تعديلات على اللائحة التنفيذية لضريبة التصرفات العقارية    الفوزان: : الحوار الزوجي يعزز التواصل الإيجابي والتقارب الأسري    رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء    جامعة الإمام عبدالرحمن تستضيف المؤتمر الوطني لكليات الحاسب بالجامعات السعودية.. الأربعاء    الجمعية السعودية للإعاقة السمعية تنظم "أسبوع الأصم العربي"    اختبار جاهزية الاستجابة لأسلحة التدمير الشامل.. في التمرين السعودي - الأمريكي المشترك    الصحة العالمية: الربو يتسبب في وفاة 455 ألف إنسان    سحب لقب "معالي" من "الخونة" و"الفاسدين"    إشعار المراسم الملكية بحالات سحب الأوسمة    تحويل حليب الإبل إلى لبن وإنتاج زبد يستوقف زوار مهرجان الألبان والأغذية بالخرج    الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني    أمطار متوسطة إلى غزيرة على معظم مناطق المملكة    محرز: هدفنا القادم الفوز على الهلال    "ريمونتادا" مثيرة تمنح الرياض التعادل مع الفتح    يايلسه: أرفع القبعة للاعبي الأهلي وفخور بهم    تزويد "شات جي بي تي" بالذاكرة    بدء إصدار تصاريح دخول العاصمة المقدسة إلكترونياً    شراكة بين "البحر الأحمر" ونيوم لتسهيل حركة السياح    بدء تحقيق مكافحة الإغراق ضد واردات "ستانلس ستيل"    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية    " عرب نيوز" تحصد 3 جوائز للتميز    "تقويم التعليم"تعتمد 45 مؤسسة وبرنامجًا أكاديمياً    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    المملكة: صعدنا هموم الدول الإسلامية للأمم المتحدة    "جوجل" تدعم منتجاتها بمفاتيح المرور    نائب وزير الخارجية يلتقي نائب وزير خارجية أذربيجان    سعودية من «التلعثم» إلى الأفضل في مسابقة آبل العالمية    «الاحتفال الاستفزازي»    فصول ما فيها أحد!    أحدهما انضم للقاعدة والآخر ارتكب أفعالاً مجرمة.. القتل لإرهابيين خانا الوطن    «التجارة» ترصد 67 مخالفة يومياً في الأسواق    وزير الطاقة: 14 مليار دولار حجم الاستثمارات بين السعودية وأوزبكستان    وفيات وجلطات وتلف أدمغة.. لعنة لقاح «أسترازينيكا» تهزّ العالم !    ب 3 خطوات تقضي على النمل في المنزل    136 محطة تسجل هطول الأمطار في 11 منطقة بالمملكة    انطلاق ميدياثون الحج والعمرة بمكتبة الملك فهد الوطنية    شَرَف المتسترين في خطر !    الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    في دور نصف نهائي كأس وزارة الرياضة لكرة السلة .. الهلال يتفوق على النصر    لجنة شورية تجتمع مع عضو و رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني    الخريجي يشارك في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي    تشيلسي يهزم توتنهام ليقلص آماله بالتأهل لدوري الأبطال    مقتل 48 شخصاً إثر انهيار طريق سريع في جنوب الصين    تعددت الأوساط والرقص واحد    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية ويشهد تخريج الدفعة (103)    كيفية «حلب» الحبيب !    ليفركوزن يسقط روما بعقر داره ويقترب من نهائي الدوري الأوروبي    كيف تصبح مفكراً في سبع دقائق؟    يهود لا يعترفون بإسرائيل !    قصة القضاء والقدر    من المريض إلى المراجع    أمير جازان يطلق إشارة صيد سمك الحريد بجزيرة فرسان    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    مركز «911» يتلقى (2.635.361) اتصالاً خلال شهر أبريل من عام 2024    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    ما أصبر هؤلاء    هكذا تكون التربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السمنة حاضنة الأمراض القاتلة

فتح وفاة مريض السمنة المفرطة ماجد الدوسري بعد إصابته بجلطة رئوية، ونقل شقيقته رنا إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج، وكذلك نقل مصابي السمنة فهد الشمري وخالد الشاعري إلى مدينة الملك فهد الطبية بمشاركة الدفاع المدني، الباب على مصراعيه للتطرق بجدية على المشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية التي تواجه هذه الفئة التي تشهد تزايدا مستمرا في صفوفها عاما بعد آخر. وتواجه المملكة خطرا حقيقيا بسبب تزايد حالات الإصابة بالسمنة، خاصة بعد ارتفاع نسبة السمنة في المجتمع السعودي بصورة تدعو للقلق وفق الدراسات، فيما تشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن ربع السعوديين يعانون من السمنة، وأن متوسط وزن السعودي زاد في غضون الخمس سنوات الماضية إلى 100 و150 كيلو غراما، بعدما كان يتراوح من 65 و85 كيلو غراما، مؤكدة في تقريرها أنه مع حلول عام 2015م سيعاني 700 مليون في العالم من السمنة وأن 400 مليون من البالغين سيعانون من فرط الوزن.
