راجت هذه الأيام موضة جديدة أو طراز جديد من صواريخ (باتريوت) التي تطلق على (سكود) النقد الهادف البناء على أمل منع وصوله إلى هدفه، والموضة الجديدة أو الطراز الجديد هو حجة (الشخصنة)، فقد تكرر هذا الموسم على أسماعنا إشاعة بعض المسؤولين بأن سبب انتقادهم يعود لأسباب شخصية وخلفية تصفية حسابات وغيره من الأسباب التي كان من الممكن قبولها وتصديقها لو كانت تطعن في موضوعية المقال وحجته وإقناعه، وليس مجرد ادعاء. في لقاء مفتوح مع معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام الذي فتح للإعلاميين بل وكافة المواطنين قلبه ومنح وقته للحوار وأتاح صفحته في (الفيس بوك) و(تويتر) للتواصل قلت لمعاليه إن النفس أمارة بالسوء كما ورد في القرآن الكريم، لكن هذا الأمر ليس حكرا على الكاتب أو الصحفي بل أي بشر بما في ذلك المسؤول الذي قد تأمره نفسه بالتحجج بوجود أسباب شخصية أو تصفية حسابات بينه وبين الكاتب، ولذا فإن الاحتكام يجب أن يكون للموضوع المكتوب وهل هو نقد هادف وبناء وموضوعي وقوي الحجة، فإذا كان كذلك فلا فرق بين أن يكتبه من يدعي المسؤول (شخصنته) أو غيره، فالعبرة بموضوع النقد وواقعيته وموضوعيته بصرف النظر عن أي حجة أخرى لا يمكن معرفتها إلا بالشق عن قلب الكاتب، وواضح جدا من رد معالي وزير الإعلام أنه يوافق هذا الرأي (موجود على اليوتيوب بعنوان مداخلة جريئة مع وزير الإعلام)، مع أنني لا أرى فيها أي جرأة إلا لمن لا يعرف معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة. كلما اتسعت رقعة وهامش حرية الرأي وبدأ في مواجهة القصور والفساد بصراحة ووضوح لا مجال للرد عليه فإن السبيل الوحيد اليائس هو التشكيك في من طرحه وهذا أمر متوقع مثلما أن تصفية الحسابات أمر محتمل أيضا، لكن الأمر غير المحتمل في هذا العصر أن ينطلي أي منهما على فطنة وذكاء القارئ والمتلقي بصفة أعم، لأن المتلقي لم يعد يسمع بأذن واحدة ولطرف واحد، لكن المشكلة الكبرى هي في من لم يقدر وعي وعقل المتلقي حق قدره. www.alehaidib.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة