بوتين يعلن اعتزامه زيارة الصين الشهر المقبل    إطلاق برنامج تدريبي لطلبة تعليم الطائف في الاختبار التحصيلي    جائزة الامير فهد بن سلطان للتفوق العلمي والتميز تواصل استقبال المشاركات    فيصل بن بندر يرأس اجتماع المجلس المحلي بمحافظة الخرج    فيصل بن فرحان يهنئ وزير خارجية اليمن بمناسبة توليه مهمات عمله    أمير الحدود الشمالية: رؤية 2030 حققت لمنطقتنا قفزات نوعية واستثنائية    استثمر في عسير ببلديات القطاع الشرقي    الفيحاء يتفوق على الطائي بهدف مندش    بريطانيا تعلن فرض حزمة عقوبات جديدة على إيران    مريض سرطان يؤجل «الكيماوي» لاستلام درع تخرجه من أمير الشرقية    «الثقافة» تُعيد افتتاح مركز الملك فهد الثقافي بعد اكتمال عمليات الترميم    "سلطان الطبية" تنفذ دورة لتدريب الجراحين الناشئين على أساسيات الجراحة    تشافي: مشروع برشلونة وراء قرار بقائي في منصبي وليس المال    تسيير حافلات لدعم الأخضر أمام أوزبكستان    "ذكاء اصطناعي" يرفع دقة الفيديو 8 أضعاف    «الإسلامية»: ضبط اختلاسات كهرباء ومياه مساجد في جدة.. لتشغيل محلات ومصاعد وبسطات    الذهب ينخفض مع تراجع الطلب واحتمال ارتفاع أسعار الفائدة    نائب وزير الموارد البشرية للعمل يلتقي سفير أثيوبيا لدى المملكة    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يلتقي مديري عموم فروع الرئاسة في مناطق المملكة    أكثر من 80 مليون ريال جوائز كأس العُلا للهجن    مستشفى ظهران الجنوب يُنفّذ فعالية "التوعية بالقولون العصبي"    بعد مقتل اثنين من موظفيها .. بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية    الحوثي يقر باستهداف سفن أمريكية وإسرائيلية.. هيئة بريطانية: انفجار قرب سفينة قبالة عدن    رئيس مجلس الشورى يرأس وفد المملكة المشارك في المؤتمر السادس للبرلمان العربي    مواقع التواصل تحتفي بمغادرة خادم الحرمين الشريفين المستشفى    الأمير محمد بن ناصر يرعى حفل تخريج الدفعة 19 من طلبة جامعة جازان    نائب أمير الشرقية يستقبل نائب رئيس مجلس أمناء جمعية قبس للقرآن والسنة    كاوست ونيوم تكشفان عن أكبر مشروع لإحياء الشعاب المرجانية في العالم    أمير عسير يعزي الشيخ ابن قحيصان في وفاة والدته    استمرار هطول أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة على المملكة    "الجمعة".. ذروة استخدام الإنترنت بالمملكة    "رسائل الأمل" من أطفال السعودية إلى غزة    التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن وكالة الأونروا    الأخضر السعودي 18 عاماً يخسر من مالي    الإبراهيم: تشجيع الابتكار وتطوير رأس المال البشري يسرعان النمو الاقتصادي    أدوات الفكر في القرآن    فهد بن سلطان يتسلّم شهادة اعتماد تبوك مدينة صحيّة    إنشاء مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    بيع "لوحة الآنسة ليسر" للرسام كليمت بمبلغ 32 مليون يورو    لا تستعجلوا على الأول الابتدائي    حجار التعصب تفرح بسقوط الهلال    النفع الصوري    حياكة الذهب    اللي فاهمين الشُّهرة غلط !    مين السبب في الحب ؟!    مقصد للرحالة والمؤرخين على مرِّ العصور.. سدوس.. علامة تاريخية في جزيرة العرب    رسالة فنية    تحت رعاية وزير الداخلية.. "أمن المنشآت" تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    «سدايا» تطور مهارات قيادات 8 جهات حكومية    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    تجهيز السعوديين للجنائز «مجاناً» يعجب معتمري دول العالم    انطلاق "التوجيه المهني" للخريجين والخريجات بالطائف    "أم التنانين" يزور نظامنا الشمسي    بعضها يربك نتائج تحاليل الدم.. مختصون يحذرون من التناول العشوائي للمكملات والفيتامينات    تجاهلت عضة كلب فماتت بعد شهرين    قطاع القحمة الصحي يُنظّم فعالية "الأسبوع العالمي للتحصينات"    جامعة جازان تحتفي بتخريج 9,597 خريجاً وخريجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بنوك الدم .. فحوصات دقيقة لا تقبل الخطأ

مع تزايد أعداد المواطنين وتوافد الكثير من الوافدين سواء لموسم العمرة والحج أو بدواعي العمل، كانت الحاجة ملحة لإنشاء بنوك دم تغطي الحاجة في حالة حدوث أي طارئ في المستشفيات الحكومية والخاصة، وفي المقابل يطالب المواطن باتخاذ البنوك الاحتياطات الضرورية التي تضمن غياب الخطأ في نقل الدم إلى المرضى، خاصة بعد حادثة الطفلة «رهام» التي هزت المجتمع وتحولت إلى قضية رأي عام.
«عكاظ الأسبوعية» تفتح هذا الملف مع القائمين على بنوك الدم في المملكة كيف تعمل والاحتياطات التي تضمن سلامة الأرواح.
«عكاظ الأسبوعية» نفذت جولة ميدانية في بنك الدم الإقليمي بجدة، والتقت المشرف العام على المختبر الإقليمي ومدير إدارة المختبرات وبنوك الدم في صحة جدة استشاري أمراض الدم الدكتور سعيد العمودي، الذي أكد انطلاقة العمل في البنك خلال الأسبوع المنصرم بعد توفير الكوادر الطبية، وتجهيز المبنى بأجهزة خاصة تضاهي أجهزة بنوك الدم العالمية -بحسب قوله-.
من جانبها، قدمت نائب مدير إدارة المختبرات وبنوك الدم بمحافظة جدة وكبيرة الأخصائيين غادة عبدالله العتيبي شرحا كاملا لسير العمل في البنك منذ قدوم المتبرع وتسجيل بيانته حتى وصول الدم إلى المريض.
وأوضح العمودي أن بنك الدم يغطي حاجة مكة المكرمة والمدينة المنورة في موسم الحج والعمرة، ويعتمد على المتبرع وعلى حملات التبرع بالدم الخيرية، بالإضافة إلى بعض المستشفيات الحكومية التي يتم فيها سحب الدم ويرسل مباشرة إلى البنك المركزي فورا، مشيرا إلى إنشاء بنك دم مركزي آخر بالقرب من مستشفى شرق جدة بحي السليمانية وقد اختير الموقع لتوسطه محافظة جدة ويخدم الجهات الأربع على -حد قوله-.
وحول ما أشيع مؤخرا على المستوى الإعلامي حول رصد حالات اتجار بالدم في المستشفيات الخاصة، حيث أكد أن أعضاء الرخص برئاسة الدكتور طارق بنجر ينفذون جولات ميدانية بشكل أسبوعي على المختبرات وبنوك الدم لرصد الملاحظات وإبلاغ المستشفى بتعديلها في فترة لا تتعدى أسبوعين، مع إغلاق المختبر حتى يتم إصلاح الملاحظات السلبية التي رصدت، نافيا في نفس الوقت رصد أي حالات اتجار بالدم حتى الآن.
وفي سياق آخر، ذكر الدكتور سعيد بأنه سيتم العمل في البنك المركزي الموجود في جنوب جدة خلال مدة أقصاها أسبوعان، خاصة أن البنك مجهز بكافة المعدات والأجهزة وينقصه فقط القوى العاملة التي سيتم تأمينهم عبر التعاقد مع موظفين أو تكليف موظفين من مختبرات دم من المستشفيات الحكومية.