«عكاظ الأسبوعية» تفتح ملف «البدناء» وتلتقي بعدد من المرضى الذين تحدثوا عن معاناتهم مع داء السمنة الذي تفشى بين أفراد المجتمع في السنوات الأخيرة، إلى جانب رأي الخبراء والمتخصصين الذين تحدثوا عن مخاطر السمنة المفرطة على صحة الإنسان وطرق العلاج والوقاية.
فقدان أسرتي
في البداية أوضح عمر باسالم، أنه كاد يفقد حياته وحياة زوجته وخمسة من أبنائه بسبب السمنة الفرطة، وقال «كنت أقود مركبتي ومعي أسرتي عندما غلبني النوم فوق جسر تقاطع شارع فلسطين مع طريق المدينة المنورة، ولكن لطف الله أنجانا من موت محقق وكل هذا بسبب السمنة الزائدة، ويصف باسالم مشهدا آخر تعرض له حين نام أيضا في شارع الميناء بجدة في عز الظهيرة عند إشارة المرور مما سبب إرباكا في الحركة المرورية، ومن هنا قرر أن يجري العملية الجراحية ليتخلص من السمنة التي كادت أن تؤدي بحياته».
وروى أحمد عدنان مغربي، مشكلته مع السمنة وقال «أعاني من وزن زائد وورم في الدماغ وخضعت لعمليتين الأولى لإنقاص الوزن والثانية لاستئصال الورم، وحاليا أشكو من الإغماء المتكرر سواء في الشارع أو في المناسبات التي أحضرها، وأيضا النوم المتواصل الذي قد يصل أحيانا لأكثر من 18 ساعة فقررت عدم الخروج من المنزل لأي سبب من الأسباب».
سمنة مفرطة
يعاني الشاب العشريني (سعيد م)، من السمنة المفرطة، حيث يتجاوز وزنه ال 150 ما جعله حبيس المنزل بعد أن استحال عليه البحث عن عمل نظرا لزيادة وزنه، إضافة إلى ما يعترض له من مزاح ثقيل من بعض الأصدقاء خاصة عندما يتناولون وزنه الزائد ووصفه بالدب، وقال إنه ألف تعليقات الناس بالرغم من أثرها النفسي الكبير منذ الصغر، ويضيف «تمثل المشاكل الصحية العقبة الرئيسية ولازالت تؤرقني كثيرا، أما الشاب عامر فقد ذكر بأنه فقد 90 كلغ من وزنه البالغ نحو 200 كلغ بعد خضوعه لعملية جراحية»، وقال «تحسنت حالتي الصحية بعد العملية وعدت لوضعي الطبيعي، وفي السابق كنت أعاني العديد من المشاكل والمصاعب نظرا لوزني الزائد مرجعا السبب إلى الوجبات السريعة التي كان حريصا على تناولها منذ الصغر».
