أجلت لجنة مشتركة البارحة خمس أسر من عمارتين في حي الحفاير بمكةالمكرمة خوفا على أرواح نحو 23 شخصا، بعد أن تسبب مشروع أبراج سكنية تحت الإنشاء في الإخلال بأساسات العمارتين الملاصقة له وحولها لمبانٍ آيلة للسقوط مهددا أرواح ساكنيها سيما بعد انهيار الجدار الاستنادي الذي أقامته الشركة المنفذة للمشروع. وكانت الأسر القاطنة في تلك العمائر قد تفاجأت أمس بصوت انهيار كبير هز العمارتين وبالخروج للشارع تبين أن الانهيار وقع في الجدار الاستنادي الذي سبق وأن أوصت به لجنة فنية قبل انطلاق المشروع حفاظا على العمائر المجاورة لكنه لم يلبث أن انهار داخل الحفرة العميقة مشكلا خطرا حقيقيا دفع الجهات المعنية للتدخل الفوري والوقوف على هذه المشكلة حيث قرروا فورا إخلاء العمارتين من السكان. الناطق الرسمي للدفاع المدني في العاصمة المقدسة بالإنابة الرائد صالح العلياني بين ل«عكاظ» أن الحادث كان بسبب انهيار جدار استنادي بطول وعرض 20 مترا في 20 مترا وبعمق ستة أمتار، والذي تسبب في تكشف أساسات العمارتين المجاورتين والتي يقطنها قرابة 23 فردا من خمس أسر، مشيرا إلى مباشرة لجان فنية هندسية الموقع للمعاينة، واحترازيا اتخذ قرار إخلاء المباني فورا وتأمين السكن البديل في الفنادق المجاورة، وأن اللجان ستعمل على إعداد تقرير فني نهائي عن هذا الأمر تحدد فيه المسؤوليات ونسب الخطر. وبينت ل«عكاظ» الدكتورة فايزة عبدالوهاب البيطار التي تقطن إحدى العمارتين أن المشروع انطلق قبل عدة أشهر وذلك لإنشاء أبراج سكنية وكانت المخاوف من أن يؤثر هذا المشروع على أساسات العمائر التي نقطنها، لكن لجانا فنية أقنعتنا بأن الأمر طبيعي ولا حاجة للقلق، إلا أنه مع أعمال إزالة المبنى القديم سقطت بعض الديكورات داخل المنزل وعندها قمنا بالشكوى الفورية للجنة الفنية بالمشروع ووعدتنا بالتعويض، واضافت «ولكن مع أعمال الحفر التي استمرت عدة أسابيع والتي بلغت فيها الحفرة عمق 10 أمتار بدأنا نشعر بالخطر مع الاهتزازات المتتالية للعمائر، فتم اجلاء السكان».