بنوك مركزية
وعن الحديث حول إغلاق مختبرات الدم في المستشفيات الحكومية، ذكر الدكتور سعيد بأنه لم يكن إغلاقا بالمعنى الحقيقي، ولكن سيمنع السحب فيها، وسيكون السحب من قبل بنوك الدم المركزية والإقليمي فقط، وستكون المختبرات في المستشفيات عبارة عن مكان حفظ لأكياس الدم بعد أن يتم فحصها في البنك، وتكون مهمة المستشفى إجراء اختبار المطابقة وصرفها للمريض.
وتحدث الدكتور العمودي عن فصائل الدم النادرة بالقول «تغلبنا خلال التوعية والحملات في اليوم العالمي للدم وغيرها من الفعاليات وفي هذه الأثناء يتم تسجيل بيانات أصحاب الفصائل النادرة، ولدينا مخزن معين في البنوك للفصائل النادرة، وفي حين نقص هذه الفصائل نقوم بالاتصال بهم للتبرع وذلك من خلال قاعدة البيانات للمتبرع صاحب الفصيلة النادرة الموجودة لدينا.
وفيما يتعلق بإلزامية التبرع بالدم من ذوي المرضى، أفاد الدكتور العمودي بأنه ليس هناك إلزام، ولكن يتم إبلاغ أهالي المرضى بالتبرع في حال أن العملية تحتمل التأجيل، ولكن إذا كانت العملية آنية ولا تحتمل الحالة يتم إسعافهم بأكياس دم من البنك.
كادر بشري
وحول أهم المشكلات والصعوبات التي تواجه بنوك الدم قال «الكادر البشري المدرب والربط الإلكتروني بين جميع بنوك الدم في المملكة يمثل مشكلة كبيرة، واستطعنا في البنك الموجود حاليا في جدة توفير أجهزة حديثة تكمن أهميتها أولا في تقليل نسبة حدوث الخطأ، وتقوم بعمل الفحص واستخراج الفصيلة وإجراء اختبار المطابقة أوتوماتيكيا».
وزاد «تكمن المعاناة في قلة أكياس الدم وكذلك الربط الإلكتروني بين بنوك الدم الذي لو تم تفعيله سيحدث نقلة نوعية في هذه البنوك».
وعن مجابهة نقص الدم في البنوك والمختبرات الموجودة في جدة، أوضح بأن البنك لديه رقم معين في حال وصل نقص أكياس الدم يتم التحرك عن طريق الاتصال بالمتبرعين وعمل حملات للتبرع تستهدف الدوائر الحكومية والقطاع الخاص بالإضافة إلى المولات التي يكون بها تجمع كثير من الأشخاص.
أجهزة حديثة
وذكرت الأخصائية غادة العتيبي، بأن البنك فصل غرف التبرع بالدم عن غرفة التبرع بالصفائح، خاصة أن التبرع بالصفائح أو البلازما يستغرق ما بين 40 إلى 45 دقيقة، بينما التبرع بالدم بالكامل لا يستغرق سوى 15 دقيقة تقريبا، مشيرة إلى دمج بنك الدم الواقع في جنوب جدة مع أجهزة الفحص حتى تتم الاستفادة من عامل الوقت، خاصة أن الأجهزة الحديثة بإمكانها فحص عينات الدم وإظهار النتائج في نفس اليوم، وفي حال ظهور بعض التلوث في بعض العينات يتم عمل فحص تأكيدي وتظهر النتائج النهائية بعد ثلاثة أيام، وهنا ذكرت كبيرة الأخصائيين بأن حفظ الدم يتم ضمن المعايير العالمية فبعد التبرع يتم وضع الأكياس في ثلاجات منفصلة عن الثلاجات التي تحفظ الأكياس المفحوصة والسليمة بحيث يتم سحب عينات من الأكياس التي لم تفحص وبعد أن تنهي عملية الفحص والتأكد من سلامة الدم يتم الرجوع إلى الكيس الذي أخذ منه العينة ونقله إلى ثلاجة الدم المفحوص، وقالت «بهذه الطريقة نتلافى ما وقع فيه مستشفى في قضية الطفلة رهام».
مبادرات تطوعية
وأوضح مدير المختبر وبنك الدم بمستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة وعضو لجنة أصدقاء الدم بالمنطقة حمود البطي، أن إقبال وتفاعل المواطنين والمقيمين أكثر من جيد، وقال «نسعى لغرس وتشجيع المبادرات التطوعية، وفروع بنك الدم بمنطقة القصيم تعمل بفعالية وهناك تعاون كبير فيما بينها»، مشيرا إلى أن التجهيزات الحالية تعتبر جيدة ولكن هناك نقص في الدورات التدريبية وورش العمل الخاصة بتطوير عمل وأداء العاملين.
وأضاف «نعاني في الحقيقة من عدم تقبل بعض المتبرعين لاستمارة التبرع والتي تعتبر سرية، ولكن الأسئلة الموجودة بداخل الاستمارة لا تلاقي قبول المتبرعين، وتمت مخاطبة المسؤولين لتغيير بعض المفردات، كما تكمن المعاناة كذلك في الفصائل النادرة ومع هذا تم إيجاد شبكة معلومات عن أصحاب هذه الفصائل، والتي يصل عددهم نحو 16 ألف ويتم إرسال رسائل دورية لهم ويتم الاتصال بهم عند الحاجة للتبرع بشكل تطوعي».
وفيما يخص قيام أهل المريض أو المصاب بطلب المساعدة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي للتبرع بالدم، أكد البطي وجود احتياطيات يتم تخزينها للحالات الحرجة والخطرة جدا، ويتم الطلب من ذوي المريض بالبحث عن متبرع وهذا النظام متعارف عليه على مستوى العالم، وهناك حملة سيتم تدشينها عبر السيارات الجوالة والذهاب إلى المتبرع في مقر عمله لمن لا تساعدهم ظروفهم على المجيء لمراكز بنوك الدم.
وأردف البطي «هناك العديد من المتبرعين الذين يأتون إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة للتبرع بدمائهم بعد تلقيهم رسائل عبر (الواتس اب) أو (تويتر) دون أن يعرفوا المريض وهؤلاء يحتسبون الأجر من الله».
وذكر ل «عكاظ الأسبوعية» متبرع فضل عدم الكشف عن هويته، أنه يملك فصيلة نادرة ورقمه موجود لدى بنك الدم وعند الحاجة يتصلون به أو يتصل ذوو المحتاج فيحضر للتبرع بدمه، فيما يرى متبرع آخر أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد من أبرز النعم لسرعة إيصال المعلومة، وطالب أن يكون هناك آلية أفضل لتأمين كميات الدم، وقال «عندما أنشئ مستشفى الملك فهد التخصصي قبل 30 عاما، كان عدد سكانها لا يتجاوز 200 ألف والآن تجاوز العدد أكثر من 600 ألف نسمة، دون أن نلاحظ أي زيادة في الإمكانات ما يزيد من معاناة المرضى».
حالات طارئة
ويعاني بنك الدم المركزي الوحيد في منطقة حائل والذي يغذي تسعة مستشفيات طرفية في المنطقة بالدم، إلى نقص ملموس في كميات الدم، فضلا عن عدم توفر بعض الفصائل النادرة، وتلجأ العديد من مستشفيات المنطقة في الحالات الطارئة إلى إرسال رسائل استغاثة عبر أهالي المريض لجلب المتبرعين.
وذكر ل «عكاظ الأسبوعية» فني مختبر رفض الإفصاح عن اسمه، أن مركز الدم في حائل غير مستعد أبدا للحالات الطارئة ولا توجد تجهيزات ولا تأهيل للفنيين وليس بمقدور الكادر البشري التعامل مع أجهزة لم يتدرب عليها تدريبا كافيا.
وأضاف «مدة تخزين الدم في بنك الدم المركزي في حائل وبقية المراكز لا تتجاوز 40 يوما، ولا تتجاوز الصفائح الدموية مدة خمسة أيام».
وبين فني مختبر آخر رفض الإفصاح عن اسمه أيضا، بأن نداءات الاستغاثة التي يطلقها العديد من المواطنين عبر الرسائل النصية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي تكشف للجميع، أن هناك نقصا حادا وكبيرا في بنوك الدم في المملكة، وقال «بنك الدم في حائل أشهر إفلاسه وفقا لحالات كثيرة»، متسائلا عن وسائل الاحتياطات في حال حدوث كوارث وكانت هناك ضحايا كثرا لا سمح الله.
