية على كافة الصعد وبينت التأثيرات الايجابية لهذه الشراكة ليس على المصالح المشتركة بين البلدين بل على كافة القضايا العربية الملحة من فلسطين الى لبنان وصولا الى سوريا وحققت التفاهم حيال ضرورة ترسيخ قيم التسامح ونبذ الارهاب والعنف. المحلل الاستراتيجي الدكتور ألبير خوري قال ل«عكاظ»: لطالما كانت العلاقات السعودية الفرنسية علاقات مميزة وعميقة فالذي يربط بين المملكة وفرنسا أكثر من مصالح دولتين فهناك قيم اخلاقية وسياسية تشترك فيها الدولتان؛ المملكة كقطب عربي إسلامي وفرنسا كعمق تاريخي أوروبي وبناء على كل ذلك فإن كل ما يعزز العلاقة بين البلدين لا بد ان ينعكس ايجابا على مصالح الدولتين أولا ومن ثمة على مصالح دول المنطقة بخاصة متى استذكرنا الدول الكبير التاريخي والحالي لفرنسا في الشرق الاوسط، مؤكدا ان الزيارة رسخت قيم التسامح وبنذ الارهاب والعنف. وأضاف الدكتور خوري: لبنان الذي يمر بأخطر المراحل من تاريخه السياسي الحديث هو اكبر مثال على الفوائد العامة لترسيخ العلاقة ما بين المملكة وفرنسافلبنان كان حاضرا بهمومه في المباحثات التي اجراها الامير سلمان في باريس وبخاصة لجهة دعم لبنان في حربه على الارهاب وفي معركته للحفاظ على الامن والامان والاستقرار. وختم الدكتور خوري: الشراكة السعودية الفرنسية السياسية والاقتصادية والثقافية قد وجدت فرصة لمزيد من الترسخ والتمتين من خلال هذه الزيارة التاريخية التي شكلت رسالة للقريب والبعيد وللعدو قبل الصديق. فيما المحلل السياسي الدكتور محمد عبدالغني قال: في قراءة متأنية للجداول الاقتصادية بين المملكة وفرنسا لا نتردد في تأكيد عمق العلاقة التي تربط البلدين وفي قراءة اخرى متأنية لتطور الاحداث في الشرق الاوسط لا نتردد ايضا في تأكيد التفاهم والرؤى المشتركة والسعي المشترك بين المملكة وفرنسا في كافة القضايا الساخنة والمقلقة في الشرق الاوسط فنحن في لبنان ندرك انه خلال العدوان الاسرائيلي عام 1996 قد عبر تفاهم نيسان من البوابة الفرنسية السعودية التي ساهمت في اخراج اتفاق وقف القتل الاسرائيلي ومنح لبنان مناعة لسنوات عدة، وفي اتفاق الطائف ايضا الكل يدرك التعاون الفرنسي السعودي الذي أوصل الى هذا الاتفاق. وختم قائلا: زيارة ولي العهد الى فرنسا تفتح صفحة جديدة من الحراك السياسي في الشرق الاوسط والعالم وتشكل محطة مهمة لتأسيس خارطة سياسية جديدة من التحالفات والشراكة ما بين العالم العربي وعلى رأسه المملكة وما بين اوروبا وعلى رأسها فرنسا.