يشير علماء العلوم الإنسانية، إلى أن طريقة تفكير الأفراد في المجتمع، تنتج سلوكا متماوجا معها.. وفي المقابل، سلوكيات أفراد المجتمع المستحدثة، تنتج بدورها طريقة تفكير ايديولوجية متوافقة مع تلك السلوكيات. فالعلاقة دائرية وقابلة للزيادة والنقصان. عندما بدأت سلوكيات الطلاب تحديدا الطلاب وليس الطالبات في المدارس تتجه نحو التغيب عن المدرسة في آخر يومين دراسيين، لم تواجه تلك السلوكيات بأي رادع أو عقوبة، واستمرت لسنوات تكرر نفسها، حتى تحولت إلى ثقافة اجتماعية، وأصبح يطالب بتنفيذها أولياء الأمور والمعلمين قبل أن يقوم بها الطلاب أنفسهم. عندما يتحول السلوك إلى ثقافة اجتماعية، فإنه يؤثر بدوره كثقافة على كافة السلوكيات الأخرى، إذ يصبح أشبه بقطرة (الحبر ) في (كاسة) الماء.. فهي لا تبقى ثابتة، ولكنها تنتشر وتؤثر وتتمازج مع كل الماء الموجود. بالتالي، حتى ثقافة العمل في الإدارات الحكومية أصبحت تطبق مبدأ عدم إنجاز أي عمل في آخر يومين قبل الإجازة، فبما أن الموظف لا يستطيع التغيب، استعاض عن ذلك بالحضور جسدا فقط، كأي قطعة أثاث في المكتب، ولكن بدون أي إنجاز. والمقصود ب (عدم الإنجاز) وكل مراجع لمعظم الإدارات الحكومية يدرك هذه الظاهرة أي أنه: لا يستلم معاملة، ولا يوقع على معاملة، ولا يبدأ في إجراءات معاملة.. وما إلى ذلك، أي أن الحياة تتوقف في داخل تلك الإدارة الحكومية وكأنها خالية من موظفي دولة مسؤولين أمام الله وأمام الدولة وأمام الناس عن كل ساعة عمل يحاسبون عليها. وحتى من يخاف الله منهم ويريد أن يعمل، فإنه لا يستطيع لأن بقية الزملاء لا يتعاونون معه. المطلوب هو أن يتم التشديد وعدم التساهل في آخر يومين من أيام العمل أو الدراسة، وأن توضع رقابة صارمة فيهما، سواء في المدارس أو في الإدارات الحكومية، لتغيير هذه الثقافة السلبية المؤثرة على سير الدراسة والعمل في المجتمع. وبما أنه لا يعرف إلى أي مستوى إداري وصلت هذه الثقافة، فإن المسؤولية تقع مباشرة على الإدارات العليا في الوزارات والقطاعات الحكومية والأهلية، وأيضا على إمارات المناطق.. فكلها معنية بتعديل هذا السلوك بالدرجة الأولى.. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم التشديد على كافة القطاعات الحكومية والأهلية، بمراقبة الموظفين والعاملين والمنتمين إلى كافة القطاعات الحكومية والأهلية، وضمان أنهم يقومون بعملهم حتى آخر ساعة دوام رسمية، ونفس المبدأ يطبق على أول يوم دوام في العمل أو الدراسة. فتعديل مثل هذه السلوكيات الصغيرة، سيكون له فضل كبير على بقية سلوكيات الأفراد: من حيث الانضباطية والجدية والأمانة.. سواء في حياتهم العملية أو الاجتماعية أو حتى الحياة الأسرية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 105 مسافة ثم الرسالة