وختم بالقول «قررت إجراء عملية جراحية وبحمد الله عدت إلى حياتي الطبيعية، بعد أن أصبت بزيادة الوزن منذ الصغر، وحاولت ممارسة الرياضة إلا أنني لم أفلح بعد فشلي في اتباع برنامج حمية غذائية»، مشيرا إلى أن أبناء عمه مصابون بمرض السمنة، وهو يعد العدة حاليا لإجراء عملية لربط المعدة.
نظرات الشفقة
وتعاني سالمة ابنة ال 24 ربيعا، من حمولة ويبلغ وزنها 135 كيلو غراما، من مرض السمنة المفرطة منذ أكثر من خمسة أعوام، وما نتج عنه من أمراض مزمنة تهدد حياتها بالخطر يومياً، تقول سالمة «بعد أن أنهيت دراستي بالمرحلة الثانوية ولم أقبل بالجامعة شعرت بإحباط شديد وكأن الحياة توقفت بي ولم يعد لي أي سبيل لتحقيق طموحاتي، وكنت أشعر بأنني أقل من قريناتي من فتيات العائلة وصديقاتي فلكل واحدة منهن وجهة علمية تحقق طموحاتها».
وأضافت، كنت أبحث عن شيء أقضي به وقتي ويقتل فراغي وأهرب من خلاله من جلد ذاتي ولوم نفسي، بسبب نظرات الشفقة التي أراها في عيون الناس، لم التفت حينها إلى النهم الذي أشعر به حيال الطعام كنت أشعر بالجوع مراراً وأتناول الطعام بكميات كبيرة ودون تنظيم للوجبات لدرجة أنني كنت أبحث عن المطاعم والبوفيهات الجديدة لأتذوق ما تقدمه من وجبات وأصناف جديدة، لم أدرك وقتها بأن الأكل بات هوايتي المفضلة التي أمارسها منذ استيقاظي في الصباح إلى أن أخلد للنوم.
وزادت، قفز وزني خلال الخمس السنوات الماضية من 55 إلى 135 كيلو جراما، الآن أعاني من خشونة في الركبتين، وارتفاع دائم في ضغط الدم بالإضافة إلى السكري الذي اكتشفت الإصابة به منذ بعضة أشهر، من جهتي حاولت تخفيض وزني عبر برامج الحمية المنتشرة في الإنترنت وكتيبات الحمية إلا أنني لم افلح في السيطرة على شهيتي المجنونة.
أعشق الطعام
أما نسرين 30 عاماً، فبدأت معاناتها مع السمنة منذ الصغر وتقول «كنت أعشق الطعام الذي تعده والدتي، وعندما كنت أغضب كانت تصالحني بقطعة حلوى أو الشوكولاتة، فأصبحت أتصنع الغضب كي أحصل على قدر كبير من الشوكولاتة إلى أن أصبح عمري 12 عاما فأصبحت أزن 55 كيلو غراما».
وأضافت، «كانت والدتي تقول إنه عندما أكبر سينقص وزني، وفي مرحلة البلوغ كان أكثر ما يشغل تفكيري هو الأكل .. ماذا سأفطر وأي وجبة ستعد أمي على الغذاء وكيف وكم صنف سأتناول على العشاء، ولك أكف طول اليوم عن التفكير في الأكل حتى تجاوز وزني ال 90 كلغ وأنا في سن 18 عاما، هنا بدأت أمي تنتبه إلى شكلي الملفت للأنظار، ولكن بعد فوات الأوان».
وأردفت نسرين، «كانت والدتي تردد على مسامعي جملة خففي من طريقة أكلك، وكنت أهرب منها إلى غرفتي وأنا منزعجة من سيل الكلمات والملاحظات، وأبدأ بالبكاء ولا أهدأ إلا بالأكل إلى أن التحقت الجامعة، وكان وزني حينها يبلغ 100 كيلو غرام وبالكاد استطيع المشي والتنفس، وكنت أتخلص من نظرات بعض الفتيات والصديقات بالأكل وكأنني أشفي غليلي لعلي أخرج من الضيق»..