وأوضحت عدد من فنيات المختبرات الطبية في أحد مستشفيات مدينة حائل، أن أقسام المختبرات الطبية تعاني من نقص كبير في الكادر النسائي، وأنهن يواجهن مشكلات عديدة أبرزها عدم حصولهن على دورات تدريبية لأسباب إدارية رفضن الإفصاح عنها.
16 ألف متبرع
كشف التقرير الإحصائي لبنك الدم بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض، أن عدد المتبرعين على مختلف أنواعهم تجاوزوا 16 ألف متبرع خلال العام الماضي.
وقالت مديرة بنك الدم بالمدينة الطبية الدكتورة مي المشاري، أن عدد المتبرعين خلال العام الماضي والذين تبرعوا بالدم بلغ 12374 متبرعا، فيما بلغ عدد المتبرعين بالصفائح الدموية خلال العام الماضي نحو 1326 متبرعا.
وأضافت المشاري «في سعيها للتحفيز على التبرع بالدم خصصت المدينة الطبية، سيارة مجهزة تجوب شوارع الرياض وتستقر في الأماكن العامة بهدف الوصول إلى المتبرعين في أماكن تواجدهم في الأحياء السكنية، حيث تمكنت السيارة الجائلة من جمع نحو 2498 كيس دم خلال العام الماضي وحده».
جوائز استحقاق
إلى ذلك، ذكر مصدر مسؤول في وزارة الصحة أن ربط المختبر الإقليمي بالقطاعات الصحية إلكترونيا يعد إنجازا كونه يقلل دوران عينة الدم 10 أيام إلى 5 أيام فقط، ويقلل المعاملات الورقية بنسبة 60 في المائة، مشيرا إلى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين لمنح ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثالثة للمتبرعين الطوعيين لعدد عشر مرات، وميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية للمتبرعين بالدم لعدد خمسين مرة يعتبر من البرامج المحفزة للمتبرعين بالدم التي تنفذها الوزارة.
وبين المصدر، التنسيق والتعاون المستمر بين الإدارة العامة للمختبرات وبنوك الدم وعدد من الجهات الحكومية لتنظيم حملات للتبرع بالدم الطوعي، وأيضا تكوين لجان أصدقاء المتبرعين بالدم للمشاركة في رفع مستوى الوعي بأهمية التبرع بالدم لتحفيز المتبرعين وتشجيعهم للتبرع في بنوك الدم بالوزارة، إلى جانب توفير الوزارة أخيرا عدد من السيارات المجهزة للانتقال إلى أماكن تجمع المتبرعين بالدم في النوادي الرياضية، المجمعات التجارية والدوائر الحكومية والخاصة تسهيلا للمتبرعين بالدم.
فحص العينات
وأوضح المصدر، أن عدد بنوك الدم بوزارة الصحة 152 بنك دم، منها 15 بنكا مركزيا و17 رئيسيا و120 فرعيا، منها 24 بنكا مركزيا رئيسيا تقوم بفحص جميع عينات المتبرعين بوزارة الصحة من الأمراض بتقنية فحص الحمض النووي بالطريقة الفردية للأمراض (HIV،HCV، HBV) لزيادة مأمونية وسلامة الدم، حيث تعتبر وزارة الصحة من أوائل الهيئات الحكومية بالمملكة التي تقوم بإجراء هذا الفحص لعينات جميع المتبرعين بالدم لديها.
وكشف المصدر، أن الوزارة أوقفت استيراد الدم منذ عام 1405ه تماشيا مع المرسوم الملكي الصادر بهذا الخصوص، حيث إن جميع وحدات الدم ومكوناته يتم توفيرها من المتبرعين بالدم من المواطنين والمقيمين بالداخل سواء من خلال التبرع الطوعي بالدم الذي تبلغ نسبته 40 في المائة، أو من خلال التبرع بالدم التعويضي للمرضى من الأهل والأصدقاء وتبلغ نسبته 50 في المائة، بالإضافة إلى تبرع المواطنين بالدم عند طلب رخصة القيادة وتبلغ نسبته 10 في المائة، مشيرا إلى توفير الوزارة سيارات بنك دم متنقلة لكل من المديريات الصحية في العاصمة المقدسة، الرياض، الشرقية، جازان لتغطية احتياجات 24 بنك دم مركزيا في جميع مناطق ومحافظات المملكة.
وبين المصدر، أن السيارات المتنقلة مجهزة بمكيفات هوائية، وشاشتي عرض، وأدراج للتخزين، وغرفتين للكشف الطبي، وأجهزة قياس الضغط، النبض، الحرارة، وقياس الهيموجلوبين، وعدد من أجهزة خلط ومزج الدم، وثلاجة لحفظ الدم سعة 50 كيسا، وجهاز كهربائي للحام أنابيب أكياس الدم، حيث تم تخصيص سيارة بنك دم متنقل.
نقص حاد
وأكد عدد من العاملين في مختبرات الدم بمنطقة نجران، بأن المختبرات تعاني من نقص حاد في الكوادر البشرية، الأمر الذي يصعب عليهم الحصول على الإجازات السنوية في مواعيدها، وأشاروا إلى أنه رغم كل ذلك فإن العمل يسير في هذه المختبرات بشكل جيد ولم يشهد أي أخطاء في عمليات نقل الدم نتيجة للتجهيزات الجيدة التي وفرتها وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة للشؤون الصحية، وطالبوا بوضع خطط لعقد الدورات التدريبية التي تساعدهم على رفع مستوى قدراتهم العملية، والاطلاع على كل جديد يتعلق بمختبرات الدم، رغم المحاولات الخجولة للتأهيل التي لا ترقى إلى مستوى طموحاتهم.
وقال عدد من الفنيين العاملين في المختبرات، إنهم ورغم الجهود التي يبذلونها من أجل تنظيم العمل، والحرص على الدقة في التحاليل تفاديا لحدوث عمليات نقل خاطئة، إلا أنهم لا يحظون بالبدلات رغم تعرضهم للأخطار بحكم طبيعة عملهم، وأشاروا إلى أن بعض نظرائهم في تخصصات أخرى يتمتعون بهذه البدلات، وبينوا بأنهم رفعوا كثيرا من الطلبات لمساواتهم بالآخرين، مشيرين إلى أن المسؤولين وعدوهم إلا أنهم لا زالوا في الانتظار، وأوضحوا بأن العاملين في المختبرات الطبية يحتاجون إلى تهيئة الأجواء المناسبة لهم لأداء واجباتهم الحساسة والتي تستدعي ذهنية عالية وتركيز غير عادي، وبينوا أن دعم المختبرات بالكوادر الفنية المؤهلة والنظر في الإجازات والبدلات أمر ضروري ومحفز على بذل أقصى الجهود لتجاوز الأخطاء لا سمح الله.
مراحل الفحص
بدوره، أكد مدير إدارة المختبرات وبنوك الدم ورئيس قسم المختبر بمستشفى الملك خالد بتبوك أخصائي مختبر كريم يحيى العنزي، عدم صرف عبوات الدم بالمنطقة إلا بعد عمل فحوصات عديدة ومن ضمنها النات «NAT» والتي تعد أحدث تقنية معتمدة من منظمة الصحة العالمية لإجراء الفحوصات في بنوك الدم، مشيرا إلى أن المتبرع بالدم يخضع لعدة أسئلة من خلال استمارة خاصة يتم تعبئتها من قبل المتبرع ثم تأخذ منه عينة لقياس قوة الدم «الهيموجلوبين» وبعد اجتيازه للفحوصات الطبية يتم سحب 450 ملم.
وأضاف «تمر عبوة الدم بعد ذلك بعدة مراحل من ضمنها غرفة فصل مكونات الدم يتم فيها فصل الدم لثلاثة أجزاء وهي خلايا الدم الحمراء وتحفظ في درجة حرارة من 3 إلى 8 درجات وعمر كيس الدم من 30 إلى 42 يوما حسب المادة المضافة المانعة للتجلط، ثم البلازما وتحفظ في ثلاجة بدرجة سالب (20) ومدتها عام، ثم الصفائح الدموية في درجة حرارة الغرفة صلاحيتها خمسة أيام».
