ما زال أكثر من ثلاثة آلاف مواطن في هدى الشام ينتظرون إكمال مشروع سقيا المياه الذي تبرع بحفره المواطن عبد الغني الشريف يرحمه الله بطول ثلاثة كيلومترات لمصلحة القرية، وسلمه لوزارة الزراعة، لكنه توقف بسبب المقاول. المشروع يمتد من جوار مركز أبحاث جامعة الملك عبدالعزيز في هدى الشام إلى خزان رئيس في داخل القرية، جف منذ عشرات السنين، ما دفع البسطاء هناك إلى اللجوء إلى سيارات نقل الماء. يذكر أن قرية هدى الشام تتربع بين جبال رمحة وأبونبع وحرة الجابرية، محتضنة مئات المزارع التي تسقى بآبار عتيقة تغذيها سيول أودية خسلف، برمة، غضار، والوادي الكبير الذي يمتد على طول الطريق من مدركة إلى هدى الشام. تحسر كبار السن في القرية على ماض جميل قاعدته المزارع الوارفة الظلال، تنبعث منها أصوات مكائن ضخ الماء من الآبار. يذكر أن هدى الشام كانت قبل 15 عاما بحيرة ماء عذبة، تزهو بمزارعها التي تستقبل الزائر على طول الطريق، وكانت مزارا للحجاج خصوصا الإندونيسيين والماليزيين الذين يفدون من مكةالمكرمة للاستمتاع بالاستحمام في البرك المائية. وعلى خريطة هدى الشام المائية تظل آبار أم الجرم، أم الحمام، الغرازية، أم البابور، عيون الرهاطي، والفارعة، البريكة، والدور، أقدم وأهم مصادر الماء في المركز. وتتضح بجلاء ملامح الوجه القديم في القرية من خلال زيارات أحياء الدوح، أبو نقارة، البريكة، الرديمة، الدور وأم هشيم، حيث البيوت العتيقة والأزقة الضيقة، إلا أن ملامح هدى الشام الجديدة تبرز في المخطط السكني الجديد الذي يتعرض الآن لحراك عمراني واضح في ظل توقيع عقد تنفيذ طريق جدة الجديد وربطه بطريق هدى الشام، وهو ما يجعل المسافة بين جدة وهدى الشام أقل من 20 دقيقة.