وزادت، «بدأت أفكر جديا باتباع حمية غذائية صارمة للتخفيف من وزني الزائد، ولكنني لا أستمر أكثر من أسبوع لفشلي أمام رغبتي الجامحة في الأكل إلى أن وصل وزني 155 كيلو غراما، فنصحتني إحدى صديقاتي باللجوء إلى العمليات الجراحية للتخلص من السمنة كحل أخير ووحيد لضعفي أمام الطعام وإغراءاته وشهيتي التي لم تسعفني في اتباع أي حمية غذائية أو برنامج غذائي معين، ولم أجد نتيجة مرضية من اشتراكي في الأندية الرياضية النسائية خاصة أن الأسعار الباهظة التي تخصصها تلك الأندية لا تناسب ذوي الدخل المحدود».
خطة وطنية
ورغم إعلان وزارة الصحة عزمها إنشاء مركز وطني لعلاج السمنة في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض يختص بعلاج حالات السمنة المفرطة، ليكون مرجعا للحالات المصابة، إلا أن الدكتور محسن الحازمي رئيس اللجنة الصحية والبيئة بمجلس الشورى حذر من التهاون بهذا المرض في ظل انتشاره المخيف أو التعاطي مع السمنة بصورة اعتيادية، وقال إن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث المصابين بالسمنة، ما يدعو إلى إطلاق خطة وطنية خاصة أن جهود وزارة الصحة لا يرتقي لمستوى معالجة المشكلة أو الحدّ منها، مشيرا إلى زيادة أعداد المصابين بالسمنة التي تعد مصدرا للعديد من الأمراض الشائعة التي تؤدي إلى الوفاة، وتشمل الأطفال والنساء.
وشخص الحازمي، مشكلة السمنة بأنها نتاج نمط حياة العصر الذي نعيشه، سواء في قلة الحركة أو الغذاء والذي يعتمد كثيرا على الوجبات السريعة وعدم مزاولة الرياضة بشكل يومي أو شبه يومي مما يزيد من تفاقم المشكلة، مؤكداً رؤية لقاء مجلس الشورى عبر اللجنة الصحية بممثلي وزارة الصحة على أهمية إعادة النظر في مدى كفاءة مراكز السمنة المنتشرة كما ونوعاً ومدى فاعليتها وتطويرها، مشيراً إلى أهمية تكثيف التوعية كونها البداية الحقيقية لوقف تزايد مرضى السمنة، وقال التوعية ما زالت قاصرة.
ويتفق المتخصص في الغدد الصماء والأستاذ في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سراج ميرة، أن التوعية لازالت قاصرة لهذا المرض مما زاد من تفشيه خاصة بين أوساط النساء، وقال الإشكالية في تزايد مرضى السمنة تنطلق من التغيير الاجتماعي والذي كان له تأثير سلبي، خاصة فيما يتعلق بالعادات الغذائية وقلة الحركة، مشيرا إلى أن أعداد المصابين بالسمنة سواء المفرطة أو البسيطة يصل نسبتهم بين مرضى السكر من النوع الثاني 80 في المائة.
فيما كان للدكتور فؤاد نيازي دراسة تؤكد أن البدناء في المملكة يكلفون أكثر من نصف مليار ريال نتيجة ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها البدانة والذي يأتي في مقدمتها مرض السكري.
ويضيف الدكتور نيازي أن 42 في المائة من المصابين في المنطقة الغربية و40 في المائة في الوسطى و30 في المائة في المنطقة الجنوبية.