تدريب مستمر
وزاد العنزي «يتم بعد ذلك إجراء عدة فحوصات من ضمنها فحص (الاليزا) وهو عمل التحاليل اللازمة من التهاب الكبد الوبائي بنوعيه البي (HBsA) والسي (HCV)، ونقص المناعة المكتسب (الايدز) HIV، إضافة لفحص الحمض النووي (NAT)»، وتابع «إذا اتضح سلامة النتائج للدم المفحوص يتم نقله من الثلاجة المخصصة للدم غير المفحوص إلى الثلاجات الخاصة بصرف الدم للمرضى وتكون جاهزة لعمل التطابق»، ولفت إلى أنه يتم التأكد من سلامة الدم عن طريق رئيس القسم لبنك الدم ورئيس الفنيين ببنك الدم ولا غيرهما يمكنه فتح الثلاجة.
وقال «يتم التخلص من الدم غير السليم حسب معايير الأمن والسلامة المتبعة والمبلغة إلى جميع بنوك الدم بالمنطقة»، مشيرا إلى أن عدد المتبرعين بالدم في العام الماضي 1433ه أكثر من خمسة آلاف متبرع.
وفيما يتعلق بالمتدربين أوضح مدير إدارة المختبرات وبنوك الدم، أن التدريب يتم في المستشفيات لمدة عام وهي سنة الامتياز لخريجي الجامعات والمعاهد، يمر خلالها المتدرب على جميع الأقسام، إلا أنه لا يوقع ولا يصرف ولا يعطي أي نتيجة، وبعد التخرج والتعيين يدخل مرحلة تدريب أخرى حيث يبقى في كل قسم ثلاثة أشهر، بعدها يتم توجيهه للعمل حسب الحاجة في الأقسام، يدخل خلالها في فترة تدريبية لمدة ثلاثة أشهر أخرى في القسم، دون أن يعتمد أي نتيجة، مبينا أن أهم الفصائل التي تعاني من الندرة وشح المتبرعين، هي فصيلة (O-).
وعن آلية الاحتفاظ بالدم النادر، قال العنزي «لا توجد آلية معينة للاحتفاظ بوحدات الدم النادرة، لكونها تصرف مباشره عند الحاجة، ولكن لدينا قائمة بأسماء وأرقام المتبرعين بالفصائل النادرة، يتم الاتصال بهم وقت الحاجة ويتم تجاوبهم بشكل جيد طلبا للأجر».
اختبارات كيمائية
وأكد استشاري بنك الدم في مستشفى النور في مكة المكرمة الدكتور محمد سامي سلمان، أن عدد المتبرعين لبنك الدم في المستشفى وصل إلى 800 متبرع في شهر واحد، حيث يخضع الدم لفحوصات واختبارات كيميائية للتأكد من خلو الدم من الفيروسات الضارة، مشيرا إلى تقلص عدد الكوادر الفنية في المستشفى من 15 كادرا إلى 12 نتيجة برنامج الابتعاث أو الانتقال إلى الجامعات.
وأوضح سلمان أن أخطاء نقل الدم سببه في الغالب أخطاء بشرية، ولم يسجل مستشفى النور أي أخطاء لبراعة الكادر البشري في بنك الدم في المستشفى، منوها بأن للتبرع فوائد أبرزها إنه ينشط الدورة الدموية والنخاع العظمي.
بدوره، كشف الفني ماهر دغيليب المطيري أن العينات النادرة تتمثل في فئة (O-) و(B-) و(A-) وجميعها تندرج تحت تصنيف السالب، ونوه أن أي شخص يملك فصيلة دم (سالب) يكون محل اهتمامنا، وقال «لا يعاني المستشفى من نقص في الكوادر كونه يستقبل متدربين بأعداد كبيرة ومن يثبت جدارته يتم توظيفه.
من جهته، قال المتدرب خالد فيصل الشريف «إن التدريب العملي شيء مهم، وأهم ما تعلمناه هنا هو الانضباط باعتباره شريانا أساسيا في عمل الحالات الطارئة».
من جانبه، بين الطبيب محمد مؤذن أن أجهزة بنك الدم في المستشفى تحمل مواصفات عالية جدا ومن الأجهزة المهمة جهاز الطرد المركزي لفصل أكياس الدم والحضانة وفصل عينات الدم وجهاز غسل الخلايا، وهي أجهزة ضرورية لضمان سلامتها وخلوها من الفيروسات الضارة.
وكشف مصدر مطلع في جازان ل «عكاظ الأسبوعية» أن هناك نقصا في بعض المحاليل الخاصة بالأجهزة المتوفرة حاليا في مستشفيات المنطقة، كما تقوم الإدارة بشراء مباشر لهذه المحاليل لعدم توفرها في مستودع التموين الطبي، خاصة مع تزايد أعداد المرجعين الذي يتعدى ال 200 مراجع يوميا.
كما كشف نفس المصدر عن وجود نقص حاد في فصيلة A- و B-و AB- و 0 - بقسم المختبر بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان الأمر الذي استنفر كافة المسؤولين المعنيين بالصحة للاستعانة بالمواطنين للتبرع بتلك الفصائل النادرة، مؤكدا أن إدارة المختبر تنظم العديد من الحملات للتبرع بالدم خارج القسم وذلك لعدم سعة القسم لاستيعاب المتبرعين.
وهنا أوضح مدير عام المختبرات وبنوك الدم بصحة جازان الدكتور عبدالله معشي، أن هناك نقصا في القوى العاملة نتيجة تزايد عدد السكان إلى جانب افتتاح مستشفيات جديدة وقال «هناك خطط من الوزارة لمقابلة هذه الزيادة».
وأضاف «نقص الدم خصوصا في جميع الفصائل التالفة، وهناك نقص باستمرار لكون المنطقة حدودية، ونستقبل حالات بعضها مصابة بطلق ناري، وأحيانا نستعين بأقارب المرضى لتأمين الدم إلى جانب تنفيذ حملات للتبرع بالدم».
معاناة الأخصائيين
إلى ذلك، كشفت مصادر ل «عكاظ الأسبوعية» أن المعاناة التي تواجه الأخصائيين في المختبرات تتمثل في عدة أمور أبرزها أن توزيع الفنيين يتم وفقا للاحتياج بخلاف ملاك الوظيفة، الأمر الذي يحرم الأخصائيين من الحصول على بدل «العدوى» والتي ترتبط أساسا بملاك الوظيفة، حيث تقدر نسبة بدل «العدوى» 20 في المائة، مؤكدة أن المشكلة الثانية أن وزارة الصحة تعمد لتوظيف الأخصائيين على مسمى «أخصائي مختبر» الأمر الذي يحرم هذه الشريحة من بدل «ندرة» والتي تصل نسبتها 10 في المائة من الراتب.
وأشارت المصادر إلى أن هناك مشكلة قائمة تتمثل في توزيع الفنيين، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على أداء المختبرات العاملة في الوزارة، مبينة أن المشكلة الأخرى التي تواجه غالبية المختبرات تتمثل في زيادة عدد العنصر النسائي على العنصر الرجالي، الأمر الذي يمثل مشكلة كبيرة في عملية إنجاز العمل، لا سيما أن المرأة تتطلب إجازات كثيرة سواء إجازة الأمومة أو رعاية المولود، مما يسهم في وجود نقص في الكوادر الفنية القادرة على القيام بالعمل خلال السقف الزمني المطلوب.
وذكرت المصادر أن المشكلة الأخرى التي تواجه أخصائي المختبر تتمثل في عدم صرف بدل السكن، فبالرغم من الدور الذي يقوم به الأخصائيون في القطاع الصحي فهو لا يقل عن الأطباء بأي حال من الأحوال، بينما يحصل الأطباء على بدل سكن يصل إلى 100 ألف ريال شهريا، بينما يحرم الأخصائيون من هذه الميزة.
وقالت المصادر إن الأخطاء الفادحة في المختبرات الفنية قليلة جدا، إذ لا تتجاوز 3 في المائة تقريبا، فأخطاء المختبرات قياسا بأخطاء الأطباء لا تكاد تذكر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.