أكثر من ربع قرن من التدريس في الحرم قضاها الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان على كرسي التوجيه والإرشاد في المسجد الحرام منذ عام 1410ه حين شغل منصب القضاء في المحكمة الكبرى بمكةالمكرمة. العجلان في مسيرته العلمية التي بدأت من الكتاتيب في بلدته عيون الجواء بالقصيم ثم بالمدرسة الفيصلية وصولا إلى المعهد العلمي ببريدة ثم كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود وحتى التخرج من المعهد العالي للقضاء، اختار إحالته إلى التقاعد 1420ه للتفرغ للتدريس في المسجد الحرام حيث اعتاد الجلوس على يسار المكبرية الجنوبية محاذيا للركن اليماني. أما مسيرته العملية فقد تقاسمها التدريس والقضاء، ويعتبر أحد القلائل الذين درسوا بالحرمين المكي والمدني في عصرنا الحاضر. ويفتتح العجلان درسه بمقدمته المعهودة «الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. وبعد، اقرأ ..» ليستأنف أحد ابنائه أو أحد طلابه قراءة الكتاب المقرر. ومع مطلع شهر رمضان المبارك استأنف الشيخ تدريسه لكتاب الصيام من كتاب «الإحكام شرح أصول الأحكام» لعبدالرحمن بن محمد بن قاسم. وقال الشيخ في مستهل شرحه مبينا تعريف الصوم لغة وشرعا «هو لغة الإمساك، وشرعا إمساك بنية عن أشياء مخصوصة في زمن معين من شخص مخصوص، وأنه فرض في السنة الثانية من الهجرة وهو أحد أركان الإسلام وفرض من فروض الله المعلومة بالضرورة من دين الإسلام وقد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع». وعقّب الشيخ بذكر الآيات الواردة في الصيام قائلا «الصوم وصلة إلى التقوى. لما فيه من قهر النفس وكسر الشهوات. وذكر أياما معدودات أي مقدرات. ثم بين الشيخ شرح قوله تعالى «شهر رمضان» وسمي الشهر شهرا لشهرته. ورمضان اسم للشهر، سمي به من الرمضاء، قيل كان في شدة الحر حينما كانوا يصومون، ثم مدح تعالى شهر رمضان من بين سائر الشهور، بأن اختاره من بينها لإنزال القرآن العظيم، وكان ذلك في ليلة القدر قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدرِ} أي أنزله جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وأنزل من الله مفرقا بحسب الوقائع، وفي الحديث «إنه الشهر الذي أنزل الله فيه الكتب الإلهية على الأنبياء» وسمي قرآنا لجمعه السور والآي والحروف والقصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والحلال والحرام، {هدى للناس} من الضلالات {وبينات من الهدى} دلالات واضحات (والفرقان) بين الحق والباطل. وعرج الشيخ على شرح الآيات والأحاديث الواردة في الحث على الصيام وترائي الهلال لدخول الشهر وخروجه وأحكام من شك في دخول الصوم ودخول الفطر، ويختم العجلان درسه كالمعتاد بالإجابة عن أسئلة المستفتين.