دهون عالية
أما المتخصص في أمراض السمنة الدكتور علي أمام، فيشير أن السمنة هي وجود نسبة عالية من الدهون في الجسم من الممكن أن تؤدي إلى اعتلال في وظائفه وبرغم أن للدهون فوائد للجسم تتمثل في أنها مخزن للطاقة، إلا أنه في حدود معينة قد يصبح عبئا على الجسم ويهدد وظائفه سواء بارتفاع ضغط الدم وداء السكري وغيرها من الأمراض الخطيرة، مشيرا إلى أن العوامل المؤدية للسمنة قد تنتج عن عوامل وراثية أو التاريخ العائلي أو السن أو الجنس كون النساء أكثر عرضة نظرا لنقص معدل حرق السعرات مقارنة بالرجال. ويضيف أن تقارير الجمعيات الطبية حول العالم أثبتت أن السمنة تسبب 49 في المائة من سرطان الرحم و35 في المائة من سرطان المريء و28 في المائة من سرطان البنكرياس و24 في المائة من سركان الكلية و21 في المائة من سرطان المرارة و17 في المائة من سرطان الثدي و9 في المائة من سرطان القولون وجميعها مرتبطة بزيادة الوزن.
ويضيف أن أكثر الأمراض شيوعا للمصابين بالسمنة تتركز على ارتفاع ضغط الدم وداء السكري واعتلال دهون الدم وأمراض شرايين القلب التاجية والجلطة الدماغية والتهاب المفاصل ومرض الكبد الدهني والشخير والسرطان والمرارة ومشاكل الخصوبة والحمل، وبين أخصائي التغذية محمد الدوسري أن استهلال كميات أكبر من النباتات من الفاكهة والخضراوات يحد من السكريات والنشويات وبعض أنواع الدهون.
برنامج متكامل
إلى ذلك، أوضحت نهى بوقس أخصائية التغذية في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز ومشرفة التغذية العلاجية في فريق التغذية التطوعي (زادكم) أن حالات السمنة المفرطة تحتاج إلى برنامج متكامل قوامه طبيب جراح وطاقم طبي (اختصاصي تغذية، مدرب رياضي، واخصاصي نفسي).
وذكرت بوقس، أن جانب التغذية يعد من الخطوات الأساسية والمهمة جداً لمنع حدوث أي مضاعفات بعد إجراء العملية الجراحية، ويجب على كل مريض قرر الخضوع للعمليات الخاصة بخفض الوزن مراجعة اختصاصي تغذية ليتم عمل برنامج مناسب له، وقالت «متابعته المريض بعد العملية أمر ضروري جدا».
وأضافت، سجلت من خلال العيادة الكثير من الحالات لمرضى تم إجراء العمليات الجراحية لهم ولعدم المتابعة تعرضوا للعديد من المضاعفات كالجفاف والإمساك المزمن، زيادة الوزن، الاستفراغ والغثيان.
وبينت بوقس، أن البرنامج الغذائي يشتمل مرحلتين، مرحلة قبل إجراء العملية الجراحية وينصح بتناول غذاء متوازن يوفر كل العناصر الغذائية ومن ثم التدرج في قوام الغذاء من الغذاء الصلب إلى أن نصل إلى الغذاء السائل .. وقبل العملية بيوم يجب عدم تناول أي شيء بالفم استعداداً لإجراء العملية الجراحية.
أما مرحلة ما بعد العمليات الجراحية فتشتمل على عدة مراحل أساسية حيث تبدأ المرحلة الأولى من بعد إجراء العملية وتستمر من 1-2 يوم وهنا يجب أن يكون الغذاء سائلا رائقا، وأن لا تتجاوز الكمية الكلية للغذاء نصف كوب في كل وجبة في حسن تبدأ المرحلة الثانية من اليوم الثالث بعد إجراء العملية وتستمر لمدة أسبوعين تقريبا على أن يكون الغذاء سائلاً وأن تتدرج الكمية من نصف كوب إلى ربع كوب في كل وجبة، والمرحلة الثالثة تستمر هذه المرحلة لمدة من أسبوعين إلى ثلاثة ويجب أن يكون الغذاء ليناً (غذاء مهروس) والمرحلة الرابعة يكون الغذاء في هذه المرحلة غذاء اعتياديا وتختلف فترة بداية هذه المرحلة على حسب قدرة المريض على تقبل قوام الغذاء الاعتيادي.
