لا يمكن لدولة ما من الدول أن تحتكر الحرب على الإرهاب مهما بلغت قوتها ولذلك لا بد من أن تكون الحرب على الإرهاب عملا أمميا تتشارك فيه الدول جميعها سواء تلك التي عانت من الإرهاب أو المرشحة لأن تعاني منه مستقبلا وذلك انطلاقا من عدد من الأسس، أهمها: •• أصبح الإرهاب عملا منظما عابرا للقارات والدول تشارك فيه جماعات تنتمي لشعوب ودول عدة وتتوزع أجهزته على عدد من المناطق إذ يمكن أن تكون الرؤوس المخططة له والمدبرة لمكائده مقيمة في دولة والجماعات الممولة في دولة ثانية والأذرع المنفذة في دولة ثالثة وهو الأمر الذي يستدعي تعاونا دوليا لاجتثاث الرؤوس المدبرة والجماعات الممولة والأذرع المنفذة. •• لا يستهدف الإرهاب دولة محددة ولا نظاما معينا فعملياته القذرة تستهدف مختلف الشعوب وخاصة تلك المعروفة بحبها للسلام وتكريسها لقيم العدل وحرصها على خير ما فيه البشرية وتلك هي المبادئ التي ترى فيها الجماعات الإرهابية ما يقف حاجزا يحول بينها وبين تحقيق ما تصبو إليه من سيطرة على مقدرات الشعوب وهيمنة عليها. •• لا تحتكم تلك الجماعات الإرهابية لأي مبادئ أخلاقية أو آداب سياسية ولذلك فإن مجال عملياتها يظل أفقا مفتوحا على كل الجهات والاحتمالات حتى تلك الدول التي تتوهم أنها بمنجاة من أن تكون مستهدفة بالعمليات الإرهابية القذرة بل لعل استراتيجيات العمل الإرهابي ترشح أن تكون تلك الدول هي المجال الخصب لعملياتها حين تتم محاصرتها في الدول التي كانت تستهدفها بتلك العمليات. •• مسؤولية مواجهة الإرهاب في دولة كاليمن لا بد لها أن تكون مسؤولية دولية على نحو لا يغدو فيه مبررا كي تدعي أي دولة من الدول انفرادها بتلك المسؤولية أو قدرتها على أن تخوض تلك الحرب بمعزل عن بقية الدول وخاصة دول المنطقة التي كانت أول من اكتوى بنار الإرهاب.