الملك عبدالله رائد السلام وحنكته أنقذت المنطقة من الكوارث

أكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف على الأهمية التي توليها حكومته لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والاستثمارية والفكرية، مشيدا بالدور الرائد الذي يلعبه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تعزيز الأمن وإرساء السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي وتكريس ثقافة الوسطية والاعتدال واحترام ثقافة الآخر وإطلاق حوار الأديان بين شعوب العالم.
وأفاد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في حوار أجرته «عكاظ» أن الملك عبدالله شخصية سياسية محنكة وأنقذت المنطقة من العديد من الكوارث، ويعتبر رائد السلام العالمي وصاحب رؤية وحنكة وبعد نظر حيال أهمية تعزيز العمل الإسلامي ولديه إدراك عميق إزاء ضرورة إيجاد حلول عادلة وشاملة لقضايا الأمة الإسلامية خاصة قضية القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام، وفق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وتابع قائلا: إن القضية الفلسطينية تحظى بكل الاهتمام من قبل حكومتي لأنها قضية شعب مناضل يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي الهمجي منذ عدة عقود مطالبا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية.
نؤيد المبادرة العربية
وزاد «نحن نطالب بتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينة وندعم المبادرة العربية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي لاقت قبولا عربيا ودوليا منقطع النظير»، موضحا أن إنهاء الصراعات والخلافات وإيجاد حالة التفاهم والوئام بين الشعوب سيجعل العالم أكثر أمنا وسلاما واستقرارا.
تنسيق سعودي باكستاني
وأكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف على أهمية التنسيق المشترك بين المملكة وباكستان في مختلف القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية وأن أمن المملكة من أمن الباكستان، وأن أمن الباكستان من أمن المملكة.
ورحب رئيس الوزراء الباكستاني بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للباكستان غدا والتي تستغرق عدة أيام تلبية لدعوته، مشيرا إلى أن هذه الزيارة ستعطي دفعة قوية للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين وستعمل على دعم قضايا الأمة الإسلامية، مؤكدا في الوقت نفسه أن البلدين لاعبان أساسيان في العالم الإسلامي ولديهما الرغبة والحرص علي إيجاد حلول عادلة لأزمات المنطقة والعالم الإسلامي ويرغبان في تعزيز الأمن والسلم العالمي وأن المملكة ساهمت بشكل كبير وفعال في مكافحة الإرهاب داخليا ودعم الجهود الدولية لاجتثاث الإرهاب عالميا، معتبرا أن المملكة أصبحث مدرسة عالمية في طرق مكافحة الإرهاب وتجربة المناصحة التي أثبتت نجاحها بشكل كبير والتأكيد على قيم التسامح والاعتدال.
المملكة دولة مؤثرة
ووصف رئيس الوزراء الباكستاني العلاقة الباكستانية السعودية بأنها علاقات ضاربة في الجذور وراسخة وثابتة، مؤكدا أن بلاده تولي توطيد العلاقة مع المملكة أهمية بالغة، لما للمملكة من دور فعال وإيجابي ليس فقط على الصعيد العربي والإسلامي فقط بل والعالمي، وأصبح صوتها مسموعا ومؤثرا للغاية في صناعة القرار العالمي ودعم الأمن والسلام في المنطقة والعالم الإسلامي. ودعا رئيس الوزراء الباكستاني شريف رجال الأعمال السعوديين للاستثمار في الباكستان مؤكدا رغبته في توثيق العلاقة بين البلدين على المستوى الاقتصادي والاستثماري والتجاري.
وأضاف «نحن على استعداد لإعطاء المستثمرين ورجال الأعمال السعوديين مميزات في الباكستان».
وأوضح أن الشعب الباكستاني لن ينسى مواقف الشعب السعودي الذي وقف بجانبه في الظروف الصعبة التي مر بها في الفترات الماضية، مشيرا إلى أن جميع الفعاليات السياسية ترى في المملكة الأخ الأكبر والصديق وقت الضيق.
مرحلة دقيقة وحساسة
واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني أن المرحلة الدقيقة التي تمر بها الأمة الإسلامية تتطلب تعزيز التنسيق والتشاور بين إسلام آباد والرياض في جميع الميادين لمصلحة الشعبين، والأمة الإسلامية التي تتطلع أن يلعب بلدانا دورا جوهريا في إنهاء الأزمات وتعزيز العمل الإسلامي المشترك وإنهاء الصراعات لكي يعم الأمن والسلام منطقة الشرق الاوسط والعالم الإسلامي.
وأوضح أن حكومته سعت منذ تقلدها السلطة في مايو العام الماضي لتحقيق أفضل العلاقات مع دول الجوار والعالم الاسلامي ودعم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وجنوب آسيا والعمل بكل إخلاص على حل الخلافات عبر الحوار والتفاهم مع الجميع.
وزاد «إن بلادي حريصة على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم الإسلامي وتعزيز التضامن الإسلامي والعمل من أجل مصلحة الأمة الإسلامية».
قروض للشباب
وفيما يتعلق بالوضع الداخلي في باكستان أوضح رئيس الوزراء الباكستاني أن حكومته طرحت مؤخرا برنامج القروض للشباب تقدر ببلايين الروبيات لإعطائهم الفرصة للاستثمار وتحقيق الرفاهية لفئة الشباب التي تعتبر مستقبل الباكستان، مؤكدا أن برنامج القروض الاستثمارية للشباب سيؤتي ثماره خلال عام وسيرى الشعب التغيير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أن الحكومة كانت ولا تزال تعطي الأولوية والأهمية قضية أزمة الطاقة والانقطاعات الكهربائية.
وأوضح رئيس الوزراء الباكستاني، ما نزال نعارض الضربات الصاروخية الأمريكية على منطقة القبائل، موضحا أن هذه الضربات تعتبر انتهاكا لسيادة الباكستان ويجب أن تتوقف فورا، مؤكدا أن حكومته ترغب أن يحل الأمن والسلام في أفغانستان
إلى ذالك يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية زيارة رسمية للباكستان اليوم الاثنين تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف حول سبل تعزيز الشراكة الباكستانية السعودية في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية وتعزيز العمل الاسلامي ومناقشة المستجدات على الساحة العربية والاقليمية والدولية وجنوب آسيا.
واشارت مصادر في الرئاسة الباكستانية أن شريف سيضع الأمير سعود الفيصل في اجواء التطورات الإقليمية وخارطة طريق الحوار مع طالبان والتطرق لمرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي من افغانستان فضلا عن التحديات التي تواجه الباكستان اقتصاديا وامنيا، مؤكدة ان الزيارة ستساهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرياض واسلام اباد حيث يسعى البلدان في تكثيف جهودهما والعمل بكل اخلاص لايجاد حلول لقضايا الامة الاسلامية.
وتركز المناقشات على ملف الازمة السورية ومؤتمر جنيف 2 المرتقب وتطورات عملية السلام في الشرق الاوسط والملف النووي الايراني وتعزيز التعاون السعودي الباكستاني في مجال مكافحة الارهاب وتعزيز العمل الاسلامي المشترك. وقد اعدت وزارة الخارجية الباكستانية برنامجا حافلا للزيارة.