وتابعت أخصائية التغذية، أنه في بعض الأحيان نحتاج لتغيير نمط الغذاء تماشياً مع حالة المريض الصحية بعد إجراء العملية الجراحية كاتباع التغذية الأنبوبية أو التغذية الوريدية، كما تنصح بزيادة كمية البروتينات المتناولة عن طريق استهلاك الألبان خالية أو قليلة الدهن ويمكن استهلاك البقوليات في صورة مهروسة (فاصوليا بيضاء أو حمراء أو العدس) على أن لا تتجاوز كمية الطعام كوب / وجبة ويفضل أن تكون عدد الوجبات الغذائية من 4 - 6 وجبات يوميا والابتعاد عن الأطعمة الحراقة والتوقف عن الأكل بمجرد الشعور بالشبع ، التمهل عن تناول الطعام ومضغه جيداً.
أسباب متعددة
ويرى استشاري جراحات المناظير والجراحة العامة وجراحات السمنة بالمركز الطبي الدولي بجدة والمتخصص في جراحات السمنة الدكتور وليد لطفي بخاري، أن المملكة لاتزال من أعلى الدول على المستوى العالمي التي تعاني من الإصابة بمرض السمنة.
وأضاف، التقنيات الحديثة في جراحة البدانة خفضت نسبة المضاعفات الجانبية إلى نسبة صفر في المائة، وقال سبب السمنة السكر والضغط والكوليسترول وتصلب الشرايين وأمراض القلب المختلفة إضافة لأمراض الركب والمفاصل والانزلاقات الغضروفية وأمراض الصداع المختلفة، كالصداع النصفي والأمراض النفسية التي تصيب الإنسان بالإحباط والاكتئاب النفسي.
وأردف، هناك العديد من العمليات التي يتم إجراؤها للمريض منها عملية تكميم المعدة (القص الطولي للمعدة) وهناك عملية أخرى وهي حزام المعدة التي ولها نتائج ممتازة جداً، وهناك أيضا عمليات تغيير المسار، فيما توجد أيضاً عمليات (البوز) أي (تكميم المعدة الداخلي) بمنظار الفم بدون جراحة، إلى جانب عملية (ستانيل انتربوجشن)، وتعني بأخذ جزء من آخر الأمعاء الدقيقة وزراعته في أول الأمعاء الدقيقة ما بعد الاثنا عشر وأول الأمعاء الدقيقة وهذه العملية تعتبر من العمليات الحديثة المعقدة.
وحول الجوانب النفسية التي تؤثر على مريض السمنة قال لعل ما يعانيه المريض يتمحور في ارتفاع نسبة درجة الاكتئاب الذي يؤدي إلى الانطواء، كون أن هذا المرض خطير ويدمر ويؤدي إلى 53 مضاعفات صحية أخرى.
تحقير الذات
من جهتها، أوضحت الباحثة والخبيرة بشؤون التغذية أماني كتبي إلى أن الآثار النفسية للسمنة الخجل الاجتماعي، حيث يعاني الشخص السمين من النظرة الانتقادية من قبل الآخرين، وكثرة التعليقات على شكله وتصرفاته وحركاته، ويشعر أنه دائماً محط الأنظار والسخرية وبالتالي يحاول إخفاء عيوب سمنته وجسده، ويشعر بالحرج والخجل من الظهور أمام الآخرين، ويعاني من عدم القدرة على التصرف بحرية، أو ارتداء ملابس بحرية، أو التعامل أمام الآخرين بحرية.
وتقول كل ما سبق يتسبب له بحالة من ضعف الثقة بالنفس، والخجل الاجتماعي، ومحاولة مراعاة رأي الآخرين ونظرتهم، وتحقير الذات، ولوم النفس، والشعور بالذنب، وما ينتج عن ذلك من مشاكل ومضاعفات نفسية منها القلق والخوف والإحساس بالخطر المحدق، مما يؤدي إلى الشعور بالعجز بعدم قدرته على السيطرة على وزنه، ليصل إلى حد السلوك القهري غير القابل للسيطرة والإحباط المتواصل.
ضغوط مضاعفة
وتضيف أماني، هذه التراكمات تضع البدين في دائرة الضغوط الحياتية فيتعرض لمشاكل صحية منها العجز الجنسي كون الهرمونات الجنسية تذوب في الدهون يقل لديه تركيز الهرمونات المحفزة للرغبة الجنسية في الدم، مما يجعله أقل قدرة على الاستثارة جنسياً.
وتتطرق كتبي إلى معاناة البدين مع الانتقادات المنزلية وبين الأصدقاء وفي الوسط المحيط به، ومعاناته مع الحرمان، فتشير إلى أنه قد تصل إلى أقصى درجاتها بشكل يجعل البدين يكره جسده، وحول الانتقادات المحيطة بالبدين وإلى مدى يمكنها أن تلعب دوراً في تحفيز البدين نحو إنقاص وزنه، أو إحباطه فتزداد شراهته ويزداد وزنه.
وحول المرأة السعودية والسمنة تقول إن معظم السيدات السعوديات يعانين من السمنة، بسبب التقاليد التي تحد من حركة المرأة، خصوصا مع غياب النوادي الصحية التي تضمن للمرأة ممارسة الرياضة في بيئة مناسبة لخصوصيتها. والوراثة تتسبب ب10% من حدوث السمنة، إلا أن السبب الرئيس في حدوثها في مجتمعنا السعودي هي العادات الصحية الخاطئة، وغياب مجالات الرياضة، وأن تضييق عادات وتقاليد المجتمع على مشي المرأة على أرجلها، أو تعرضها للمعاكسات والمضايقات أثناء ذلك، تسبب في حرمانها من أداء أي نشاط حركي، واضطرها إلى استخدام السيارة في كل تحركاتها، كالسمنة التي وصلت نسبتها إلى 70% في السعودية وما ينتج عنها من مرض السكر، والذي أيضا وصل إلى 31%، والاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى بسبب قلة النشاط وقلة الحركة.
2000 مريض
من جهته، أكد الأستاذ بكلية الطب بجامعة الملك سعود واستشاري جراحة السمنة والمناظير الدكتور عايض القحطاني والذي أجرى177 عملية لمرضى السمنة خلال السنوات الخمس الماضية، تزايد أعداد المصابين بالسمنة وأنه يزوره 2000 مريض سنويا وأن كثيرا من الحالات تعاني حرجا شديدا من جراء السمنة خاصة من النساء. ويوجه القحطاني أصابع اللوم للعديد من الجهات الحكومية لعدم تفاعلها بالصورة المطلوبة مع ارتفاع نسبة المصابين ووصولها إلى مرتبة متقدمة عالمياً، مؤكداً أن المرض يدق ناقوس الخطر، خاصة أن الدراسات تشير إلى نحو 70 في المائة من السعوديين يعانون من السمنة وخاصه النساء، ويضيف الإشكالية في انتشار المرض تكمن في البيئة سواء في التغذية أو عدم أداء الرياضة.
وقال وزارة التربية على سبيل المثال مطالبة بمراقبة ما تحتويه المقاصف من أغذية محفزة للسمنة، كما أن عليها تخصيص حصة يومية للرياضة للطلبة والطالبات وادخال التغذية الصحية التي تقي من السمنة في المناهج بطريقة صحيحة وعملية. وحذر من نسب الانتشار المتزايدة لمرض السمنة، مشيراً إلى أنها واحدة من أخطر الأمراض الآخذة في الانتشار في الكثير من المجتمعات، خاصة دول الخليج العربي، إذ تأتي المملكة في مرتبه متقدمة بعد الولايات المتحدة الأمريكية والكويت من حيث عدد المصابين بالسمنة، فيما تقدر حالات الوفاة بسبب السمنة أو مضاعفاتها نحو 20 ألف حالة سنوياً بمعدل 55 وفاة يومياً وحالتي وفاة كل ساعة.
