لم يطب للطلاب المقبلين على التخرج من المرحلة الثانوية عيش منذ أن ترصد لهم اختبار القدرات على عتبة باب أي جامعة من جامعات المملكة الحكومية رافضا دخولهم إياها حتى يتجاوزوه، وهم الذين طالما أرعبتهم خيالات اختبار الوزارة وأثلج صدورهم نبأ إسقاطها، إذ يصدمون بما هو أشد وهو اختبار المركز الوطني للقياس والتقويم بالتعليم العالي الذي يعرف باختبار القدرات والتحصيلي، والذي يعد بمثابة هدم لكل ما سبق من جهد وتفوق، فقد أطبق بفكيه على أعلى الدرجات التي طالما سهر أصحابها على تجميعها ونيلها وأبقى لهم قضمة صغيرة خسفت بمعدلهم وأعاقت التحاقهم بالجامعات والأقسام التي رغبوها، والأمر من ذلك أنه عند صدور القرار لم يكن هنالك فئة مدربة أو مؤهلة لفك رموز وطلاسم هذا العائق الجديد حتى يستوعبه الطلاب وتتشربه العقول من دون حدوث لبس أو مخاوف لدى الطلاب أن يكونوا لم يقوموا بإجراءات هذا الاختبار بالشكل المطلوب، على الأقل حتى يكون هناك نوع من تحقيق الأمن النفسي لدخول الاختبار بثقة وثبات، فحتى مدرسيهم لم يكن لديهم الإلمام التام بذلك والإجابة على كافة التساؤلات التي تطرح من قبل الطلاب لفهم الأمر، فقد كانوا يكتفون بالقول: «لاندري .. لانعرف».. وهذا ليس بخطئهم بل هو خطأ الجهة المقرة لهذا الاختبار فمن المفترض أن يكون هنالك مندوب لهم أو حتى توعية للأساتذة وإشراكهم في مستجدات الأمور، هذا عدا الوقت المحدد للاختبار والدقيقة المحددة لكل سؤال مما يجعل هدفه التعجيز فقط إذ إنه حتى الكمبيوتر «وهو كمبيوتر» يحتاج إلى وقت كي يظهر المعلومة فكيف لنا بعقول بشرية توضع لها أسئلة دقيقة قد تكون من سنوات دراسية ماضية، ولكن هل يعقل أن أسأل طالبا عن معلومات كانت في أكثر من 100 كتاب قام بدراسته، في اختبار مدته أربع ساعات قد ترهقه عقليا وجسديا.. أنا شخصيا أعرف طالبة كرست حياتها وجهدها لدخول كلية الطب وحصلت على نسبة 99% في الثانوي فكسرتها القدرات لتخرج بتحصيلي قوامه 67%، مما حطم آمالها وأحبط معنويات أخريات.