أحيانا تجد نفسك عاجزة عن استيعاب ذلك السيل الجميل من مشاعر النبلاء تجاهك، لتغص بعبراتك وأنت تصافح دفقهم الحاني بكلمات أقل ما يقال عنها مبهرة، لتجد حروفك تتقزم أمام سمو معانيها وصدق تعابيرها. وهذا لمسته وأنا أخطو أولى خطواتي في عالم النشر الأدبي، وقد استودعت مطبوعا وليدا بعضا من نزف قلمي ليكون ومضات قصصية قصيرة جدا حملت عنوان (وردة بلون المساء) والعنوان لإحدى القصص في المجموعة. وإن كانت تجربة أولى إلا أنها ملأتني اعتزازا بتلك الأفئدة التي باحت بمشاعرها صافية رقراقة لتبني جدارا من الفخر أن وصلنا إلى هذا المستوى من الوعي في تقدير الكلمة ومنحها تلك الحرية في الخروج من عوالم مخفية لتكون بوحا يصور شيئا من معاناة شرائح كثر في المجتمع ليست أنثوية بالضرورة. ليجد ذلك البوح قبولا وتشجيعا من الوسط بل ومطالبة بالمزيد، فتجد في نفسك الرغبة إلى الغوص أكثر في خبايا محيطك مستجليا تلك المنعطفات التي تنطوي على خيبات وعذابات خلفتها ظروف الحياة وزاد من وطأتها جفاء البعض وقدرته على أذية دواخلنا، يدفعه حب التسلط وتلك السادية التي تكبر كلما كبر حب الشر فيه. إن جماليات الأدب تكمن في قدرته على تقمص الشخصيات والغوص في عمقها لينظم من حزنها وفرحها دررا لغوية تتشكل شعرا أو نثرا، تثير في النفوس مشاعر مختلطة من الحماسة إلى الشجن واللوعة.. والواعي هو من يقدر تلك المعاني الإنسانية ويحفظها من الامتهان أو تحميلها ما لا تطيقه من تأويلات يزعم أنها تمخضت عن دراسة فاحصة لخلفيات النصوص وطبيعة المرحلة التي نظمت أو قيلت فيها، لتأتي مشوهة متقمصة لذهنية الدارس وفكرته غير الصائبة عن الظروف وحتى المشاعر التي تلبست الكاتب في خلواته تلك. وإن كانت وردتي بلون المساء لظروف النص فإن وردة الوفاء هي هديتي لكل من منحني فرصة أن أسعد لسعادته وفرحته بما كتبت. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة