تصدر كسارة للخرسانة المسلحة إلى 277 مريضا منوما في مستشفى حراء العام في العاصمة المقدسة الأتربة والغبار التي تنفثها عليهم على مدار الساعة منذ نحو 20 عاما، ما يفاقم معاناتهم. ولم يتوقف خطر الكسارة على المرضى في المستشفى، بل تواصل لينشر الأمراض الصدرية والربو في حي البحيرات. وبينما طالب الأهالي بإنهاء الخطر المحدق بهم من الكسارة، أكد مدير مستشفى حراء العام الدكتور وليد حسين أنه رفع خطابا إلى المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة مكة، وشكلت بناء عليه لجنة من جهات عدة، عاينت الموقع ووثقت امتلاء أجهزة تكييف المستشفى بغبار الكسارة، وأوصت بالإزالة لما لها من أضرار لحقت بالمرضى. وأعرب الدكتور حسين عن استيائه من عدم نقل المستشفى بعيدا عن الحي السكني، موضحا أنهم فوجئوا بتجديد التصريح الخاص به لاستمرار مخالفات الكسارة منذ نحو عقدين من الزمن. واستنكر المواطن أحمد الصاعدي من تجديد ترخيص الكسارة لتزاول نشاطها المخالف 20 عاما أخرى، ملمحا إلى أن القائمين عليها قصروا عملها في الفترة المسائية حتى لا تتعرض للمساءلة من قبل الجهات المختصة. بدوره، أكد صالح الهذلي أن الكسارة تلاصق المستشفى بشكل كبير ولا يفصلها عنه سوى بضعه أمتار لا تزيد على العشرة، مشددا على أهمية إبعادها عن الحي. وقال «الخطر ماثل للجميع سكانا ومرضى ومراجعين وعاملين، وأرى أن تجديد رخصة عمل الكسارة أمر يدعو للريبة يجب أن يحدد المسؤول عن ذلك ومحاسبته». من جهته، رأى عبدالله اللحياني أن مستشفى حراء العام يتحمل جزءا من مسؤولية مواجهة الكسارة، مطالبا إدارة المستشفى بعدم الصمت، على المخالفات البيئية التي ترتكبها الكسارة في الموقع، وتهديدها سلامة المرضى والكوادر الطبية.