18 مليونا
وأشار القحطاني، إلى أن الدراسات الأخيرة أوضحت أن بين كل أربعة سعوديين هناك ثلاثة أشخاص مصابون بالسمنة أو زيادة الوزن! أي أن هناك أكثر من 18 مليون سعودي مصاب بهذا الداء، وهو ما يعادل 70 % من مواطني المملكة، وهذا ما تؤكده إحصاءات وتقديرات منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى أن 70 في المئة من الرجال و75 في المئة من النساء في المملكة مصابون بزيادة الوزن أو السمنة، أي أن ثلاثة أرباع المجتمع لديهم هذه المشكلة.
48 مضاعفة
وأوضح استشاري جراحة السمنة والمناظير أن السمنة من الحالات المرضية التي تتراكم فيها الدهون الزائدة بالجسم وينتج عنها آثار سلبية على الصحة، وهي الأشد خطراً وتهديداً لحياة الفرد، إذ أنها قد تكون سبباً في الإصابة بأكثر من 48 مضاعفة خطيرة.
ارتجاع معدي
ونوّه القحطاني إلى أن كثيرا من الأبحاث الطبية أظهرت أن السمنة لها ارتباط قوي ببعض الأمراض من بينها على سبيل المثال مرض الارتجاع المعدي المريئي وهو من الأمراض التي بدأت تنتشر بنسب كبيرة في كافة المجتمعات كنتيجة مباشرة لتزايد الإصابة بالبدانة، ولكن الخطر الأكبر في هذا المرض هو ارتباطه بإمكانية إصابة الشخص بورم سرطاني في الجزء السفلي من المريء.
تشمع الكبد
واستطرد بالقول «بصورة مماثلة فإن المصابين بالسمنة لديهم فائض كبير من الدهون في أجسامهم بحيث تصبح الكبد غير قادرة على التعامل مع هذا الكم من الدهون وتصريفه، ينتج عن ذلك تجمع الدهون في خلايا الكبد مسببة حالة يطلق عليها (تشمع الكبد)، إذ تشير كثير من الدراسات إلى أن هناك نحو 15 في المائة من مرضى السمنة يعانون من الكبد الدهني ومضاعفاته أو ما يعرف ب«تشحم الكبد».
الإصابة بالأورام
كما أكد استشاري جراحة السمنة والمناظير أن السمنة تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان (سرطان الثدي، بطانة الرحم، القولون، المثانة، والكبد)، حيث تشير الدراسات إلى أن 8 42 في المئة من الحالات المصابة بالسرطان تكون مصاحبة بارتفاع في موشر كتلة الجسم، مشيراً إلى أن الدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطانات وخاصة ذات الصلة الهرمونية مثل سرطان بطانة الرحم، الثدى، البروستات، الكلى، الغدة الدرقية، البنكرياس، المثانة، القولون، إضافة إلى أن نسبة المصابين بالسكري نتيجة للسمنة وزيادة الوزن تصل إلى 80 في المائة من مصابي النوع الثاني من السكري في المملكة.
حلول وخيارات
وأوضح القحطاني أن مرضى السمنة وزيادة الوزن أصبح أمامهم الآن حلول وخيارات متنوعة لا تقف عند حدود العمليات الجراحية فقط، بل تمتد لتشمل العلاجات الطبيعية والغذائية وكذلك السلوكية، كما تتدرج التدخلات الجراحية وفقاً لمقدار السمنة وكتلة الجسم، مشيراً إلى أن جراحات السمنة مثل ربط المعدة وتحوير الأمعاء والتكميم والبالون وغيرها سجلت معدلات نجاح عالية ولكنها تعتمد على الفحص والتشخيص الدقيق ومن ثم اختيار التدخل العلاجي الأنسب لحالته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.